كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ان اللواء القا|ئد الشهيد قاسم سليماني، طلب منه، عندما كان نائبا لوزير الخارجية، ان يخبر المسؤولين السعوديين خلال زيارته للسعودية، “أنه على الرغم من خلافاتنا، إذا تعرضتم لهجوم من قبل داعش يوما ما، يمكنكم الاعتماد علينا ونحن مستعدون للدفاع عن شعبكم في محاربة داعش”.
ما كشف عنه عبد اللهيان لم يكن مفاجئا، فالقائد الشهيد سليماني كانت له رؤية استراتيجية تقوم على اساس ان تتحمل بلدان المنطقة مسؤولية امنها دون الحاجة للقوات الاجنبية التي لا يعني وجودها الا مزيدا من زعزعة الامن ، خاصة وان القوى الغربية الكبرى المتواجدة في المنطقة وعلى رساها أمريكا لم ولن تفكر يوما بامن المنطقة واستقرارها اصلا، بل على العكس تماما، انما هي تعمل على اثارة الفتن بين دولها وشعوبها من اجل شرعنة تواجدها، وكانت ومازالت تسعى لعرقلة اي جهد دبلوماسي وجهد امني يمكن ان يصب في صالح المنطقة وشعوبها او يقرب بين دولها، ولهذا السبب كانت القوى الغربية وعلى راسها واشنطن ولندن تناصب ايران الاعداء، وتعمل ليل نهار على شيطنتها، بل وقامت الإدارة الامريكية بتنفيذ جريمتها النكراء والجبانة باغتيال اللواء الشهيد سليماني غدرا عندما زار العراق مع نائب رئيس الحشد الشعبي االحاج أبو مهدي المهندس ، وجينها كان يحمل رسالة من القيادة الايرانية الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وكانت تتمحور حول الجهود المبذولة للتقريب بين ايران والسعودية.
وهذه الواقعة كشف عنها رئيس السيد عادل عبد المهدي في كلمة القاها في كانون الثاني/ يناير عام 2020 امام البرلمان العراقي، عندما اكد ان” القائد الشهيد سليماني كان سيبلغني ردا من الإيرانيين على رسالة سعودية” في اليوم الذي اغتيل فيه.
وفي مقال كتبه عادل عبدالمهدي في اذار/ مارس عام 2023، قال فيه بالنص ان الاتفاق الايراني السعودي الاخير الذي رعته الصين يعود “الفضل فيه لسليماني”> وحول تفاصيل الاتفاق، كتب عبد المهدي قائلا: “كنت في زيارة رسمية للصين (ايلول/2019). وقبل اللقاء بالرئيس تشي جي بينغ الامين العام للحزب، ولي كه تشيانغ رئيس مجلس الدولة (معادل لرئيس الوزراء) في 23/9/2019، اتصل قاسم سليماني وقال هل تستطيع الذهاب الى السعودية ، سألته عن الغرض ، قال للوساطة بيننا والمملكة. والامر مستعجل ، اجبته ساذهب حال عودتي الى بغداد ، اخبرت الجانب الصيني بطلب سليماني، واستبشروا خيراً بذلك”.
مما سبق تتضح اسباب الحقد الامريكي على الشهيد القائد سليماني، فالرجل ابطل سحرهم، سحر “داعش”،والذي كان يهدف لاثارة فتنة كبرى تعصف ببلدان المسلمين لمصلحة الكيان الاسرائيلي، كما ابطل سحرهم، سحر “ايرانوفوبيا”، وهو السحر الذي جعل امريكا تهيمن على مقدرات المنطقة وثرواتها لعقود، لذلك ، وعندما ادركت الإدارة الامريكية خطر الرجل على سحرها وخداعها والاعيبها، قررت اغتياله بتلك الطريقة الجبانة، للابقاء على نار الخلاف التي اوقدتها، مشتعلة بين دول المنطقة، وكذلك لدق اسفين بين ايران والعراق، فالشهيد سليماني اغتيل وسط بغداد ، بينما كان يحل ضيفا على العراق واغتيل معه نائب رئيس هيذة الحشد الشعبي الحاج أبو ،مهدي المهندس وثمانية من المرافقين وحتى الان مازال القتلة احرار في وقت ينتظر الشعبان العراقي والإيراني تحقيق العدالة والاقتصاص من القتلة وعلى راسهم ترامب ووزير خارجيته بومبيو ورئيس اركان الجيش الأمريكي مارك ميلي ونتيناهو وبقية القتلة .