تبدي اوساط دبلوماسية اوروبية قلقها ، من تداعيات خطيرة لاصرار الحكومة الامنية المصغرة الاسرائيلية ، على المضي في العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة باستخدام اسلوب القتل اليومي الوحشي الذي يستهدف المدنيين وخاصة الاطفال والنساء بالغارات الجوية وقذائف المدفعية والدبابات والذي ادى مقتل اكثر من 1000 فلسطيني حتى الان .
وقال راديو ” اوستن ” الاوروبي الذي يبث من اوسلو ، في برنامج ” عين على الشرق الاوسط ” ان هناك قلقا لدى اوساط دبلوماسية وامينة اوروبية من محاولات نتيناهو تغطية فشله في تحقيق نجاحات بالرغم من مرور اكثر من 3 اسابيع من بدء الهجوم على غزة في الثامن من الشهر الحالي ، خشية تعقيد المشهد السياسي والامني بحيث يؤدي الى تدخل اطراف اخرى اليها من حلفاء المقاومة في غزة.
ووفق التقرير الاوروبي : ” ان هناك قلقا غير معلن في اوساط دبلوماسية واجهزة مخابرات اوروبية ، من توسع نطاق انفجار الموقف العسكري في غزة ، ليشمل الحدود اللبنانية والاسرائيلية “.
واضاف التقرير : ” ان اسرائيل تخطئ في قراءة وتقدير مديات ضبط النفس لدى حزب الله ، وهناك خشية حقيقية بان ينفجر الموقف على الحدود على الحدود اللبنانية والاسرائيلية ، بحيث يترجم حزب الله وعود امين عام الحزب السيد حسن نصر الله لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد المشعل ، والامين العام لحركة الجهاد الاسلامي رمضان شلح ، بان المقاومة الاسلامية في لبنان ستقف بكل امكاناته مع حركتي حماس والجهاد في مواجهة الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة”.
وتستغرب هذه الاوساط الاوروبية كيف يتجاهل الاسرائيليون حقيقة ثابتة ، وهي ان امين عام حزب الله يعتبر اي قرار يصدر من مرشد الثورة الاسلامية الايرانية بمثابة امر ديني واجب الطاعة ، وتسالوا : لماذا يصر الاسرائيليون على تجاهل ان اي قرار ايراني بالتدخل لحماية غزة وحماية المقاومة فيها من اجتياح اسرائيلي لغزة والقضاء على المقاومة ونزع سلاحها، هو قرار ليست هنك اية محاذير لايران تمنع ايران من اتخاذه ، بل ان قرار نتنياهو باجتياح غزة واعلان هدف للعمليات وهو نزع سلاح المقاومة ، هذا القرار فيه كل المؤشرات التي لايتاخر مراقب عن وصفه بالقرار المجنون ، اذ كيف يتجاهل نتنياهو ، دور ايران ، وكيف توهم ان ايران ستقف موف المتفرج وتسمح له بتحقيق ذلك حتى لو اضطرت هي الى التدخل المباشر ، فكيف والامر لديها لايعدو الطلب من حزب الله بالتكفل بهذا الامر ، خاصة وان السيد حسن نصر الله اعلن سلفا في تحذيره الاخير لدة الاتصال بمشعل وشلح ، ان حزب الله لايتاخر عن تقديم كل اشكال الدعم للمقاومة في غزة وحماية الفلسطينيين فيها .
ووفق هذه التقديرات ” فان خبراء استراتيجيين وخبراء امنيين غربيين ودبلوماسيين اوروبيين ، لايستبعدون انفجار الموقف عبر الحدود بين لبنان واسرايل ، اذا ما نطلقت الصواريخ لتدك تل ابيب وحيفا وايلات وربما بنوع جديد من الصواريخ الايرانية المتطورة، لذا فانهم يرون محاولة نتنياهو تضييق الحصار على حماس والجهاد بشن مزيد من الغارات وصب قذائف المدفعية والدبابات ليحصل على ما يتوهمه على انجاز ” نزع سلاح المقاومة ” في غزة ، هذه المحاولة هي التي ستعطي المبرر لحزب الله بفتح جبهة حرب مع اسرائيل ، حيث وعد السيد حسن نصر الله بان الحزب لن يسمح بحرب ابادة للقاومة وقتل المدنيين بشكل كارثي في غزة”.
