شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية
في خطوة لتعزيز قيادته الشخصية والتخلص من القيادات المنافسة ٫ أعلن رئيس المجلس الاسلامي الاعلى السيد عمار الحكيم، مساء اليوم الاثنين، عن انفصاله عن المجلس وتخليه عنه ٬ وتأسيس تيار الحكمة الوطني، واصفا اعلانه بانه ولادة لتيار جديد لان العراق في ٢٠١٧ غير العراق مما بعد ٢٠٠٣ .!! حسب وصفه.
وقال السيد الحكيم في كلمة متلفزة له٫ لم تكن معدة امام الجمهور : “باسم العراق وباسمكم ومن منطلق المسؤولية الوطنية والتاريخية نعلن عن تأسيس تيار الحكمة الوطني”، موضحاً أن “تيار الحكمة الوطني هو تيار سياسي جديد يولد من رحم الألم العراقي وتحديات الوطن ويحمل كلَّ ثقةِ وشجاعة وإقدام أبنائه وشبابه، ليرسم للمستقبل طريقاً برؤية واضحة وصادقة، بعزيمة واقدام”.
وأضاف أن “تيار الحكمة الوطني سيكون حيثما تكون الحكمة ويكون العراق، معتصماً بالوسطية والاعتدال ومنطلقاً للبناء السياسي والاقتصادي والمجتمعي كي يعود العراق الى اخذ دوره الذي يستحقه”، معتبراً أن “العراق بحاجة ماسة الى ان يُقادَ من قبل كفاءاته الشجاعة والمقدامة، والتي تمتلك الإرادة السياسية الصادقة والواعية، وتتوكل على الله وتكون واثقة بقدراتها وقدرات هذا الشعب العظيم”.
ولفت الحكيم الى ان “تيار الحكمة الوطني سيكون مع العراقيين الشرفاء الأحرار نعمل جميعا على صيانة وإدامة وحدة العراق والحفاظ على سر قوتنا التي تُستَنهض من تنوعنا”، مضيفاً أن التيار “سيعمل مع كل أبناء العراق الى خوض الانتخابات الديمقراطية بعناوين جامعةٍ وشاملةٍ لكل الطيف العراقي والخروج من التخندقات المذهبية والقومية والانطلاق بأفق سياسي جديد حيث يجب ان يكون العراق المتصالح مع نفسه”.
السيد عمار الحيكم لم يتحمل اعتراضات الهيئة القيادية في المجلس الاعلى
وراي كثير من المحللين السياسيين بان اعلان السيد عمار الحكيم ٫ انهي جدلا كبيرا وواسعا وخلافات بينه وبين الهيئة القيادية في المجلس الاسلامي الاعلي بسبب ما كان يصفوه بالتفرد في القرارات ٫ واعتماد شخصيات جديدة من ” تجمع الامل ” ذات توجهات اسلامية ليبرالية .
فيما راى اخرون بان قرار السيد عمار الحكيم محاولة للتخلص من تدني شعبية المجلس الاسلامي الاعلى التي كان هو سببا فيها بحسب قياديون في المجلس الاعلى ٫ ورغبته في التفرد بقراراته دون منافسة واعتراض ٫ وهذا ما اتضح من الهتافات التي اعدت للمتظاهرين الذين تم تحشيدهم قبل الخطاب في مكاتب المجلس الاعلى في العاصمة بغداد وبعض المحافظات الاخرى التي كانت تمجده وتعتبره ما يشبه هتافات ” القائد الضرورة ” واقدمت قناة الفرات على وصف من تم تحشيدهم للتصفيق لخطاب السيد عمار بانهم ” الجماهيرية الحكيمية ” وهو اختصار مبتذل لهوية وشخصية المواطنين الذين تم تحشيدهم للتصقيق للخظاب بحضور شاعر شعبي شهير حرص على التمجيد باسم السيد عمار الحكيم.
