نفى صباح النعمان المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب الذي يشارك في عمليات تحرير الموصل، وجود أي توقف في الحملة بشكل عام، قائلا إن العملية مستمرة على كل الجبهات ولا يوجد أي توقف على أي جبهة وهدفنا سلامة المدنيين اولا والذين يسعى التنظيم الارهابي لاستخدامهم دروع بشرية.
ورغم تراجع وتيرة الهجمات ا الارهابية لداعش المنفذة بالسيارات المفخخة، يسعى التنظيم الى رفع المعنويات في صفوف عناصره ، وذلك باستخدام المدنيين دروعا بشرية ، وبالعمل على اطلاق قذائف المورتر ضد القوات الامنية واستخدام شبكة أنفاق لاستهداف الجنود والمناورة بالاختباء بها لتجنب القصف المضاد.
وفي حي الانتصار، قال ضابط عراقي” إن دبابات الفرقة المدرعة المنتشرة هناك بذلت جهودا مضنية للتكيف مع وضع يشبه حرب المدن واستدعى القادة تعزيزات المشاة ، ويأمل القادة العسكريون في الضغط على دفاعات “داعش” من خلال فتح جبهات جديدة داخل المدينة.
ويدل سير تنفيذ عملية تحرير الموصل ومحاولات داعش اليائسة لزرع العبوات وتفخيخ السيبارات والمباني ، على أن المعركة لن تنتهي في العام الجاري، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة وسط السكان وجماعات الإغاثة من وقوع أزمة في إمدادات الغذاء والمياه والوقود لنحو مليون شخص ما زالوا في المناطق الخاضعة لـ”داعش” في المدينة.
وقال أحد سكان حي الانتصار في جنوب شرق الموصل، حيث كافحت الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش لتحقيق مكاسب، : “لا يزال تنظيم داعش يسيطر على حينا، والقوات العراقية لم تتخذ خطوة واحدة للتقدم منذ 3 أسابيع. نشعر باليأس”.
وأضاف المواطن العراقي: “أنام أنا وعائلتي أسفل الدرج الخرساني في منزلنا منذ شهر ونخشى القصف العشوائي بين القوات العراقية وعناصر داعش”.
يذكر أن الجيش العراقي يشن، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، عملية “قادمون يا نينوى” مدعوما بقوات “الحشد الشعبي” و”الحشد العشائري” وطيران التحالف الدولي ضد “داعش”، بهدف تحرير مدينة الموصل بمشاركة البيشمركة التي حصر عملها في حدود اقليم كردستان مع الموصل ،وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح تنظيم داعش الوهابي لشمال وغرب البلاد وسيطرته على الموصل ومناطق في الانبار وصلاح الدين .
واستغل المسلحون السماء الملبدة بالغيوم التي عرقلت الدعم الجوي للجيش من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مما يسلط الضوء على هشاشة مكاسب القوات الحكومية، ونفذ التنظيم سلسلة هجمات مضادة، ليلة الجمعة، على مواقع القوات الخاصة العراقية، التي تقود عملية تحرير الموصل في الجهة الشرقية للمدينة، وأخرى ضد قوات الأمن في ريفي الموصل الجنوبي والغربي.
وفيما يؤكد عسكريون عراقيون ان العمليات العسكرية متواصلة وان تطهير 26 حيا في الموصل يؤكد هويمة داعش في هذه المعركة ، اعلن بيان عسكري أن الجيش انتزع السيطرة على ثلاث قرى، يوم الأحد، قرب مدينة الشرقاط في أقصى الجنوب من الموصل وعلى مقربة من موقعي هجومين شنهما، ليل الجمعة، مسلحو “داعش” وأسفرا عن مقتل 12 شخصا.
وبالتزامن مع ذلك، اعلن مصدر عسكري عراقي إن المتشددين استعادوا السيطرة على بعض الأراضي، لكنه توقع ألا تدوم مكاسبهم لوقت طويل، موضحا : “ننسحب لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين، وثم نعاود السيطرة، لا يستطيعون السيطرة على الأراضي طويلا”.
وقال عسكري عراقي ، أن الأوحال الناجمة عن الأمطار، التي هطلت على منطقة شرق الموصل في الآونة الأخيرة، أدت إلى عرقلة حركة دبابات وعربات الجيش صوب المدينة، مشيرا إلى أن نيران المدفعية أقل مما كانت في الأيام الأخيرة.
