وسط هتافات ” ابد والله ماننسى حسينا ” ..مئات الالاف يشاركون في تشييع جثامين شهداء الاعتداء الاجرامي الوهابي على مجلس يوم عاشوراء في الاحساء

بينما كانت هتافات ” ابد والله ما ننسى حسينا ” و ” لبيك ياحسين ” تدوي في سماء المنطقة ، شيع وسط اجراءات امنية مشددة ،مئات الالاف من المواطنين من ابناء الاحساء والقطيف ومناطق اخرى من السعودية ، جثامين 8 شهداء سقطوا ضحايا العملية الارهابية التي نفذتها مجموعة وهابية مسلحة باقتحامها مجلس عزاء حسيني مساء يوم عاشوراء في قرية ” الدالوه ” في الاحساء قي المنطقة الشرقية في السعوية يوم الثلاثاء الماضية .

وانطلقت مسيرة التشييع سيرا على الاقدام لمسافة كيلومترين واغتصت بهم الطريق العام وتم التشييع بحضور مهيب من العلماء والشخصيات ومواطنين مثلوا مختلف ارجاء المملكه.
واعتبر مراقبون مسيرة التشييع هي الاضخم من نوعها في تاريخ المنطقة الشرقية ، واكد خلالها المشاركون في التشييع انهم ماضون على طريق الامام الحسين واطلقوا هتافات ” لبيك ياحسين ” و ” ابد والله ما ننسى حسينا ” . واكد المرقبون ان هذه المسيرة كانت قد تكون ثلاثة اضعاف هذه الحشود ، لولا ان السلطات السعودية اخذت تعهدا من اصحاب شركات الباصات في الاحساء والقطيف ، تعهدا بعدم نقل المعزين من القطيف الى الاحساء بهدف منع تدفق مئات الالاف من ابناء القطيف الى الاحساء للانضمام الى اخوانهم في التشييع ، خشية تحول التشييع الى مسيرة تندد بالنظام الملكي السعودي لتورطه في رعاية رجال دين وجامعات ومدارس وجماعات تحرض على تكفير كل المسلمين غير الوهابية وخاصة الشيعة ، بالاضافة الى اتفاق وسائل تعليقات في وسائل الاعلام السعودية في مقالات نشرها كتاب وشخصيات ثقافية بان السماح لوسائل اعلام بالتحريض ضد المواطنين الشيعة مثل قناة ” وصال ” – التي تبث من العاصمة الرياض والممولة من المخابرات السعودية – هي احدى الاسباب الرئيسة لوقوع هذه الجريمة البعة بقتل مواطنين ابرياء كان يحيون يوم عاشوراء ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام بهدوئ ووديعة في قريتهم ” الدالوة ” في الاحساء مساء يوم الثلاثاء الماضي .
وكانت الاستعدادت قد اتخذت منذ يومي الاربعاء والخميس للاعداد لتشييع الشهداء وتلقي العوائل العزاء بهذه الفاجعة التي اختطفت ابناءهم منهم في هذه العملية الاجرامية ، واعد مقر العزاء على أرض مساحتها 7 آلاف متر مربع، وتضمنت مخيما مساحته 1200 متر مربع، وإنشاء جسر لعبور المشاة بين جانبي قناة “الري” التي تفصل بلدة ” الدالوه ” إلى جزأين، وتم إخلاء طرقات البلدة “الرئيسية” من وقوف السيارات على جانبي الطريق لإفساح السير أمام حركة المركبات.
والي جانب جثامين الضحايا الـ8 التي لُفّت بالعلم السعودي، رفع المشيعون لافتات تحمل صورتي اثنين من قوات الامن تركي الرشيد ومحمد العنزي، اللذين سقطا في المواجهات مع الخليه الوهابية الارهابية المنفذة لجريمه الاحساء.
كما رفع المشيعون لافتات اخري تدعو للوحده الوطنيه، وهتفوا بشعارات تؤكد علي نبذ التفرقه بين المواطنين علي اساس مذهبي.
ومنذ الصباح الباكر، شهدت البلده التي لا تتجاوز مساحتها العمرانيه 10 كيلومترات اغلاقا في جميع منافذها، حيث سُمح لرجال الامن فقط بالدخول لتولي تنظيم الحركه وحفظ الامن، ومعهم متطوعون من ابناء البلده والقري المجاوره.
وبدا تشييع الشهداء عند الساعه الثالثه والنصف عصرا، بعد ان ادي السيد علي الناصر السلمان صلاه الميت علي دفعتين، وقبل الصلاه خطب في الجموع الحاشده مؤكدا ان هذا الهجوم الارهابي «اثبت ان النسيج الاجتماعي السعودي متوحد ضد الارهاب، حيث اكدت المصيبه الاليمه ان الوطن جميعه نزف، ولكنه لم ينكسر، وان الارهاب لم يستهدف فئه معينه من الشعب السعودي؛ فهناك عدد من رجال الامن استشهدوا وهم يؤدون واجبهم في التصدي للارهاب الذي لا دين له، بل انه لا انسانيه له».

واضاف الناصر: «ان الهجوم الارهابي علي الدالوه كان يهدف الي احداث فتنه طائفيه، ولكن لم يتحقق مراد الاشرار، بل ان هذا الحادث عزز اللحمه الوطنيه واكد ان الجميع يقف مع القياده الحكيمه التي ترفض ان يُمس اي من ابنائها باي سوء، وهذا ما ثبت في اكثر من مناسبه، وتعزز في تلك الحادثه الاليمه».
وشدد الناصر، وهو يتحدث لجموع المشيعين، علي ان «السعوديين جميعهم سنه وشيعه ارتضوا ان يعيشوا علي هذه الارض الطيبه متحابين منذ عشرات السنين وخلف القياده الرشيده، وانهم لن يرضوا ببديل عن هذا التعايش والوقوف مع القياده».
واعتبر ان زياره عدد من الامراء والقيادات لاسر الضحايا الشهداء والجرحي تاكيد علي ان الحكومه لا تجد فرقا بين ابنائها، وترفض ان يدخل الاشرار من خلال افكارهم المنحرفه لنشر الفتنه التي لا يقبل به الاسلام ولا تعاليمه القيمه.
واعتبر ان امن الوطن خط احمر ولا يمكن المساومه عليه، مقدما في الوقت نفسه شكره لرجال الامن الذين يسهرون لحفظ الامن وتعزيز الرخاء للوطن والمواطن، ومساهمتهم في تنظيم الحشود التي جاءت للمشاركه في التشييع.
وبعده القي جاسم المشرف (احد وجهاء القريه) كلمه بالنيابه عن اهل الشهداء مؤكدا ان «الجميع يقف ضد الشر والفتنه، وان الضحايا ذهبوا وهم يؤمنون بالعيش المشترك، وما قام به الارهابيون المعتدون، بقتل عدد من رجال الامن في بعض مدن المملكه، تاكيد علي انهم يهدفون الي الفتنه، ولكن خابت وستخيب كل مساعيهم».