صناعة قيادات شابة تؤمن بقيادة السيد عمار دون نقاش
وكان صلاح العرباوي مدير المكتب الخاص للسيد عمار الحكيم ٫ قد جسد احد اهم اسباب هذا التوجه الجديد لاعلان الانفصال عن المجلس الاعلى والتسمي باسم ” تيار الحكمة الوطني ” ٫ حيث قال في لقاء مع قناة دجلة يوم امس الاحد : انني افتخر ان السيد عمار الحيكم هو قائدي ٫ بينما الاخرون في المجلس الاعلى – يعني الهيئة القيادية في المجلس الاعلى – يرفضون الاقرار بهذه القيادة “.!
ويتوقع المراقبون ان يقود السيد عمار الحكيم ” تيار الحكمة الوطني ” بمزيد من الديكتاتورية لعدم وجود شخصيات قيادية كبيرة يعتد بتاريخها تعترض على قرارته ٫ اذ ان اغلب الذين حوله الان هم مجرد شباب منحهم امتيازات ومواقع حساسة في المجلس الاعلي وومن خضعوا لبرامج التطوير والتاهيل على يد الدكتور قصي محبوبة الذي يعد اليد اليمنى للسيد الحكيم ٫ ومن الشباب الذين وعدوهم بدور سياسي بارز في التيار الجديد في المرحلة المقبلة .
تخطيط مسبق بمصادرة اموال وعقارات ومكاتب وتنطيمات المجلس الاعلى لمصلحة تيار الحكمة
ولوحظ ان الاستعدادت كانت قد اتخذت سلفا من قبل السيد عمار الحكيم والفريق العامل معه٫ للتحضير لهذا المولود السياسي الجديد وارباك منافسيه في الهيئة القيادية للمجلس الاعلى ٫ وذلك باعداد لوحات اعلانات كبيرة تضم عبارة ” تيار الحكمة الوطني ” وتم وبوقت قياسي تثبيتها فوق اسم ” المجلس الاعلى” ومنها لوحة المركز الرئيسي للمجلس الاعلى في الكرادة عند جسر ابو طابقين في بغداد ٫ وهذا ما يعني ان السيد عمار قرر الاستئثار بكافة املاك المجلس الاعلى ومصادرتها كلها لمصلحة التيار الجديد ٫ وهو ما يعني انه خطط ليترك الهيئة القيادية ومنهم الشيخ جلال الصغير وبيان جبر وعادل عبد المهدي والسيد القابنجي٫ في المجلس الاعلى دون مكاتب وعقارات ودون مال٫ ليصعب عليهم٫ تجميع كوادر المجلس الاعلي وتنطيم جماهيرهم وليمنعهم من ان يشكلوا امامه كتلة سياسية منافسة وليستاثر تياره الجديد بميزانية المجلس الاعلى المالية وبالعقارات والكوادر واعضاء المكاتب في بغداد وبقية المحافظات ٬ وهو ما يعني بعبارة ادق ان السيد عمار الحيكم وفريقه ٫ قرر التخطيط لهذا الانقلاب ٫ ليفاجا منافسيه في الهيئة القيادية ليكتشفوا ان المحلس الاعلى ” امسى ” دون عقارات ودون اموال ودون مكاتب وهو ما سيشكل تحديا كبيرا يصعب عليهم خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في ابريل القادم٬ دون هذه الامكانات الاساسية.
والسؤال الكبير هل سينجح اعضاء الهيئة القيادية في ترتيب البيت الداخلي للمجلس الاعلى ومنعه من الانهيار والاتدثار بعد خروج السيد عمار بالمال ولاعقار والمكاتب والتنظيمات والاعلام حيث انضمت قناة الفرات لقيادة السيد عمار الحكيم في تياره الجديد بعدما كانت قناة المجلس الاعلى وقناة تيار شهيد المحراب ..؟ هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة ؟!
