يقول سونر چاغاپتاي وهو خبير علوم سياسية تركي- اميركي مقيم في الولايات المتحدة ، تظهر الاحداث وارتدادات الربيع العربي والفوضى السائدة الآن في الشرق الاوسط ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ومستشاره ومن ثم وزير خارجيته والان رئيس حكومته احمد داود اوغلو كانا ضحية حلم او رؤية متخيلة بأنهما يستطيعان بمفردهما اعادة تشكيل الشرق الاوسط والان تتحول سياستهما الى كاوبس يهدد مستقبلهما السياسي.
ويضيف في دراسة لبرنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وهو يعمل مديرا له :
“لقد بدأ هذا التحول جليا في تورط انقرة في الحرب السورية، وتدخلها في السياسة العراقية، ودعمها الاكراد في وجه الحكومة المركزية في بغداد، ودعمت الاخوان المسلمين والاحزاب التي تدور في فلكها في ليبيا وسورية ومصر، على امل في تحويل المعطيات لمصلحة وكالاتها ذات النفوذ في الشرق الاوسط “.
واشار الدراسة للخبير جاغايتاي الى ” ان هذه المناورة اسفرت عن نتائج كارثية، اذ تورطت تركيا في حرب اهلية في سورية، ودعمها لاكراد العراق اتى بنتائج عكسية، وخسرت تركيا طرق وصولها الى الشرق الاوسط، فحدودها مع سورية والعراق مغلقة “.
وبصفته كبير الخبراء الاستراتيجيين في سياسة تركيا الخارجية منذ العام 2002 كان احمد داود اوغلو لمح بأن على تركيا ” ان تكون برازيل الشرق الاوسط ” اي تتمتع بأقتصاد اقليمي مهيمن قادر على ادارة دفة الاحداث، موحيا بأن تركيا ليست بحاجة الى حلفاء غربيين في الشرق الاوسط في ظل التوجه الجديد الذي اتبعته ويقضي بأن “الاتراك ارتبطوا بالشرق الاوسط كما يرتبط الارجنتينيون بامريكا اللاتينية”.
وتسرد الدراسة تفاصيل انهيارت السياسة التركية مع مصر لدعمها الاخوان، وخسارتها المجتمع الليبي بدعمها المسلحين المتطرفين الذين يتحالفون مع الاخوان، ويقول جاغابتاي ان “قاعدة” اللانزاع “القائمة منذ زمن طويل والتي تحكم العلاقات التركية – الفارسية هي الاخرى انهارت، اذ ان تركيا وايران تجدان نفسيهما الآن عالقتين في دوامة حرب بالوكالة بحكم دعم الرئيس الاسد وحكومة بغداد وتهديدها لمصالح انقرة في هذين البلدين كما يعتقد اردوغان واوغلو” .
وقال سونر چاغاپتاي ،” باستثناء قطر واكراد العراق تجد انقرة نفسها الآن من دون اي حلفاء وكلاء في الشرق الاوسط” ، مبينا انها “خسرت اسرائيل ايضا من خلال اقامتها شبكة علاقات اوسع مع حماس” محذرة الى “ان هذا يحدث في وقت خطر جدا، اذ تقوم دولة اسلامية متطرفة وخطرة على حدود تركيا”.
ويرجح جاغابتاي ” ان تتحول هذه الازمات المتفاقمة في السياسة الخارجية الى تحديات سياسية داخلية”، وقال “ان تورط تركيا في الشرق الاوسط لم يكن ناجحا» ما يستلزم «العودة الى الفكر الكمالي القاضي بتجاهل الشرق الاوسط اذ ان تركيا هي جزء من واقع هذه المنطقة والاضطرابات التي تعصف بكيانات دولها”.
الوسوماحمد اوغلو اردوغان تركيا داعش الوهابي
شاهد أيضاً
ترامب يجدد رغبته في ضم كندا الى امريكا لتكون الولاية الـ 51 متجاهلا ومستخفا بسيادتها
في اصرار متعمد على الاستخفاف بسيادة كندا ٫ وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارته …