أخبار عاجلة
الرئيسية / الشرق الأوسط / قصة تطور قدرات ايران الصاروخية في ذكرى استشهاد “حسن طهراني ” مؤسس البرنامح الصاروخي الايراني

قصة تطور قدرات ايران الصاروخية في ذكرى استشهاد “حسن طهراني ” مؤسس البرنامح الصاروخي الايراني

يصادف اليوم الـثاني عشر من شهر تشرين الثاني – نوفمبر ٫ الذكرى السنوية لاستشهاد القائد “حسن طهراني مقدم” المعروف بمؤسس البرنامج الصاروخي الإيراني ٫ وفيما يلي قصة تطور الصواريخ الايرانية الباليستية ودور القائد طهراني في هذا الانجاز العسكري الاستراتيجي لايران.

لقد تولّى القائد ” حسن طهراني ” في بداية مسيرته التي بدأت إبان حرب الدفاع المقدس في مواجهة الهجوم الصّدامي آنذاك الرمايات المدفعية على الأعداء، ليُبرز بعد ذلك قدراته بشكل سريع إلى أن استطاع تشكيل وحدة مدفعية حرس الثورة الإسلامية ومؤسساً لاحقا للقيادة الصاروخية في حرس الثورة الإسلامية.
لقد امتزج اسم الشهيد طهراني مقدم وفريقه الصاروخي بالصناعة الصاروخية في إيران إلى حد يمكن القول بشكل حاسم إن الاقتدار الصاروخي لإيران هو نتيجة الهمة، التوجيه والدعم الاستثنائي الّذين قدمهم هذا القائد الشهيد.
ويمكن الإشارة هُنا إلى أن احد المنجزات الإيرانية المحلية بالكامل هو الوصول الى تقنية “الوقود الصلب للصواريخ” التي تعتبر من ابتكارات الشهيد طهراني مقدم التي بدأها في فترة الدفاع المقدّس وطبّقها آنذاك عبر فكرة أوليّة من ابتكاره الشخصي.
تمتلك الجمهورية الإسلامية اليوم بجهود وقدرات الشهيد طهراني مقدم صواريخ باليستية تعمل بالوقود الصّلب تتراوح مدياتها من 300 الى 2000 كيلومتر بإمكانات وأنواع مختلفة، حيث تمتلك إمكانيّة الاستهداف النقطوي، التحكم بمسار الصاروخ، وحتى ضرب الأهداف المتحركة.

كيف أصبحت إيران قوة صاروخية ..؟

في العام 1984 وعندما بدأ جيش الطاغية صدام بشن حرب المدن واستهدافها بالصواريخ ، كانت إيران تسعى الى وسيلة من اجل الردّ على اعتداءات جيش صدّام. وفي مساعيها برزت الصواريخ كأحد أهم الأسلحة الإيرانية المؤثرة للرد على الهجمات الصدامية. لكن وبسبب الحظر على مجال الأسلحة في إيران، لم يكن أحد على استعداد لبيع الصواريخ لإيران. لكن ليبيا وافقت على وضع عدد من صواريخ سكود-B تحت تصرّف إيران كما أبدت سوريا استعدادها لتقديم التدريبات اللازمة لإيران في مجال استخدام هذه الصواريخ.
وفي هذا السّياق فقد شد فريق مؤلف من 13 شخص تابعين لقيادة المدفعية في حرس الثورة الإسلامية التي كان الشهيد طهراني مقدم يرأسها العزم وتوجّه الى سوريا من أجل تلقّي التدريبات اللازمة ضمن دورات مضغوطة حول كيفية استخدام صواريخ سكود-B وصواريخ فراغ 7. وفي هذا الإطار فقد تم التوصل الى اتفاق مع ليبيا من أجل استلام 30 صاروخ.

والبعد الاستراتيجي التي كان يتمتع بها ” الشهيد طهراني مقدّم ” دفعت الى ان يوضع صاروخين من هذه الصواريخ تحت تصرّف مجموعات الأبحاث من أجل إجراء الهندسة المعكوسة عليها، لتتحول هذه اللحظة الى شعلة الاكتفاء الذاتي لإيران في المجال الصّاروخي. إلى هذا، فقد كانت صواريخ سكود التي استلمتها إيران تعمل بالوقود السائل وهذا ما يتطلب مسيرا مليئا بالصعوبات من أجل الوصول الى تقنية الوقود الصلب.

لماذا الوقود الصلب؟

السؤال عن ضرورة استخدام هذا الوقود الصلب تعود الى الخصائص التي يتميز بها هذا الوقود عن مثيله السّائل. فالوقود الصلب يحتاج الى وقت أقل من مثيله السائل لتحميله داخل الصواريخ، كما أن مدة تخزين الوقود الصلب داخل المخازن أكثر من المدة التي يستطيع فيها الوقود السائل البقاء داخل المخازن حيث يمكن تخزين الصواريخ التي تعمل بالوقود الصّلب البقاء داخل المخازن لسنوات بينما لا تستطيع الصواريخ التي عمل بالوقود السائل البقاء الّا لعدة أشهر حيث يتوجّب استبدال الوقود السائل كل فترة.
كذلك فإن الوقود الصلب يمنح الصواريخ سرعة أكبر من تلك التي تمنحها الصواريخ العاملة بالوقود السّائل، وهذه من الخصائص التي تؤخذ بعين الاعتبار في المنظومات الصاروخية. كما أن الصواريخ التي تعمل بمحركات الوقود الصلب تتمتع بثبات أكبر طوال فترة الطيران مقارنة مع الصواريخ التي تعمل بمحركات الوقود السائل، وهذا ما يزيد من دقة إصابة صواريخ الوقود الصلب.
وبناء على الخصائص أعلاه، تفضل وحدات العمليات استخدام صواريخ الوقود الصلب أكثر من استخدام الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل.

” نازعات “أول صاروخ إيراني يعمل بالوقود الصلب

يمكن القول أن أول خطوة إيرانية من أجل الوصول الى صواريخ تعمل بالوقود الصلب كانت خلال العام 1987. وخلال هذا العام وبموازاة العمل على منظومات صواريخ الوقود السائل فقد بدأ العمل أيضا على صواريخ تعمل بالوقود الصلب. ومن ناحية أن العمل على محركات صواريخ الوقود السّائل أكثر تعقيدا من العمل على صواريخ تعمل بالوقود الصلب فقد كان عامل الزمان مهما، كما أنّه خلال العام 1983 جرت تجربة صناعة صواريخ غراد بمدى يبلغ 20 كيلومتر عبر استخدام الوقود الصلب ووضعت تصاميم أخرى في إيران لهذه لصواريخ تعمل بالوقود الصلب وبمدى يبلغ 40 كيلومترا. وعلى هذا الأساس فقد توصل حسن طهراني مقدم وفريقه الصاروخي الى ضرورة العمل على صواريخ تعمل بالوقود الصلب وبمديات أبعد.
ومن أجل البدء بتصاميم جديدة فإن رعاية شروط الأمان مهمة للغاية. لكن وفي الظروف الاستثنائية، فقد كان لا بد من وضع كثير من شروط الأمان هذه جانبا حيث لم يكن أيّ شخص حاضر لاختبار هذه المنظومات لكن الشهيد مقدّم كان سبّاقا في اختبار هذه المنظومات مجريا أول الاختبارات عليها.
أول تجربة لصواريخ تعمل بالصواريخ الصلبة باءت بالفشل حيث انفجر الصاروخ وهو على منصة إطلاقه، كما أن التجربة الثانية لم تكن موفقة أيضا مع فارق أن هذا الصاروخ استطاع أن ينفصل عن منصة إطلاقه ويطير قليلا وينفجر بعد ذلك.
لكن عزيمة الشهيد طهراني مقدم والثقة التي كان يتمتع بها الى جانب فريقه أدّى الى أن يقف في مواجهة هذه المشاكل حيث كان يشجّع باستمرار فريقه الّذي وجد حماسا وتحفيزا من أجل الاستمرار بالعمل. وفي أوائل العام 1988 تم إنتاج صاروخ نازعات ويتخذ القائد الشهيد طهراني مقدم قرارا بتشكيل فريق عمل لصاروخ نازعات الى جانب فريق العمل الذي يعمل على صواريخ سكود.

 

صاروخ زلزال تفوق كبير على ” نازعات “

ولم يتوقف العمل هنا، بل كان الجميع منشغلا بكيفية تطوير هذا المجال الصاروخي. وعلى هذا الأساس فقد استمر العمل على الصواريخ بتقنية الوقود الصلب حيث تم إنتاج صاروخ جديد يحمل اسم زلزال. وبدخول هذا الصاروخ الى ميدان الخدمة الفعلية فقد تفوق عن صاروخ نازعات بمداه، ورأسه الحربي ودقة إصابته مما دفع بصاروخ نازعات للخروج من عمل وحدة الصواريخ واستخدامه في وحدة المدفعية التابعة لحرس الثورة الإسلامية.
وبعد هذه الفترة، وخلال العام 1991 استطاعت إيران أن تنتج أول صواريخها العاملة بالوقود السائل المسمى بشهاب 1 وبمدى يبلغ 300 كيلومتر وهو مشابه لصاروخ سكود-B، كما استمر العمل بقوة لإنتاج صواريخ تعمل بالوقد الصلب. وخلال هذه المرحلة، فقد تعاون فريقي الوقود السائل والوقود الصلب بشكل منسجم ومضوا الى الأمام في قضايا شملت ديناميكية الطيران، التوجيه والتحكم وتطوير أنظمة القوى المحركة الموجدة في محركات الوقود السائل لوضعها تحت تصرف محركات الوقود الصلب.
وبشكل متزامن، برزت نظريات جديدة للتحكم بمسار الصاروخ حتى إصابة الهدف في الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب.

 

صاروخ فاتح 110؛ خطوة جديدة في مجال الوقود الصلب

بعد فترة من الزمان، أنتج العمل الدؤوب صاروخ فاتح 110 خلال العام 2001 الذي يعمل بتقنية الوقود الصلب وعبر تطوير صاروخ زلزال بزيادة انظمة التوجيه والتحكّم عليه. ولعل من أهم خصائص هذه المنظومة، استخدامها لمنصات صواريخ متحركة تملك إمكانية التحرك السريع وإطلاق النار من نقاط مختلفة.
كما أن من اهم خصائص هذه المنظومة، والتي كانت عاملا جديًّا في تغيير نمط الصناعة الصاروخية في إيران، هي الاستطاعة بالتحكم بالرأس الصاروخي حتى إصابته للهدف. وبشكل عمليّ فقد استطاع حرس الثورة الإسلامية أن يقطع شوطا مهما للغاية من أجل الحصول على تقنية صناعة “الصواريخ الدقيقة”.
اليوم وبعد مضي 6 سنوات على استشهاد الشهيد طهراني مقدم، فإن مسار الاقتدار الصاروخي لإيران يسير بشكل متصاعد حيث تم خلال هذه الفترة إزاحة الستار عن العديد من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لتصبح ايران واحدة من بين الدول القلائل التي تمتلك تكنلوجيا متطورة ومتصاعدة في تصنيع الصواريخ الباليستية.

المصدر : تسنيم

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

النائب حسن سالم يرد على مهاجمة السفيرة الامريكية قانون تجريم البغاء : يثبت عداء أمريكا للشعوب الاسلامية

أكد النائب عن كتلة صادقون حسن سالم، أن الارادة الوطنية حتمت المضي قدما بتشريع “قانون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *