شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية
علمت شبكة نهرين نت من مصادر مقربة من السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى انه ” سيقوم مساء اليوم بالقاء خطاب يوحهه الي اتباعه في مقره في بغداد يعلن فيه خروجه من المجلس الاعلي وتشكيله تنظيم حزبي جديد يضم اعضاء ” تجمع الامل ” التنظيم الشبابي التابع للمجلس الاعلى “.
ووفق هذه المصادر فان السيد عمار الحكيم تراس اجتماعات موسعة للكوادر الشابة التي تقود ” تجمع الامل ” ومن بينهم مدير مكتبه الخاص صلاح العرباوي وفادي الشمري وبليغ ابو كلل للتجضير لخطوة التخلي عن ” المجلس الاعلى ” بعدما وجد السيد عمار الحكيم معارضة شديدة لسياساته المحلية والخارجية من كبار القياديين في المجلس الاعلى ومن بينهم بيان جبر صولاغ الذي تقلد مناصب وزير الداخلية والمالية والنقل السابق في الحكومات الثلاثة المتعاقبة ٫ والشيخ جلال الصغير امام جمعة مسجد براثا والدكتور عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق والشيخ همام حمودي نائب رئيس مجلس النواب الحالي.
ووصف اغلب هؤلاء المعارضون لسياسات السيد عمار الداخلية والخارجية بانها ” تفتقر للحكمة والمشورة ” وانها تنصاع ” لتيار شبابي ليبرالي تامروا على الارث التاريخي والجهادي الكبير للمجلس الاعلى الذي تاسس في مطلع الثمانينات من القرن الماضي كواجهة سياسية وعسكرية معارضة لنظام صدام انذاك.
التنظيم الجديد يعتقد بفتح الجسور مع السعودية وامريكا وبريطانيا
وتؤكد مصادر مطلعة بان التنظيم الجديد الذي سيقوده السيد عمار الحكيم ٫ سيتسم بالحرص علي التقرب للدول العربية وخاصة الخليجية وتحديدا السعودية ٫ وليس معلوما باي مقدار سيكون ذلك على حساب العلاقات مع ايران ٫ وذلك لان اغلب القيادت الشابة الذين يعتمد عليهم السيد عمار الحكيم وهم ممن تدربوا على يد الدكتور قصي محبوبة ٫ لايخفون رغبتهم وسعيهم هذا وبخاصة صلاح العرباوي الذي يشرف ويدير شؤوون المكتب الخاص للسيد الحكيم الذي يتصف بالسرية والخصوصية المطلقة ويطلع على دقائق الاتصالات بالسفارات والعواصم العربية والاجنبية والتي تتحاور بشان المواضيع السياسية والامنية التي يشهدها العراق “.
ويري مراقبون ان القيادات الشابة في ” تجمع الامل ” التي بات يعتمد عليها السيد عمار الحكيم ٫ نجحت في اقامة علاقات وطيدة مع سفارات دول عربية واجنبية في بغداد ٫ تتخذ عواصمها مواقف معادية لايران مثل السفارات السعودية والاردنية والامريكية والبريطانية ٫ وبعض هذه القيادات الشابة التي يعتمد عليها السيد عمار في توجهه السايسي الجديد ٫ لايجد حرجا في الاعلان عن هذه العلاقات بصراحة معتبرا هذه الاتصالات جزءا من ” منظومة العلاقات العامة ” الطبيعية التي تهدف الى الاستماع الي الراي الاخر واسماعهم رايهم بشان التطورات السياسية والامينة في العراق باعتبارها سفارات لدول اما هي جارة للعراق مثل الاردن والسعودية او لها مصالح مباشرة في العراق مثل السفارتين الامريكية والبريطانية .
الحوزة العلمية في النجف والمرجعية الدينية لن تدعم التوجه السياسي الجديد للسيد عمار الحكيم
اما في الحوزة العلمية في النجف الاشرف٫ فان هناك تخوفا كبيرا من المشروع السياسي الجديد للسيد عمار الحكيم ويرى فيه الشيخ عبد الحسن عباس الساعدي استاذ الحوزة العلمية بانه ” انقلاب علي تاريخ ابائه واجداده من اسرة ال الحكيم ” الذي عرف بالتزامه بالاطر الشرعية الصارمة في التحركات السياسية التي تعتدم انتهاج حكم ” المحتاط ” في التعاطي مع الشان السياسي بكل دقة وحذر “.