ونقل تقرير راديو ” اوستن ” الاوروبي ، توقعات مصادر دبلوماسية ومخابراتية امنية اوروبية لنتائج تطورات الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة بالقول ” ان المقلق هو ان اسرائيل والولايات المتحدة لديهما قراءة قاصرة عن استجلاء وتوقع سيناريوهات الموقف الايراني من الحرب على غزة ، فطهران تعتبر الطرف الاول المسؤول عن تزويد المقاومة في غزة بمختلف انواع الصواريخ وهي اعترفت بتصدير تكنولجيا صناعة الصواريخ للمقاومة في غزة ، ومن الغباء ان تتوهم العاصمتان واشنطن وتل ابيب ، بان الموقف الايراني سيكتفي بتجشيد الجهد الدبلوماسي لوزارة خارجيتها ، والاكتفاء بالاتصالات التي يجريها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بعواصم عربية واسلامية لتحشيد الدعم الدبلوماسي لغزة سواء في منظمة التعاون الاسلامي او منظمة عدم الانحياز او من لجنة القدس ، فالايرانيون الذين اثبتوا انهم لاعبون من الطراز الذي يملك اوراقا لتحقيق مفاجئات في الازمات المعقدة ، بالقطع سوف يلجاون الى ورقة امكانات حزب الله كي يفتح جبهة جديدة بوجه نتنياهو وعندها سوف تكون تل ابيب ومدنا اسرايليةهدفا لصواريخ اكثر تطورا واكثر تدميرا، وهذه الورقة جاهزة عند الايرانيين ولن يترددوا لحظة واحدة اذا وجدوا الحاجة اليها لاستخدامها لانقاذ المقاومة والفلسطينيين من حرب ابادة بشنها نتنياهو رغبة في تعزيز موقفه السياسي ، فيما سيؤدي الامر الى ان يفتح حزب الله باب جهنم على المدن الاسرائيلية ومعسكرات الجيش الاسرائيلي في عموم ااسرائيل بما يمتلكه من صواريخ متطورة وبعيدة المدى “.
ونوه التقرير الى ” ان الاسرائيليين تعمدوا ان يمروا مرور الكرام على اخطر قرار استراتيجي اصدره مرشد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي يوم الخميس الماضي فيما يتعلق بمواجهة اسرائيل ، وذلك بدعوته قادة حرس الثورة والاطراف الفلسطينية التي تتلقى دعما ايرانيا في السلاح وتكنولوجيا تصنيع الصواريخ ، الى العمل لتسليح الضفة الغربية على غرار تسليح غزة ، لمحاصرة اسرائيل ، فايران التي كان مرشد ثورتها الاسلامية ، وراء القرار الاستراتيجي الامني بتوفير الاف الصواريخ في مخابئ تحت الارض في غزة ، ومن مختلف الاصناف في غزة في ظل فشل كامل للموساد في رصدها ، رغم الحصار المصري والاسرائيلي لغزة ، هذه ايران لن تنتظر قطعا ،حتى يقوم نتنياهو بارتكاب مزيد من المجازر في غزة كل يوم ، ولن تنتظر ليفـرض نتنياهو شروطا على حماس والجهاد بنزع سلاحهما كما يطالب وكما وضع هذا الامر هدفا لتحقيقه بقوة السلاح، وهو مايعني رغبته في القضاء على الصواريخ ومصانع تصنيعها السرية تحت الارض في غزة ، بل بالتاكيد سيفاجئ الايرانيون نتيناهو بفتح ابواب جهنم عليه وهذه المرة عبر الحدود مع لبنان ، وعندها ستكون شروط وقف اطلاق النار لصالح المقاومة ، وستكون وقتها هزيمة لاسرائيل مهما استخدم نتنياهو من كثافة نارية لضرب بيروت والضاحية وبقية المدن اللبنانية ، حيث ستكون ايران حاضرة بشكل مباشر في صناعة هزيمة مدوية لاسرائيل لاسابقة له منذ تاسيس اسرائيل عام 1948 وهو ما يتمنى الايرانيون القيام به باستغلال اخطاء الساسة الاسرائيليين سواء اولمرت او نتيناهو الذين مازالوا يراهنون على القوة لصناعة معادلة امن لهم رغم هزائمهم امام حزب الله في لبنام وامام حماس والجهاد في غزة “.
المصدر : راديو اوستن