مع اقتراب موعد بدء التنفيذ للحظر الأمريكي الطالم على قطاع النفط الإيراني في شهر نوفمبر المقبل تتزايد التحذيرات حول تأثيره السلبي على اسعار النفط العالمية. حيث حذّرت وكالة الطاقة الدولية، في تقرير، من عودة المخاوف حيال العرض العالمي على النفط، مع معاودة فرض الحظر الأميركي على إيران.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنّه “حين تعطي العقوبات النفطية على إيران مفعولها، ربّما بالاقتران مع مشكلات في الإنتاج في بلدان أخرى، قد يكون من الصعب للغاية الحفاظ على العرض العالمي”، لافتةً إلى أنّ “آفاق السوق قد تبدو عندها أقل هدوءًا بكثير ممّا هي عليه اليوم”.
وكانت قد طلبت الولايات المتحدة الأميركية من جميع الدول، وقف وارداتها من النفط الإيراني بصورة تامة بحلول 4 تشرين الثاني إن أرادت تفادي العقوبات.
وذكرت الوكالة التي تشرف على سياسات الطاقة للدول الصناعية فى تقريرها الشهري، الذى نقله موقع “إنفيستينج” المعني بالشأن الاقتصادي العالمي، أنه مع بدء تطبيق الحظر النفطي ضد إيران في نوفمبر المقبل وربما مع مشكلات الإنتاج في أماكن أخرى، قد يكون الحفاظ على معدلات الإمداد العالمية صعبا للغاية وسيأتي على حساب الحفاظ على حصة احتياطية كافية.”
وتلقى أسعار النفط العالمية دعما من النمو الكبير في معدلات الطلب، بجانب المخاوف من تراجع أحجام المعروض.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بما يقارب 80 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2014، بسبب المخاوف بشأن نقص الإمدادات، لكنها تراجعت فى الأسابيع الأخيرة مع استعادة ليبيا لبعض إنتاجها المتوقف، وتلميح واشنطن إلى أنها قد تمنح المشترين الآسيويين للنفط الإيراني بعض الإعفاءات من العقوبات للعام المقبل.
ومع ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها لا تزال تسعى إلى إجبار مشترى النفط الإيراني على وقف عمليات الشراء بالكامل على المدى الطويل.
وإيران هى ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، حيث يبلغ إنتاجها حوالى 4 ملايين برميل يوميا أو 4 في المائة من الإمدادات العالمية.
فيما تعهدت السعودية بدعم قرارات ترامب ضمن سياستها التي ترضخ للنفوذ الامريكي في كل المجالات، بسد اي نقص في الإمدادات بسبب الحظر الامريكي ٫ استجابة لطلب ترامب في اتصال مع الملك سلمان وولي عهد محمد بن سلمان بزيادة انتاج النفط السعودي مليوني برميل يوميا .
وتنتج السعودية حوالي 10.4 مليون برميل فى اليوم، ويمكنها نظريا رفع الإنتاج إلى أكثر من 12 مليون برميل فى اليوم، إلا أن مثل هذه الخطوة ستترك العالم بلا مخزون إحتياطيا لتفادى أى تعطل محتمل في الإمدادات في الدول المنتجة مثل ليبيا أو فنزويلا أو نيجيريا.
يأتي ذلك فيما تحذر وسائل اعلام صينية من أن حظر النفط الايراني سيشعل أسعار النفط.
ولكن يبدو أن محاولات الإدارة الأمريكية لتصفير تصدير النفط الإيراني ستبوء بالفشل. حيث أبدى الاوروبيون حلفاء واشنطن رفضهم لهذه الخطوة التي جاءت بمباركة سعودية واماراتية واسرائيلية ٫ ولم يقتصر الرفض للعقوبات الامريكية على أوروبيا فحسب بل تعدى الامر الى روسيا و الصين وتركيا التي أعلنت عن التزامها بعقود شراء النفط والغاز من إيران والهند الذي أعلنت عن ارتفاع استيرادها للنفط الإيراني بدل انخفاضها واخيرا اعلان باكستان عن رفضها الاستجابة للعقوبات الامريكية ٫ مؤكدة بانها ستواصل علاقاتها التجارية والاقتصادية مع ايران ٫ ما يعني فشلا ذريعا لإدارة ترامب ومستشاريه من اعضاء اللوبي الصهيوني ومن اصدقاء اسرائيل في فرض الحصار على الجمهورية الإسلامية في إيران.
