نيويورك تايمز : استفتاء الكورد على الاستقلال خطا وسيزيد من حدة التوترات في العراق والمنطقة

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اجراء استفتاء كردستان “غير الملزم” في الـ 25 من سبتامبر/أيلول المقبل بـ “الخطأ” ٫ وشددت على ان الاستفتاء ٬ “سيزيد من حدة التوترات ويجعل من الصعب تحقيق الاستقرار في العراق ويحول الانتباه عن الحرب ضد داعش وإعادة بناء المجتمعات العراقية”.

وجاء في مقال افتتاحي للصحيفة نشرته امس الثلاثاء (22 اغسطس/ آب 2017)،أن هذه الخطوة قد تكون “سببا في زيادة الاضطراب في المنطقة المنشغلة بالحرب ضد “داعش” وتهديداً لوحدة الأراضي العراقية”، فضلت تأجيل العملية، في الوقت الحالي.
واضافت ، إن “الاستقلال يشكل خطوة منطقية بالنسبة للكرد في العراق، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، لكن في وقت لاحق”، مشيرة إلى أن “الكُرد اقاموا اقليمهم منذ حرب الخليج في 1991 وبعد أن لعبت قواتهم (البيشمركة) دورا محوريا في المساعدة على هزيمة داعش يعتقدون أنهم يستحقون اجراء الاستفتاء الذي ينتظرونه منذ فترة طويلة وسط وجود مخاطر كبيرة تحيط بهم وفي مقدمتها سيطرة عائلتي بارزاني وطالباني على مفاصل السياسة اضافة الى انتشار واسع للفساد وتعطل برلمان كردستان منذ سنتين بسبب الاقتتال السياسي وبقاء مسعود بارزاني فى منصبه بعد أربع سنوات من انتهاء ولايته”.
وبشأن استفتاء الـ 25 من سبتامبر/ أيلول المقبل ترى الصحيفة وتقول الصحيفة إن “حلم بعض الكُرد بدمج جميع أجزاء المناطق الكُردية، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 30 مليون شخص في تركيا والعراق وسوريا وإيران، ضمن كيان واحد، يعد أمراً غير ممكن في الوقت الحالي”، فيما يعتبر “رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التصويت غير قانوني لتعارضه مع الدستور”.
الصحيفة اشارت ايضاً الى أن الاميركيين والاوروبيين حثوا الكُرد على تأجيل الاستفتاء الى ما بعد الانتخابات البرلمانية العراقية، معتبرة أن “التأجيل هو الخيار الأفضل نظراً لان الاستقلال الكُردي محفوف بالمخاطر ولا يوجد له اعداد كافٍ”.
وختمت الصحيفة بالقول إن “تقرير المصير هدف يمكن تفهمه لكن مجرد التصويت من أجل الاستقلال لا يضمن حكماً عادلاً للدولة الوليدة، ولا يحقق الشعب الكردي اهدافه إذا لم يبذل قادته جهدا قويا لدعم عمل المؤسسات الديمقراطية وبناء اقتصاد قوي”.
وتقول الصحيفة، إن “الكرد، يتمتعون بدعم من الحكومة المركزية في العراق، ودول أخرى، قبل أن يواجهوا أعباء الاستقلال منفردين”.
وتساءلت الصحيفة الأميركية عن “قدرة المنطقة على تحول الاقليم الى دولة مستقلة في ظل انخفاض أسعار النفط والنزاعات مع الحكومة المركزية والاتهامات التي تلاحقه بالتمييز ضد الأقليات، في وقت يضمن الدستور العراقي للكرد دورا في الحكومة الاتحادية وكذلك الحكم المحلي في المنطقة ومعارضة دول الجوار لهذا الانفصال”.