أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ٫ ان امريكا كانت تتلقى الهزائم طوال ثلاثين عاما في كل مواجهاتها مع ايران ٫ مشددا على أن القمة التي عقدتها السعودية بحضور الرئيس الأمريكي ترامب ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا قيمة سياسية لها وأنها استعراضية ٫ منوها الى أن الشعب الايراني قوي بوحدته وانسجامه وتمسّكه بدينه وثورته وقواه العسكرية المتمثلة بالجيش وحرس الثورة الاسلامية تحت رعاية وتوجيهات قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي .
جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي الأول بعد إعادة إنتخابه لفترة رئاسية ثانية .
وفي تعليقه على مؤتمر التحالف العربي الأمريكي في الرياض والذي اتهم ايران بالارهاب ٫ ومطالبته بوقف دعم المقاومة وحزب الله وسعي التحالف الجديد لخلق مواجهة جديدة مع ايران، قال الرئيس روحاني أن السعودية قد نظمت مؤتمرات وعروض أكبر من تلك التي شهدناه بالأمس ويجب أن يعرف الجميع أن “إعطاء الأموال للقوى العالمية لن يحلّ مشكلة الارهاب في المنطقة”.
وأشار روحاني أيضا إلى ” أن شعوب العراق وسوريا ولبنان صمدت في مواجهة الارهاب وساهمت الجمهورية الاسلامية عبر دبلوماسييها وتواجد مستشاريها العسكريين بمساعدة الشعبين السوري والعراقي في مواجهة الارهاب “.
وتساءل روحاني عن ” الطرف الّذي أوجد داعش في العراق وأضعف الشعب السوري “، كما وتساءل عن ” القوة التي بإمكانها الحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها عبر استبعاد إيران “.
روحاني : ايران والعراق وسوريا وحزب الله واجهوا الارهاب .. والاخرون امدوه بالدعم
وشدد روحاني على ” ان الذين واجهوا الارهاب هم ايران وسوريا والعراق وحزب الله” وألمح الى أن الآخرين قد مدوا الإرهابيين بالمال “لذا ليس من حقهم أن يكونوا منادين بمحاربة الارهاب” ٫ وأوضح رئيس الجمهورية بأن الشعب الأمريكي لا يمكنه نسيان حادثة الـ 11 من سبتمبر مقابل مليارات الدولارات.
وبالنسبة الى المقاومة الاسلامية اللبنانية (حزب الله)، أشار روحاني إلى أن حزب الله هو مجموعة لبنانية تم انتخابها من الشعب اللبناني لتكون في مجلسه النيابي وحكومته، ويلقى تأيدا واسعا في لبنان بين المسلمين والمسيحيين في هذا البلد ٫ واضاف : أن الاتهام لا يصلح شيئا ويجب مكافحة الارهاب بكل صدق.
امريكا جربت طوال 30 عاما مواجهة ايران وكل مرة تتلقي الهزائم
مراسل وكالة اسوشيتد برس وجّه سؤالا الى الرئيس الايراني حول إمكانية الحوار المباشر مع الولايات المتحدة بعد تناول الولايات المتحدة لعناوين أساسية حول إيران وسوريا واليمن والصواريخ الباليستية. وأشار روحاني إلى أن إيران وأمريكا وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاما كانت لهم طرق مختلفة في مقاربة الأمور، وكانت الولايات المتحدة تسعى جهدها من خلال هذه السبل مواجهة إيران وكانت تتلقى الهزيمة على الدّوام.
وأضاف، ان الاتفاق النووي حمل نجاحا نسبيا في كيفية الحديث مع الشعب الايراني، حيث كان ممثلو الدول المفاوضة يتكلمون باحترام مع المفاوضين الايرانيين، وأضاف: “لقد كان اتفاق رابح – رابح لصالح إيران وامريكا”، ونوّه رئيس الجمهورية إلى أنه اذا اختارت أمريكا سلوكا مغايرا فهي لن تحصد النجاح.
وقال إنّه ينتظر استقرار في الإدارة الأمريكية بإجراء تقييم مناسب واعتبر أن الأمريكيين كانوا على الدوام أصحاب أفكار وتصرفات خاطئة تجاه منطقتنا في أفغانستان واليمن وسوريا.
وقال روحاني : أن الامريكيين هم من أوجدو المشاكل مع إيران، مضيفا أن الدبلوماسيين الامريكيين والتجار الامريكيين كانوا هنا، نحن لانعادي الشعب الامريكي بل نعارض السياسات الامريكية، عليها (أمريكا) ان تكف ممارسة العنف ضد الشعوب خاصة الشعب الايراني.
