التهديدات الامريكية ضد الحشد الشعبي والمقاومة .. اذا نفذت فستكون اعلان هزيمة وموت المشروع الأمريكي في العراق

من ينظر للتهديدات الامريكية الأخيرة بشن حرب مفتوحة على الحشد الشعبي والمقاومة ، وهي تدور في فلك النفي والاثبات والتشكيك والتأكيد؛ يدرك جيداً أن أمريكا ليست عاجزة عن تنفيذ تهديداتها فحسب ،بل إنها عاجزة حتى عن أطلاق التهديدات بالنحو الذي كانت تجهر به وتفاخر .

نعم هي عاجزة عن توجيه اي تهديد من هذا النوع في الظرف الراهن لاسباب عدة منها :

أولاً :-إن أي تهديد لقوى المقاومة في البلاد سيأتي على زعزعة الاوضاع برمتها ، الامر الذي تجمع فيه مراكز الدراسات والبحوث الامريكية ،على أن انهيار الوضع بشكل كامل سيدفع بالعراق بشكل عفوي للاستنجاد بجارتها أيران على كل الصعد وهي التي وقفت بقوة مع العراق لمواجهة دولة الخرافة وهزيمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي البريطاني الممثل بداعش الإرهابي والممول من النظامين السعودي والاماراتي .

ثانيا : أمريكا التي استثمرت في حراك تشرين عناصرها وامكاناتها وحققت فيه نجاحات سياسية كبيرة تكللت بوصول السيد الكاظمي لسدة الحكم ليست مستعدة للتفريط بهذا الإنجاز الكبير لمجرد الاقدام على مواجهة عسكرية غير مأمونة العواقب مع الحشد الشعبي والمقاومة .

ثالثا :- بحسب السيناريو المرسوم وماتشي بي حلقات المسلسل الذي تمت صياغته من احداث سياسية تلت حراك اكتوبر 2019 ؛ فان امريكا على وشك قطف الثمار المرجوة في الانتخابات المبكرة حين تعمل لاقصاء الاسلاميين والقوى السياسية القريبة من محور المقاومة بقيادة الجمهورية الاسلايمة ٬ وذلك بادوات الحرب الناعمة الهادئة بالجيوش الالكترونية والجماعات المندسة في التظاهرات من خريجي دورات السفارة الامريكية .. فكيف يعقل أن تنقض غزلها وتأتي على التفريط بما حاكت له بدسيسة وعناية وتمويل واعلام ؟!

رايعا :- إن ذريعة أمريكا باتهام قوى المقاومة باستهداف البعثات الدبلماسية ٬ انما هي ذريعة واهية لاترقى لان تكون مسوغاً للقيام باغلاق سفارة هي الاكبر في العالم ومحصنة بأحدث الدفاعات الجوية .

خامسا :_ الحكمة العسكرية تقول إن من يبدأ الحرب لايمكنه التكهن بنهاياتها وهذه النهايات العسكرية السائبة لايمكن لترامب أن يتحمل عواقبها وانعكاساتها الانتخابية عليه خاصة وان المقاومة تمتلك تجارب غنية في التصدي للقوات الامريكية فيما هي الان ترفدها باتصالها بمحور المقاومة في المنطقة .. فهي اذن مواجهة خاسرة النتائج من الان لادارة ترامب .

سادسا ً:- أمريكا لاتستأذن من الحكومات العراقية لو ارادت فعل شئ ما في العراق فهي التي اقدمت على اكبر جريمة إرهابية في مطار بغداد باغتيال لشخصيتين كبيرتين هما القائدان الشهيدان أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد اشعبي والحاج قاسم سليماني ضيف العراق الرسمي قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية ٬ ولم تستشر احد حين اتخذت هذا القرار الاجرامي وهي تدرك انها تنهك سيادة وكرامة العراق .لذا فان الراجح هو ان اتصالات الإدارة الامريكية مع الحكومة العراقية بشأن التهديد بضرب قوى المقاومة انما هو للضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ تدابير اقوى لحمايتهم.
سابعا ؛_ لعل امريكا الان تتوخى من نحديراتها زيادة الشق والخلاف في البيت الشيعي وهو مخطط تعمل عليه منذ وقت طويل بمشاركة البريطانيين ٬ بايهام بعض الأطراف الشيعية انهم يمثلون الاعتدال والوسطية وان بإمكانهم ان يكونوا هم قادة الشيعة من غير منافس بدعم دبلوماسي كبير تؤمنه لهم لندن وواشنطن حسب السيناريو البريطاني الأمريكي المعد لضرب الكتل والاحزاب الشيعة وتشتتيهم .
وخلاصة الامر : ان على اكريكا ان تدرك ان الأغلبية الصامته من الشيعة سيضمون مع بقية العراقيين الى صف المقاومة ولن تجد نفسها واعوانها الا امام هزيمة منكرة في العراق اذا لجات الى خيار شن الحرب على المقاومة والحشد الشعبي في العراق ٬ فعندها ستجد كل ما حققته من موامرات تحت عنوان الإنجاز السياسي يذهب في مهب الريح ويحترق بنيران المقاومة المشروعة للاحتلال وللعدوان .