انطلقت صباح الأربعاء حملة بعنوان “العدالة لضحايا نيوم” تهدف إلى تحقيق العدالة لأفراد قبيلة الحويطات في السعودية الذين إما سجنوا أو فقدوا حياتهم بسبب معارضتهم لمشروع مدينة “نيوم” على أراضي القبيلة.
وفي ندوة بمناسبة إطلاق الحملة، تحدثت المعارضة السعودية علياء الحويطي التي أشرفت على الحملة، عن ضحايا “نيوم” ومحنة أفراد القبيلة التي لم تتوقف إلى اليوم، حيث يتعرضون للترويع المستمر من قبل السلطات السعودية وقوات الأمن.
وقالت علياء إنه في أكتوبر/تشرين الأول 2017 استقبل سكان المنطقة أخبارا عن “مشروع عظيم” سيغير حياتهم ويحوّل المنطقة إلى مركز عالمي للتطور والتكنولوجيا والاقتصاد.
وأضافت مشرفة الحملة أن ما كان يشغل المواطنين هو ما سيحل بأرضهم التي يعيشون فيها منذ أكثر من 800 عام بعد أن يتم بناء مشروع المدينة، إلا أنه في العام 2020 تحول الحلم إلى كابوس عندما أرسل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولين للتفاوض مع زعماء القبيلة في المنطقة لاخلاء سكان المنطقة منازلهم من دون أن يخبروهم إلى أين ستذهب القبيلة، وحتى من دون أي تعويض مادي.
وبدأت قضية قبيلة الحويطات تحديدا في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أبلغت القبيلة السلطات السعودية رفضها مغادرة أرضها من أجل المشروع.
ومثّل مقتل عبد الرحيم الحويطي -أحد زعماء القبيلة- يوم 13 أبريل/نيسان الماضي برصاص قوات الأمن إثر رفضه الترحيل من منزله، علامة فارقة في التوتر الحاصل بين القبيلة وسلطات الرياض وخططها لإقامة مشروع “نيوم”.
وقبل مقتله، نشر عبد الرحيم الحويطي سلسلة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي انتقد فيها إجبار قبيلته على الرحيل من الأرض التي عاشوا فيها لأجيال في محافظة تبوك، واصفا ذلك بأنه “إرهاب الدولة”، ومؤكدا أن معارضته قد تؤدي إلى قتله.
ودعت علياء الحويطي المنظمات الدولية غلى تبني قضية القبيلة وتوفير الحماية لأفرادها ووقف عمليات القتل والتعسف ضدهم.
من جهتها قالت المديرة التنفيذية السابقة لقسم الشرق الأوسط بمنظمة “هيومن رايتس ووتش” سارة ليا ويتسون إن الانتهاكات التي يتعرض لها أفراد قبيلة الحويطات تعكس موقف الحكومة السعودية تجاه المواطنين السعوديين.
وأضافت ويتسون أن الحكومة السعودية تريد الأرض فقط ولا تريد أهل المنطقة، واصفة ذلك بأنه يعكس ازدواجية السلطات في المملكة، مشيرة إلى أن “الحكومة السعودية ليس لديها أي احترام للموطنين، فهي ترغب في بناء مدينة مستقبلية على الأراضي السعودية ولكن بلا سعوديين”.
وكانت قبيلة الحويطات قد احتجت على مشروع المدينة الذي يشكل جزءا حيويا من الرؤية الاقتصادية لمحمد بن سلمان، وتعرضَ عدد من أفراد القبيلة للقتل والاعتقال بسبب شعاراتهم المناهضة للترحيل.
ووصفت وكالة الصحافة الفرنسية هذه المعارضة بأنها مقاومة داخلية نادرة للسلطات السعودية، كما نقلت عن مصدر سعودي مطلع أنه بالنظر إلى المبالغ المطلوبة لمشروع “نيوم” فلا يمكن إلا أن تتأخر جوانب عدة منه. ولطالما تساءل خبراء اقتصاديون عن جدوى المشروع في عصر أسعار النفط المتدنية.