شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية
اعلن صباح اليوم وفاة السياسي العراقي الدكتور احمد الحلبي ، زعيم حزب المؤتمر الوطني العراقي اثر نوبة قلبية في مدينة الكاظمية في بغداد ، وهو يعد من بين ابرز الشخصيات التي عارضت نظام صدام وخاصة منذ الانتفاضة الشعبية عام 1991 حيث ساندها واستثمرها في مشاريع سياسية بهدف التعريف بالقضية العراقية في الخارج في ظل تعتيم اعلامي وسياسي خارجي انذاك على جرائم صدام ضد الشعب العراقي.
ونجح الدكتور الجلبي في استثمار مكاتب العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة للتاليب على نظام الطاغية صدام ، وسبب ذلك النشاط ، معادة جهاز المخابرات المركزية الامريكية ” CIA ” له ، طوال فترة نشاطه في الولايات المتحدة . ولكنه نجح في مد علاقة وثيقة مع البنتاغون الامريكي عامي 2001 و2002 ونجح في تسويق لفكرة ” اسقاط نظام صدام ” ولاقت هذه الفكرة انذاك قبولا كبيرا في البنتاغون ومن ثم لدى ادارة الرئيس بوش ، ودخل الجلبي العراق مع بقية قوى المعارضة العراقية في الخارج للعراق بعد سقوط نظام صدام اثر الغزو الامريكي للعراق في مارس – اذار عام 2003 .
ولكن في السنة الاخيرة لوجود الاحتلال الاحتلال الامريكي في العراق عام 2009 تعرضت مكاتبه الى هجوم من قوات الاحتلال الامريكي ، بحثا عن عناصر من اعضاء حزب المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه الدكتور احمد الجلبي، بتهمة التعاون مع ايران ، وكان يشغل حتى يوم وفاته منصب رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب العراقي . واتهمت وسائل اعلام بريطانية الجلبي بانه هو الاخر كان من بين ساهم في تزويد الامريكيين بمعلومات مضللة عن اسلحة الدمار الشامل لدى نظام صدام بهد حثها على اسقاط النظام .
وكان الجلبي عضو قيادي بارز في التحالف الوطني ، وكان كثير من السياسيين الشيعة يعدوه منافسا لهم لذلك لم يحظ بمنصب سياسي بارز في الحكومات العراقية وخاصة في السنوات الاربع الاخيرة من حكم المالكي وفي ظل حكومة العبادي ، خشية من كفاءاته العالية في مجال الاقتصاد بشهادة مخالفيه. وكان يعد الدكتور احمد الجلبي من اشد مناصري الحشد الشعبي ودافع عنهم في حواراته الصحفية وفي تصريحاته لوسائل الاعلام .
وكان الدكتور احمد الجلبي ييتمتع في السنوات الاخيرة بعلاقات وثيقة مع الجمهورية الاسلامية ، وسببت هذه العلاقات في تعرض الدكتور الجلبي الى مضايقات قوات الاحتلال الامريكي له والى انقطاع علاقاته السابقة مع شخصيات سياسية وعسكرية امريكية ، وكان يعتقد ان الجمهورية الاسلامية هي من الضمانات لدعم العراق في مواجهة التدخل السعودي والقطري والتركي والاردني في العراق ، لذلك كان الجلبي يتعرض باستمرار الى هجوم الاعلام السعودي والقطري والاردني ووقفت قناتا ” العربية ” و “الجزيرة ” بشكل دائم ضد الدكتور الجلبي وحرضت عليه ، وكان يعتقد انه لولا الدعم الذي يقدمه جرس الثورة الاسلامية بقيادة اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس للعراق وللحشد الشعبي لكانت داعش تحتل العاصمة بغداد بدعم سعودي وقطري وبدعم فلول حرس الطاغية صدام .
وهو من مواليد 1945 من أسرة ثرية، غادر العراق عام 1958 وعاش معظم حياته بعد ذلك في الشرق الأوسط وبريطانيا، باستثناء فترة منتصف التسعينيات عندما شارك في لقاءات للمعارضة العراقية في شمال العراق، وعاد الى العراق عام 2003 بعد سقوط النظام السابق وكان له حضور سياسي مؤثر في السنوات الاخيرة حتى عام 2010 .