وقال روحاني أنّ إيران منفتحة على جميع الدول العالم وترغب بالتعامل معها على أساس الاحترام المتقابل والمصالح المشتركة.
ايران راس الحربة في مكافحة الارهاب
ولفت روحاني إلى أن بعض الدول والحكّام تسعى إلى حجب الرؤية عن أمريكا عبر إعطائها الأموال، معتقدا أن على الإدارة الأمريكية أن تهتم بمصالح الشّعب الأمريكي قبل مصالح الآخرين.
وأضاف أن فترة التدخل في شؤون الداخلية للاخرين وفترة القمع عبر الاموال انتهت، وخلال الاعوام الماضية تقهقر الارهاب، ونحاول اليوم اجتثثاث هذه الظاهرة المشؤومة، ايران رأس الحربة في مكافحة الارهاب، ايران معروفة في العالم بصدق مقولتها وهم الان وصولوا الى ماكانت قالته وخصوصا منظمة الطاقة الذرية، حيث كانت ايران صادقة في محاربة الارهاب ووجه ايران وجها ناصعا في مكافحة الارهاب وبمساعدة دول المنطقة سنكون رأس حربة في محاربة الارهاب.
روحاني : الشعب في السعودية احوج الى اموال صفقات السلاح
وحول اتفاقية شراء السعودية السلاح من امريكا التي توصلت اليها خلال الايام الماضية مع هذا البلد بمبلغ 100 مليار دولار أكد روحاني أن السعودية قبل ذلك أيضا قد دفعت 100 مليار دولار خلال الحرب المفروضة على ايران، هناك الكثير من التجارب، ونتيجتها حصلت عليها السعودية، وها هي الان تكرر صرف مثل هذه المئات من المليارات من أموال الشعب السعودي للامريكان لشراء السلاح مرة اخرى، نحن نصنع السلاح واي سلاح وليس لدينا مشكلة في صناعة السلاح، واسلحة السعودية لايمكن استخدامها دون الامريكان واستشارة الامريكان. الشعب السعودي صديقنا وجارنا ونحبه ومازلنا نحبه، على السعودية اختيار الطرق الصحيح.
روحاني للنظام السعودي : القوة ليس بالسلاح بل بصناديق الاقتراع
واضاف الرئيس روحاني : اعتبر أن سبيل القوة ليس عبر السلاح عدا عن كونه شراء من الآخرين، كما لا تكون القوة عبر صناعة الأسلحة ،التي هي جزء مهم من القوة ولكن ليست الأساس، وفي إشارة إلى عدم تمتع النظام السعودي بمواصفات الديمقراطية وعدم سماحه بإجراء إنتخابات في البلاد قال روحاني: “قوة أي بلد تكمن عبر قوته الوطنية، عبر إجراء انتخابات وإدلاء الشعب بأصواته في صناديق الاقتراع”.
سياتي اليوم الذي يختار شعب السعودية صناديق الاقتراع
وأضاف: “حضر السيد ترامب الى دول لم تعهد معنى الانتخابات ولا الديموقراطية ولم يروا في حياتهم صندوق اقتراع واحد في الوقت الّذي كان فيه 45 مليون مواطن ايراني خلف صناديق الاقتراع ويدلون بأصواتهم “.
واضاف روحاني : أن السعودية ستختار يوما ما صناديق الاقتراع، ليكون حكامها ليسوا وراثيين بل منتخبين، عندها ستكون السعودية قوية.
وحول القدرة الصاروخية الايرانية، قال روحاني، الشعب الايراني من اجل الدفاع عن نفسه لايحتاج اذن احد، الشعب دائما يقرر وسلاحنا للسلام وصواريخنا للسلام، اذ لم يكن لايران سلاح ولم تصنع السلاح ماذا كان ليحدث؟، (وذلك في إشارة منه إلى تزويد القوى التي تحارب الإرهاب في سوريا والعراق بالسلاح الإيراني). مشيرا إلى أن حين ما تشعر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بضرورة اختبار الصواريخ فانها ستقوم بذلك دون أن تستأذن أي جهة.
نحن بحاجة الى المعارضة
وحول وجود تيارات في البلاد تختلف سياستها مع سياسة حكومته أوضح روحاني، نحن بحاجة الى المعارض، نحن بمايخص القضايا الاجتماعية لدينا رؤى لم تكن موحدة لدينا 80 مليون نسمة ولكن بعض القضايا جزء من ثقافتنا، صناديق الاقتراع هي من اختارت، غالبية الشعب اختارت طريقها، نحن نهتم بمصالح الاقلية لكن ادارة البلاد يجب ان تكون وفق رأي الاكثرية.