أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / الرئيس روحاني : لن نتفاوض ابدا مع عدو يريد دفع ايران للاستسلام باستخدام سلاح العقوبات والضغط

الرئيس روحاني : لن نتفاوض ابدا مع عدو يريد دفع ايران للاستسلام باستخدام سلاح العقوبات والضغط

اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة قائلا : أن ردنا على مقترح التفاوض في ظل العقوبات هو الرفض ٫ فقد صمد شعب إيران وحكومتها لمدة عام أمام أقسى العقوبات ولن يتفاوضا أبداً مع عدو يريد دفع إيران إلى الاستسلام باستخدام سلاح الفقر والضغط والعقوبات.

واضاف الرئيس روحاني : كما قال قائد الثورة المعظم في اشارة الي اية الله السيد الخامنئي ، إذا تطلبون الرد الإيجابي، فإن السبيل الوحيد للحوار هو العودة إلى التعهدات. إذا كانت لديكم حساسية تجاه اسم الاتفاق النووي، فعودوا إلى روح هذا الاتفاق وتعهدوا بسياق قرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن. أوقفوا العقوبات لكي يُفتح طريق الحوار.
مشددا على إن نهج الإدارة الأمريكية الحالية تجاه الاتفاق النووي ليس انتهاكاً لقرار 2231 فحسب، بل يعتبر اعتداءً على سيادة دول العالم كافة وعلى استقلالها السياسي والاقتصادي.
وتابع الرئيس روحاني قائلا : رغم انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، لم تزل إيران ملتزمة ولمدة عام بتعهداتها النووية وفق الاتفاق النووي. فاحتراماً لقرار مجلس الأمن، أمهلنا أوروبا لتفيَ بتعهداتها الأحد عشر لتعويض انسحاب أمريكا لكن وللأسف، لم نسمع إلا الكلام الجميل، دون أن نرى خطوة فاعلةـ اتضح اليوم للجميع أن أمريكا تدير ظهرها لتعهداتها وأوروبا تعجز عن الوفاء بتعهداتها. لكننا وحتى قررنا تطبيق بندي الـ 26 و 36 للاتفاق النووي، اتخذنا إستراتيجية الخطوة خطوة ولم نزل ملتزمين بالاتفاق النووي. إلا أن هناك حدود لصبر إيران. فعندما لا تحترم أمريكا قرار الأمم المتحدة وحينما أظهرت أوروبا عجزها عن الوفاء بتعهداتها، لن يبقى طريق غير التعويل على عزتنا وكبرياءنا واقتدارنا الوطني.
يدعوننا إلى التفاوض بينما يتهربون هم أنفسهم من التفاوض. كنا نتفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية على طاولة مفاوضات 1+5، لكنهم ضربوا بتعهدات سلفهم عرض الحائط.
وحذر الرئيس روحاني الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي : أقولها بوضوح، إن رضيتم بالحد الأدني فسنكتفي نحن أيضاً بالحد الأدني. فالاتفاق النووي يمثل لنا ولكم الحد الأدنى؛ لكن إن تريدوا الأكثر فيجب عليكم أن تعطوا أكثر المزيد. إن كنتم مصرين على كلمتكم بأن لديكم مطلبا واحدا من إيران وهو عدم إنتاج السلاح النووي واستخدامه فهذا يتحقق من خلال فتوى قائد الجمهورية الإسلاميةـ الإيرانية، فضلاً عن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فقط يكفي أن تعودوا إلى حقيقة التفاوض بدل استعراض التفاوض. فالصورة التذكارية هي آخر محطة للتفاوض وليست بدايته.
وقال الرئيس روحاني : ان الشرق الأوسط بات يحترق في نيران الحرب، والعدوان، والاحتلال، والتعصبات المذهبية والطائفية، والتطرف وان أكبر ضحايا مثل هذه الظروف هو الشعب الفلسطيني المضطهد. فإن التمييز، واحتلال الأراضي، وبناء المستوطنات، والإبادة لاتزال مستمرة في فلسطين.
وشدد الرئيس روحاني : على إن خطط أمريكا والصهاينة، مثل صفقة القرن، وإعلان بيت المقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وضم مرتفعات الجولان إلى غيرها من الأراضي المحتلة، محكوم عليها بالفشل كافة .