ويضيف الشيخ الساعدي : ” ان السيد عمار الحكيم حر في انتهاج السياسة التي يراها ولكن بشرط عدم استخدامه او تحميله مرجعية سماحة السيد محمد سعيد الحكيم تبعات هذا المنهج السياسي البعيد عن روح ومبادى شهيد تيار المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم”.
انقلاب السيد عمار الحكيم علي ميراث شهيد المحراب اية الله محمد باقر الحكيم
مراقبون سياسيون يعتبرون ” انقلاب ” السيد عمار الحكيم على ” ميراث تيار شهيد المحراب ” و ” ميراث المجلس الاعلى الاسلامي ” بمثابة محصلة طبيعية لجهد حثيث وعمل دؤوب كان يخطط له ويتابع تنفيذه بدقة ” الدكتور قصي محبوبة ” الذي يحمل الجنسية الامريكية والعراقية ٫ حيث يتهم بانه يقود المجلس الاعلى نحو ” بحيرة ليبرالية ليغرق فيها الاصولية الاسلامية التي تعد من ثوابت عقيدة المجلس الاعلى وعقيدة تيار المحراب “.
قصي محبوبة .. بطل التغيير وقياددة السيد عمار من الاسلامية الاصولية الى الاسلامية الليبرالية
ويصل المراقبون الى هذه النتيجة : ” لابد من الاعتراف بان قصي المحبوبة نجح في اقناع السيد عمار الحكيم وطيلة السنوات الاخيرة الذي رافقه فيها بان مصلحته التخلي عن الارث الكبير للمجلس الاعلى وتيار شهيد المحراب والمراهنة على كسب تاييد المحيط العربي والعالمي لزعامته خاصة وان الواقعية ” البراغماتية ” لاتعني التخلي عن الثوابت الاسلامية في العقائد ٫ وانما الحصول على مساحات اوسع للمرونة في كسب صداقات دول خليجية والوصول الى نقطة مركزية وهي كسب اصدقاء جدد يقتنعون بزعامة السيد عمار الحكيم ويدعمونه في الحوارات والمجاذبات السياسية في المكون الشيعي في العراق “.
قصي المحبوبة .. اقناع السيد عمار الحكيم بالتخلي عن ” اسلامية المجلس الاسلامي الاعلى ” وقيادة تجمع شبابي اسلامي ذي ملامح ليبرالية
مراقبون سياسيون يحذرون بنفس الوقت من ” ان نجاح الدكتور قصي محبوبة ذي التوجهات الغربية رغم انه يعتز بانه من عائلة شيعية ملتزمة ٫ في اقناع السيد عمار بالتخلي عن المجلس الاسلامي الاعلى ٫ فانه لايعني بالضرورة ضمان تخلص السيد عمار الحكيم من الانتقادات الواسعة التي يتعرض لها في الشارع الشيعي والتي تصل الي حد القسوة المفرطة٫ ولن يكون بامكان الدكتور محبوبة ضمان حصول السيد عمار الحكيم على شعبية واسعة تعينه في الانتخابات التشريعية القادمة ٫ بل ربما ستكون نتائج الانتخابات صادمة للسيد عمار بصورة مؤلمة وعندها يكون مصداقا للمثل العربي الذي يقول : ذهب ليطلب قرنا فجدعت اذناه ٫ فيخسر السيد عمار ليس فقط تحقيق النتائج المرجوة في الانتخابات التشريعية بل وسيخسر دعم المرجعية الدينية له وخاصة مرجعية اية الله السيد محمد سعيد الحكيم الذي سوف لن يتخذ اية خطوة في دعم التوجه الجديد للمشروع السياسي للسيد عمار الحكيم خاصة وانه توجه ذو ملامح ملفقة بين الاسلامي والليبرالي “..!
