كشف والد الشهيد علي السنكيس أن ابنه تعرض لتعذيب شديد جداً من ضمنه صعقات كهربائية في كل جسمه وحتى في الأماكن الحساسة، مبيناً أن سلطات المنامة لم تحقق معه في قضية الشحي أبداً بل انتزعت منه اعترافات على قضايا ثانوية.
وأوضح والد الشهيد علي السنكيس أنهم قد شعروا بموضوع الإعدام منذ يوم السبت حيث جاءت الزيارة المفاجئة وفي يوم استثنائي تكون فيه إجازة، وقال: استغربنا وشعرنا بأن هناك نية مبيتة.. وصدمنا بعدها عند سماعنا للخبر، حيث كنا نتوقع أن يؤجل هذا الشيء وينظرون في القضية.
وعن اليوم الآخر للقاء علي في المعتقل أكد أنه معنوياته كانت قوية جداً، وأضاف: وقال لي بعظمة لسانه إنني بريء من هذه القضية، ولم يناقشوني في قضية ” الشحي ” – الضابط الاماراتي القتيل – منذ اعتقالي بل ناقشوني في قضايا ثانوية، ولم يطرحوا هذه القضية على طاولة النقاش في التحقيق أبداً.
وأكد والد الشهيد علي السنكيس أن علي قد تعرض لتعذيب شديد جداً، من ضمنه صعقات كهربائية في كل جسمه وحتى في الأماكن الحساسة، وأوضح أنه: كانوا يأخذون منه اعترافات في قضايا ثانوية، وفوجىء أن قيل له ان لاحاجة للتحقيق معك في قضية ” الشحي ” وأنت ضمنها.
السنكيس تعرّض منذ سنوات للملاحقة، وقد تم اختطافه وتعريضه للتعذيب، بما في ذلك التحرش الجنسي، وقبل انطلاق الثورة البحرانية، بحسب موقع البحرين اليوم.
يروى عبدالشهيد السنكيس تفاصيل الاعتداء على ابنه (علي، من مواليد 1995 ويدرس في الصف الأول ثانوي) «إن علي خرج من المنزل في حدود الساعة السابعة صباحاً للذهاب إلى المدرسة، وفي الشارع تم اختطافه من قبل سيارة مدنية تقل 3 أشخاص، قيدوا يديه بالأصفاد البلاستيكية، واعتدوا عليه بالضرب حتى أغمي عليه»، مشيراً إلى أن ابنه «لديه نقص في السكر». وأوضح أنه بعد ذلك تم نزع ملابسه ورميه بأحد الكراجات الواقعة بالقرب من مأتم الخميس بمنطقة السنابس، وقد شاهده أحد الأهالي في المنطقة وتم الاتصال بأحد الأطباء لعلاجه، وبعد أن أفاق من غيبوبته أبلغهم علي أن المدنيين اعتدوا عليه بالضرب في مختلف أنحاء جسمه، وكانوا يحاولون الاعتداء عليه جنسيّاً إلا أنه قاومهم، وبعد ذلك قيدوه واعتدوا عليه بالضرب بآلات لم يتعرف عليها حتى أغمي عليه.
وأشار السنكيس إلى أنها المرة الثالثة التي يتعرض فيها ابنه لمثل هذه الحادثة، إذ كان المعتدون يطلبون منه العمل معهم في السلك الأمني غير أنه يرفض ذلك، وفي كل مرة يتم الاعتداء عليه لم أقدم بلاغاً في مركز الشرطة، ولكن في هذه المرة توجهت إلى مركز شرطة المعارض لتقديم بلاغ بالواقعة وتم التحقيق معه هناك، وبعدها تم تحويل القضية إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق معه مساء أمس.
اعتقالات سابقة للشهيد للسنكيس
وكان أول اعتقال للسنكيس في العام 2011، حيث أُعتقل قبل شهر من انطلاق الثورة، وتمّ تعذيبه، وتلفيق عدد من الاتهامات ضده، ومنها الاعتداء على ضابط يُدعى، فيصل المرسي، في مركز المعارض.
أُفرج عن السنكيس بعد تفجّر ثورة 14 فبراير، ولكنه تعرّض للاختطاف من قِبل الأجهزة الخليفية في 21 مارس من العام 2011م، حيث اعتدت عليه مليشيات مدنية مسلحة، وسعت الأجهزة لإجباره على التعاون الأمني مع الخليفيين، وذلك لمعرفتهم بأنه كان حاضرا منذ الصغر في مجال العمل الثوري، ومقاومة النظام.
السنكيس الذي كان يهوى التصوير، ولديه سجل دراسيّ مشهود بالتفوّق، أبى تقديم نفسه إلى الأجهزة الأمنية وتلطيخ يده في أروقة المخابرات والخضوع للإذلال لها، وهو ما وسّع من التهديدات الموجّهة ضده بالاغتيال والاعتقال، وخيّرته الأجهزة بين أن يُسلّم نفسه والعمل مخبراً مع النظام، أو الانتقام منه، إلا أنه رفض كلّ الإغراءات والتهديدات، وفضّل الاستمرار في طريقه الرافض للنظام، والانحياز إلى الثورة والشّعب، رغم الملاحقات المستمرة، وظروف التهجير والمطاردة الصّعبة.