وخلافاً للخطط الأمريكية المدمرة، فإن مساعدات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتعاونها الإقليمي والدولي في مجال إرساء الأمن ومكافحة الإرهاب كانت مصيرية جداً. ومن أبرز أمثلتها، هو التعاون مع روسيا وتركيا في مسار عملية أستانا لتسوية الأزمة السورية، وكذلك تقديم مبادرة سلام لتسوية الأزمة اليمنية والتعاون الفاعل مع مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة، وكذلك المبحاثات البناءة مع أربع دول أوروبية وجهودها الفاعلة لتسهيل مباحثات السلام بين الأطراف اليمنية والتي أدت إلى اتفاق ستوكهولم للسلام بشأن ميناء الحديدة.
وأضاف: أنا قادم من بلد ظل صامداً، منذ عام ونصف عام، أمام أقسى أنواع الإرهاب الاقتصادي ودافع عن حقه في الاستقلال والتنمية العلمية والتقنية؛ فقد حاولت الإدارة الأمريكية ومن خلال فرض عقوبات عابرة للحدود وتهديد الدول الأخرى، أن تحرم إيران من مزايا المشاركة في الاقتصاد العالمي، وقد مارست قرصنة دولية عبر استغلال النظام المصرفي.
وتابع الرئيس روحاني : نحن الإيرانيون كنا في طليعة شعوب المنطقة في الثورات التحررية؛ أردنا دوماً السلام والتقدم لأنفسنا ولجيراننا ولم نستسلم قط أمام العدوان والإملاءات الخارجية. إننا لا نستطيع أن نصدق الدعوة إلى التفاوض ممن يدعون أنهم فرضوا أقسى أنواع الحظر في التاريخ ضد شعبنا ومعيشته الكريمة.
وتساءل قائلا : كيف يمكن التصديق بأن تكون ممارسة الجرائم بحق شعب والضغط على حياة 83 مليون إيراني، أن يكون أمرا ممتعا ومشرفا لمسؤولي الإدارة الأمريكية وأن يتحول استخدام العقوبات ضد مجموعة من الدول كإيران وفنزويلا وكوبا والصين وروسيا إلى إدمان مفرط. إن الشعب الإيراني لن ينسي أبداً هذه الجرائم وهؤلاء المجرمين ولن يصفح عنهم.
نحن في إيران ورغم كل عراقيل الإدارة الأمريكية حافظنا على سيرنا في طريق تنمية وبناء الاقتصاد والمجتمع الإيراني. فالاقتصاد الإيراني حقق خلال عام 2017 أعلى نسبة نمو اقتصادي في العالم، إلى جانب خفض متواصل في معدل التضخم. واليوم وبالرغم من الاضطرابات الناجمة عن الأسباب الخارجية خلال العالم ونصف العام المنصرم، عاد الاقتصاد الإيراني مرة أخرى إلى مسار النمو والاستقرار. فمعدل نمو إجمالي الناتج المحلي الإيراني – دون احتساب النفط – أصبح إيجابياً من جديد في الشهور الأخيرة. كما أن الميزان التجاري للبلد لا يزال إيجابياً.
وشدد الرئيس روحاني على إن العقيدة الأمنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحفاظ على السلام والاستقرار في الخليج وتوفير الأمن والحرية للملاحة البحرية في مضيق هرمز الإستراتيجي. إلا أن الأحداث الأخيرة عرّضت هذا الأمن لخطر جدي.مشيرا الى إن الأمن والسلام في الخليج وبحر عمان ومضيق هرمز يتحقق عبر مشاركة دول هذه المنطقة، فهي كفيلة بضمان التدفق الحر للنفط وسائر موارد الطاقة شريطة أن نعتبر الأمن مظلة شاملة لكل الدول وفي كل المجالات.
وتابع الرئيس روحاني قائلا : من هذا المنطلق وبناءً على المسؤولية التاريخية لبلدي في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار والتقدم في منطقة الخليج ومضيق هرمز، فإنني أدعو كافة الدول التي تتأثر بتطورات الخليج ومضيق هرمز إلى “تحالف الأمل”، حيث تختزل كلمة HOPE عبارة “Hormoz Peace Endeavor” أي”مبادرة هرمز للسلام”.
واضاف الرئيس روحاني : إن الهدف من تحالف الأمل هو الارتقاء بالسلام والاستقرار والتقدم والرخاء لكل شعوب منطقة مضيق هرمز والتشجيع على التفاهم المتبادل والعلاقات السلمية والودية والتعاون فيما بينها. هذه المبادرة تشمل مجالات التعاون المختلفة كالعمل الجماعي لتحقيق أمن الطاقة وحرية الملاحة والتدفق الحر للنفط وغيرها من الموارد من وإلى دول منطقة مضيق هرمز وأبعد منها.
