يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة الذي يستهدف المنازل والمنشآت المدنية والصحية، وسط تركيز متصاعد على المستشفيات ومحيطها ولا سيما مجمع الشفاء الطبي (أكبر مستشفيات قطاع غزة) الذي أكد المتحدث باسم وزارة الصحة خروجه تماما من الخدمة، وانضم بذلك إلى باقي مستشفيات شمال غزة باستثناء مستشفى المعمداني ذي الخدمات المحدودة.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن الوضع في المجمع خطير مع عدم وجود كهرباء أو مياه، والطواقم الطبية عاجزة عن تقديم أي خدمة تنقذ حياة الجرحى والمرضى، فيما استنفدت الوزارة كل السيناريوهات لإطالة أمد الخدمات الطبية، وقد توقفت أمس السبت جميع العمليات بعد نفاد الوقود.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن الاحتلال الإسرائيلي حوّل مجمع الشفاء الطبي إلى ساحة حرب مفتوحة، وأن مسيّرات إسرائيلية أطلقت النار على المستشفى.
وقال القدرة : إنه لم يتلق أي استجابة من المؤسسات الأممية المعنية، وإنها رهينة للقرار الإسرائيلي الذي يقضي بخروجها من شمال القطاع إلى جنوبه.
من جانبها، قالت مصادر صحفية من مجمع الشفاء الطبي إن قرابة 80 شهيدا مكدسون على الأرض في ساحة الشفاء، وقد عجز الطاقم الطبي عن فعل أي شيء تجاه ذلك.
كما اضطر الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء إلى إخراج الرضع حديثي الولادة من الحاضنات بعد الانقطاع الكلي للكهرباء، حيث تم وضعهم اضطراريا في غرف تفتقر إلى الوسائل الطبية اللازمة، واستشهد رضيعان منهم إثر ذلك.
كما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت سابق أن الأطفال الرضع في مستشفى القدس شمال قطاع غزة يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب، وحياة المرضى في العناية المركزة عرضة للخطر.
وأضافت الجمعية أن الطاقم الطبي في غرفة عمليات الطوارئ يعمل على مدار الساعة رغم انقطاع التيار الكهربائي والقصف المكثف المستمر في محيط المستشفى.
وفي سياق متصل، استشهد طبيبان وأصيب نازحون جراء قصف إسرائيلي استهدف مستشفى مهدي للولادة غرب غزة، حسب ما أفادت قناة الأقصى.
وقالت مصادر من داخل المستشفى الإندونيسي شمال غزة إن إدارة المستشفى حفرت مقبرة جماعية في ساحة بجوار المستشفى لعدد من الشهداء مجهولي الهوية.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية أمس السبت إنها فقدت الاتصالات مع جهات الاتصال التابعة لها في مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة، وسط أنباء عن تعرض المستشفى لهجمات وحصاره بالدبابات الإسرائيلية.
