قال راديو اوستن الاوروبي ان ارتياحا واسعا يسود أوساط المسؤولين في واشنطن ولندن ٫ لقيام السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بفتح مواجهة مباشرة مع ايران وقائد فيلق القدس في حرس الثورة الايراني الجنرال قاسم سليماني وذلك في اطلاق اتباعه هتافات معادية لهما في قاعة مجلس النواب بعد اقتحام مؤيديه لمبنى مجلس النواب يوم السبت .
ولكن هذا الارتياح لن يتحول لدى واشنطن ولندن الى قناعة بحدوث متغيرات في أوساط الأغلبية الشيعية ضد ايران وذلك لاسباب كثيرة.
ونقل راديو اوستن الاوروبي عن مصادر دبلوماسية غربية في برامج له عن الشرق الاوسط بث اليوم الاثنين : ” ان سماع هتافات حماسية من قبل اتباع الصدر في قاعة مجلس النواب العراقي في المنطقة الخضراء يوم السبت الماضي ٫ يمثل تطورا جديدا يحدث في العراق جديرا بالاهتمام ٫ ولعل مقتدى الصدر أراد من خلال تلك الهتافات ارسال رسائل لدول الاقليم السني المعنية بالشان العراقي وفي مقدمتها السعودية والى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ٫ مفادها انه لوحده بين قادة الشيعة السياسيين قادر على صنع متغير سياسي في العراق لايتوافق مع ايران ٫ وانه سعى من خلال الهتافات المعادية لإيران الى ارسال رسائل الى واشنطن ولندن والرياض والدوحة ٫ بان “دور ايران في العراق غير مرحب به “.
ويتابع تقرير راديو اوستن الاوروبي : ” ولكن هذا الارتياح الامريكي البريطاني بما حدث في المنطقة الخضراء وقاعة مجلس النواب من اطلاق هتافات ضد ايران وضد قائد فيلق القدس الجنرال سليماني ٫قد يدلل على تنام عداء مقتدى لإيران ٫ ولكن لن يصل الي مرحلة خلق القناعة لديهم بحدوث تصدع في الجسم الشيعي في العراق المتعاطف مع ايران ٫ وان كان السعوديون وحلفاؤهم الخليجيون المعادون لإيران اعتبروه نصرا إعلاميا وسياسيا كما بدا من تعليقات صحفيين سعوديين او ما ذكرته وسائل اعلام سعودية مثل ” قناة العربية ” التي تبث من دبي وقناة ” الجزيرة ” القطرية وذلك لهذه الأسباب وفق تقرير راديو اوستن :
أولا- التفاؤل بحدوث عداء بين شيعة العراق وايران يصطدم بوقائع لايمكن التقليل من تاثيرها وحيويتها ٫ وهي ان الأغلبية في شيعة العراق مازالت ترى في ايران سندا لها في مواجهة ” تنظيم الدولة الاسلامية ” المعروف بداعش وترى في الدعم السعودي لسنة العراق وبقايا قادة جيش صدام من البعثيين المتحالفين مع ” الدولة الإسلامية ” ودعم انقرة للسنة في العراق ودخول قواتها حتى حدود مدينة الموصل ٫ ترى في كل ذلك بمثابة مخاطر كبيرة تحدق بها وتهدد وجودها.
ثانيا – كما ان من الحقائق الأخرى التي تدفع بعدم التفاؤل الكبير بحدوث اثار سلبية كبيرة في أوساط الشيعة تجاه ايران ٫ لهذا التحول عند زعيم التيار الصدري الذي طالما كان يهاجم الولايات المتحدة وسكت فجآة عن كل ذلك ٫واستبدله هو او القياديون في تياره ٫ بهتافات اطلقها مناصروه ضد ايران وضد قائد فيلق القدس سليماني في مجلس النواب ٫ هو وجود فصائل قوات الحشد الشعبي التي يفوق تعدادها الان المائة الف مقاتل وهؤلاء كلهم يؤمنون ايمانا كامل بأهمية توثيق الصداقة مع ايران بل والتحالف معها وهم متعاطفون مع ايران ومع قائد الثورة الايرانية اية الله خامنئي بخلاف ان نسبة ملحوظة من المقاتلين وقادتهم يتبعون مرجعية الخامنئي ٫ كما يعتبرون قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قائدا لهم ويتسابقون لالتقاط الصور معه بل باتت بيوتهم تشهد انتشار صور الجنرال سليماني وهو بالكوفيه العراقية وسط مقاتلي الحشد الشعبي .
وهذه الحقيقة لاشك تشكل لدى كل واشنطن ولندن قناعات كبيرة تدفع الى الاعتقاد بان ” الرهان السريع” على ان اطلاق هتافات ضد ايران في المنطقة الخضراء سيحدث تحولا في موقف شيعة العراق ٫ واعتباره انقلابا في الشارع الشيعي العراقي ٫تجاه ايران ” هو ” خطآ فادح “خاصة وان التيار الصدري الممتد من بغداد حتى محافظات الجنوب يضم جموعا غفيرة متعاطفة مع ايران ويعيش جميع المتعاطفين او المنضمين للتيار الصدري كلهم أجواء الكراهية لنظام ال سعود ويعتبرون الرياض مصدرا للارهاب في العراق خاصة وان علماء الوهابية الذين افتوا بتكفير الشيعة منذ سقوط نظام صدام ومن قبل أيضا ٫ يمثلون لدى الشيعة الخط العقائدي ليزيد بن معاوية ” 647 – 683 “م الذي امر بقتل حفيد النبي محمد ” الامام الحسين “.
ومن هنا فان الرهان على حدوث تحول إيجابي في الوسط الشيعي في العراق تجاه السعودية وتحويل الكراهية عنها الى ايران يظل حديث لامعنى له ولن يتحقق في العراق مادام السعوديون مصرون على عدائهم للشيعة ، و مادامت فتاوى علماء الوهابية تامر بقتل الشيعة في العراق ٫ فيما في المقابل لم يزال شيعة العراق يرون دعما إيرانيا مستمرا لهم بالسلاح الذي يقدم للحشد الشعبي .