أظهرت دراسات علمية لظاهرة تاثير مواقع التواصل الاجتماعي علي السلوك الاجتماعي والروابط الاجتماعية ٫ بان نسبة عالية من الناس تلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك لأنها تلبي حاجاتهم وتمنحهم الأدوات الأساسية للارتباط بالآخرين عبر بناء صداقات ولكنها صداقات غير متينة بل مبنية علي تصنع كل طرف اام الطرف الاخر دون ان يطلع على سيرته الاجتماعية والعاطفية الحقيقية.
ويسعي كثيرون الى اطلاع الاخرين على تفاصيل حياتهم عبر نشر التدوينات حيث يبحث هؤلاء عن علاقات صداقة خارج حدود العائلة أو الأسرة، فيجدون في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة سهلة للوصول إلى الناس وبناء علاقات معهم.
ولكن السؤال هو كيف تؤثر هذه المواقع على علاقات الصداقة بين أبناء هذا الجيل الشاب؟
حاجة لفت انتباه الاخرين تتحول الى ادمان
إن حاجة الشخص إلى الشعور بانتباه الآخرين واهتمامهم به، تترجمه إشارات الإعجاب أو التعليقات على ما ينشر في هذه المواقع.
وقد تتحول هذه الحاجة إلى إدمان، فحسب دراسة من مختبر كاسبر سكاي أجريت على عدد من الأشخاض تبين أن 42 في المئة منهم عبروا عن مشاعر الغيرة حين يحصل أحد الأصدقاء على إشارات إعجاب وتعليقات أكثر منهم.
مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للحصول على المواعدة
ويعتبر 59 في المئة من أبناء “جيل الألفية” بأن المواعدة عبر الإنترنت وسيلة جيدة للتواصل مع الجنس الآخر وترتيب اللقاءات، وفقا لدراسة نشرها موقع scientificamerican في 2014.
وتبين الدراسة أن 54 في المئة من الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للمواعدة، كشفوا أن الأشخاص الآخرين الذين واعدوهم نشروا معلومات مزيفة على صفحاتهم الشخصية، وأن 28 في المئة قد تعرضوا إلى التحرش ووصلتهم تعليقات غير مريحة.
الوجوه المنشورة للمتواصلين .. ليست واقعية
والأمر نفسه ينطبق على علاقات الصداقة غير العاطفية، فيحرص مستخدمو هذه المواقع ان لايكونوا واقعيين بل يسعون الي أن يضعوا أفضل وأجمل وجه يملكونه على صفحاتهم. وخلاصة القول أن على الشباب أن يتبنوا أسلوبا بطيئا في علاقات الصداقة عبر الانترنت، الأمر الذي يمنحهم الوقت ليتعرفوا جيدا على الشخص المقابل بدلا من التعامل مع شخصية متصنعة.
تاثير مواقع التواصل الاجتماعي علي زيادة الطلاق
أظهرت دراسة نشرت نتائجها على موقع sciencedirect وجود علاقة قوية بين مواقع التواصل الاجتماعي وحالات الطلاق أو البؤس في العلاقات الزوجية.
وترتبط زيادة التسجيل في هذه المواقع مع زيادة معدلات الطلاق وتقارير الزيجات غير السعيدة.
وقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة PEW الأميركية أن 45 في المئة من الشباب أكدوا أن لهذه المواقع “تأثير كبير” على علاقاتهم العاطفية.
طريقتان للتاثير على مواقع التواصل الاجتماعي
وهناك طريقتان لتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الزواج بحسب هؤلاء الشباب:
1- الإهمال الذي يؤدي إلى التوتر
قال 25 في المئة من المشاركين في الاستطلاع إن شريكهم يعيش حالة من التشتت، ويبقى تركيزه مسلط على جهاز الهاتف.
وكشف 18 في المئة من المشاركين في الاستطلاع ممن تراوحت أعمارهم بين 18 و 29 أنهم ناقشوا مع شركائهم بشكل جدي مسألة الإنشغال على الإنترنت لوقت طويل.
2- الغيرة والخيانة وعدم الثقة
كل المواقع التواصل الاجتماعي تمنح وسيلة ما للاتصال بالآخرين بشكل سري، ولهذا قد تثير هذه السرية نوعا من الغيرة وعدم الثقة.
واعترف 34 من النساء و 62 من الرجال إنهم تطفلوا وتجسسوا على رسائل بعثها شركائهم عبر الإنترنت ورسائل شخصية أخرى.
ومن المفارقات فإن ثلث المشاركين اعتبروا هذا النوع من التطفل أرضية لإنهاء العلاقة.