أثار رفع العلم وعزف النشيد الإسرائيلي على مسامع الجمهور المغربي في مدينة أغادير، خلال مراسم منح الميدالية الذهبية لإحدى لاعبات الجودو الإسرائيليات المشاركات في بطولة العالم للجودو المقامة في المدينة المغربية حاليا، غضبا واسعا لدى الجمهور.
منظمات حقوقية وسياسية استنكرت بشدة رفع النشيد الإسرائيلي والمعروف باسم “هتيكفا” والذي يتضمن معالم المشروع الصهيوني في فلسطين والمنقة العربية ٫ خلال الحدث الرياضي العالمي التي تستضيفه أكادير في الفترة بين 9 و11 مارس الجاري، في حين غادر عدد من الحاضرين القاعة تضامنا مع القضية الفلسطينية.
وبالرغم من استنكار منظمات المجتمع المدني المغربية لمشاركة إسرائيل في البطولة، إلا أن بعض المحللين السياسيين يرون أن الدولة المغربية آثرت انتهاج درب الدبلوماسية في المجال الرياضي خاصة وأنها تستعد لتقديم ملف ترشيحها لمونديال 2026، ولا تريد أن يعكر أي خلاف سياسي أجواء حشد الدعم اللازم لهذا الملف.
واعتبر عبد القادر العلمي، منسق المجموعة الوطنية لمناهضة التطبيع، أبرز التنظيمات المناهضة لأشكال التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بالمغرب، في تصريح لـ”مصر العربية”، أن رفع علم ونشيد “الكيان الصهيوني” بمدينة أكادير يعد أمرا مخالفا للالتزامات التي وقعها المغرب مع الدول العربية ومخالف لترأسها للجنة القدس.
وقال منسق هيئات مناهضة التطبيع إن هذا العمل يكرس الطابع العدواني للاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني ٫ مشددا على أن هناك خلايا صهيونية تخترق المجتمع المغربي عبر سياسة ممنهجة”.
وشدد المتحدث على أن الهيئات المدنية راسلت مسؤولين في الحكومة ونبهت بخطورة الاختراق الذي تنهجه أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية.
في سياق متصل بموضع مناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي، كشف عبد القادر العلمي، على أن مقترح قانون “تجريم التطبيع” تم وضعه بالبرلمان المغربي منذ أكثر سنة، لا يزال يراوح مكانه رغم أن أربعة فرق نيابية كبرى صادقت عليه.
وأوضح المتحدث أن هناك أيادي خفية تعرقل مناقشة هذا القانون والمصادقة عليه في جلسة عامة.
وأشار المسؤول عن مجموعة العمل الوطنية لمناهضة التطبيع، إلى أن هيئات وفعالية مدنية راسلت رئاسة الحكومة والتقت بأكثر من مسؤول لإقناعهم بضرورة مصادقة.
يذكر انه ومنذ الإعلان عن مشاركة إسرائيل ضمن 37 دولة أخرى في بطولة العالم للجودو بمدينة أكادير المغربية، خرجت 15 جمعية مدنية تدعوا إلى مقاطعة منازلة الرياضيين الإسرائيليين استنكارا “للتطبيع مع الكيان الصهيوني”.
واستنكرت الـ15 جمعية في بيان لـ”شبكة جمعيات أكادير” مشاركة “وفد صهيوني” في الحدث الرياضي المقام على الأراضي المغربية، واصفة إياه “بالمشؤوم” ومعتبرة أنه “تدنيس لأرض سوس العلم والعلماء والمجاهدين عبر التاريخ”، وفق ما جاء في بيان للشبكة.
مقترح القانون الذي يوجد في رفوف مجلس النواب المغربي، عرف التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المعاقب عليه في “إنجاز أي عملية من العمليات التجارية المنصوص عليها في المدونة المغربية للتجارة مع الكيان الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه يدخل في هذا الاتجاه “كل شخص معنوي أو ذاتي مقيم بالمغرب أو خارجه، أو كان المطبع معه إسرائيليا شخصا ذاتيا أو معنويا، أو تمت العملية بصفة عارضة أو متكررة مباشرة أو بالوساطة”.
وشدد المقترح على أن “يعاقب كل من ساهم أو شارك في ارتكاب أفعال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي أو يحاول ارتكابها بعقوبة حبسية تتراوح بين سنتين وخمس سنوات، وبغرامة مالية تتراوح بين مائة ألف ومليون درهم”، مؤكدا في هذا السياق أنه “يجوز للمحكمة أن تحكم على المدانين بإحدى العقوبات المنصوص عليها في المادة الـ36 من القانون الجنائي”.