وتابع يقول : يقوم تحالف الأمل على أسس مهمة كالالتزام بأهداف ومبادئ الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل، والمكانة المتكافئة، والتحاور والتفاهم، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم المساس بالحدود الدولية، والتسوية السلمية لكافة الخلافات، ورفض التهديد باستخدام الضغط أو اللجوء اليه، وأهم من هذه كلها مبدأين أساسيين وهما “عدم الاعتداء” و”عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبعض”. كما أن مشاركة الأمم المتحدة ضرورية من أجل خلق مظلة دولية لدعم “تحالف الأمل”. موضحا بان وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيقوم بإطلاع الدول المعنية على مزيد من تفاصيل “تحالف الأمل”.
وحذر الرئيس روحاني من المشروع الامركي لتشكيل تحالف امني في منطقة الخليج ومضيق هرمز قائلا : إن تشكيل أي تحالف وتحت أي عنوان في المنطقة بمحورية وقيادة القوات الأجنبية ٫ يعد مظهراً بارزاً للتدخل في شؤون المنطقة. فالتوجه الأمني تجاه الملاحة البحرية يتناقض مع حق حرية الملاحة وحق التنمية ويتسبب في مزيد من التصعيد وتعقيد الظروف وتعزيز أجواء عدم الثقة في المنطقة ويهدد أمنها واستقرارها وسلامها.
وظدد الرئيس روحاني قائلا : إن أمن المنطقة يتحقق بخروج القوات الأمريكية وليس بأسلحتها وتدخلها. فأمريكا وبعد مضي 18 سنة فشلت في تقليص الأعمال الإرهابية، لكن الجمهورية الإسلامية وبمساعدة الشعوب والدول الجارة أنهت فتنة داعش. إن الحل النهائي لسلام الشرق الأوسط وأمنه هو “الديمقراطية في الداخل والدبلوماسية في الخارج”. إذ لا يمكن شراء الأمن أو توفيره عبر الدول الأجنبية.
وتابع روحاني مخاطبا دول الخلية المتحالفة مع امريكا : إن سلام جيراننا وأمنهم واستقلالهم هو سلامنا وأمننا واستقلالنا. فان أمريكا ليست جارتكم وإنما الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي جارتكم. ومن القدم علمونا “الجار ثم الدار”. فاذا وقعت الواقعة، فسنبقى نحن وأنتم لوحدنا. نحن جيران بعضنا ولسنا جيران أمريكا! .
وقال الرئيس روحاني : إن أمريكا هاهنا في اشارة للمكان الذي يتحدث منه اي في نيويورك ٫ وليست في الشرق الأوسط. أمريكا ليست وكيلة أي شعب وكفيلة أية دولة. لا تعطي أية حكومة الوكالة لحكومة أخرى أو تعطي كفالتها لآخر.
وفيما يتعلق بالعدوان على اليمن قال الرئيس روحاني : اليوم إذ وصلت شرارة النار المستعرة في اليمن إلى الحجاز، يجب البحث عمن أشعل هذه النيران وإنزال العقوبة به وليس بث التهم والضغائن ضد الأبرياء. إن أمن السعودية يتحقق من خلال إنهاء العدوان على اليمن وليس باستدعاء الأجانب. نحن مستعدون أن نوظف جميع قدراتنا الوطنية ومكانتنا الإقليمية وقوتنا الدولية ومن أجل إرساء السلام٫و إن الطريق نحو تحقيق السلام في جزيرة العرب، والأمن في الخليج، والاستقرار في الشرق الأوسط يجب البحث عنه داخل الشرق الأوسط وليس خارجه. فقضايا المنطقة أكبر و أهم من أن تتمكن أمريكا منها. اذ ان الإدارة التي فشلت في حلحلة قضية أفغانستان والعراق وسوريا وأسست للراديكالية والطالبانية والداعشية، لن تستطيع أبداً حل القضايا والمعضلات الأكثر تعقيداً.
أن منطقتنا تقف على حافة الهاوية، حيث أن خطأ واحداً قد يشعل حريقاً كبيراً. نحن لن نطيق تدخل الأجانب الاستفزازي وسنرد بحزم على أي اعتداء ضد أمننا ووحدة أراضينا. لكن الطريق البديل والمفضل لدينا هو التضامن بين كل الشعوب التي تجمعها المصالح المشتركة في الخليج الفارسي ومنطقة هرمز.
وختم الرئيس الايراني خطابة امام الجمعية العامة قائلا : هذه هي رسالة الشعب الإيراني: تعالوا لنستثمر في بناء مستقبل أفضل، بدل الاستثمار في الحرب والعنف. لنعد إلى العدالة. لنعد إلى السلام والقانون والعهود وطاولة المفاوضات. لنعد إلى الأمم المتحدة.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

القائد العام للجيش: اي تهديد ضد ايران، يعقبه رد قاس

اكد القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية الفريق عبد الرحيم موسوي اليوم الخميس ان عملية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *