كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية. عن قرار لوزارة الحرب الاسرائيلية يقضي بطرد قائد كتيبة قتالية ونائبه إثر تراجعهما أمام كمين من مقاتلي المقاومة في غزة خلال المعارك البرية التي شهدها شمال قطاع غزة قبل دخول الهدنة المؤقتة ووقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وبينت الصحيفة في عددها الصادر -اليوم الاثنين- أن قيادة جيش الاحتلال قررت إقالة ضابطين من وحدة قتالية تشارك في التوغل البري بشمال غزة، إذ أتت إقالتهما في أوج العمليات البرية، على ما يبدو في الأيام التي سبقت دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ.
وسوغت قيادة الجيش قرارها بإقالة الضابطين من الإشراف على الوحدة القتالية خلال الحرب على غزة والعمليات العسكرية البرية، بأن الكتيبة التي يشرفان عليها انسحبت من موقعها خلال مناورة برية.
وذكرت الصحيفة أن قرار الجنود في الوحدة القتالية الانسحاب جاء، لأن الوحدة القتالية لم تحظ بالدعم العسكري والغطاء الجوي عندما تعرض عناصرها لإطلاق نار كثيف من قبل عشرات المقاتلين من كتائب القسام الذين نصبوا كمينا للجنود الإسرائيليين.
ومن وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، فإن الانسحاب والتراجع إلى الوراء وما ترتب عنه من حدث وصفه الجيش بـ”غير العادي”، تسبب في “أزمة حادة” بين قادة السرية ومقاتليهم وقائد الكتيبة، دفعت نحو نصف أولئك الجنود لعدم العودة إلى الخدمة العسكرية و الامتناع عن القتال في غزة، بعد قرار الضابط مغادرة الكتيبة بطلب من قادة الجيش.
وأفادت الصحيفة بأن جنود السرية والوحدة القتالية قالوا إنهم لم يتلقوا الدعم والغطاء الجوي من سلاح الجو الإسرائيلي، عندما وقعوا في كمين لمقاتلي كتائب القسام، وعليه انسحبت السرية العسكرية، وتراجعت إلى الخلف أمام عشرات المسلحين الذين نصبوا كمينا لقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكتيبة والوحدة القتالية المذكورة تعرضت منذ بداية الحرب على غزة إلى أحداث خطيرة أخرى خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شملت مقتل ضابط وإصابة ضباط آخرين في معارك التوغل البري، بالإضافة إلى إصابة الضابط ولواء الكتيبة الذي يتمحور حوله الجدل بعد الانسحاب والتراجع إلى الخلف أمام كمين عناصر القسام.
ولأجل سد النقص في الجنود من الوحدة القتالية التي أخرجت من شمال غزة، ذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حشد مجموعات من الجنود من وحدات عسكرية أخرى لملء الفجوة بالقوات القتالية، لافتة إلى أن الحادثة “تسببت بأزمة ثقة داخل الوحدة القتالية والكتيبة، لكن جرى التعامل حيالها بشكل صحيح واستخلاص العبر على جميع المستويات، بحسب ما ورد في بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وأضاف المتحدث باسم الجيش أن “مقاتلي الوحدة والكتيبة يقاتلون في غزة بشجاعة وتصميم ضد حماس”. وبسبب تكبد الكتيبة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خسائر وإصابات خلال المعارك البرية، و “بعد التحقيق في الأحداث وسلوك قائد السرية فيها تقرر إقالته وتعيين قائد جديد من الكتيبة في مكانه”، وفق بيانه.