اعترف محللون إسرائيليون بفشل نتنياهو وحكومته والجيش الاسرائيلي في تحقيق أهدافه بعد عامين من العدوان على غزة، مؤكدين أن سلطات الاحتلال عجزت عن هزيمة حماس أو حتى إضعافها، وأن الحركة خرجت من الحرب أكثر تماسكًا وتأثيرًا، بينما تواجه تل ابيب إخفاقًا عسكريًا وسياسيًا هو الأعمق في تاريخها.
و مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يقرّ المراقبون بأن الحرب انتهت دون أن تحقق تل ابيب أهدافها المعلنة: لا القضاء على حماس، ولا استعادة الردع، ولا تغيير واقع غزة. في المقابل، حافظت المقاومة على وجودها وسلاحها، وأثبتت أن الإرادة تصمد حين تفشل القوة، لتغدو نهاية الحرب بداية مرحلة جديدة عنوانها: أن النصر لا يُقاس بالدمار، بل بالبقاء والقدرة على فرض المعادلة.
و بعد عامين من حرب طاحنة على غزة، يعترف محللون إسرائيليون بفشل غير مسبوق في تحقيق أهداف تل أبيب، مؤكدين أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي عجزت عن هزيمة حركة حماس أو حتى إضعافها، وأن الحرب التي وُصفت بأنها ‘الأصعب في تاريخ الكيان’ انتهت دون نصر عسكري أو سياسي.
وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت نتائج العدوان بـ’الإخفاق الإستراتيجي’، إذ تجاوز عدد القتلى الإسرائيليين الفا وتسعمئة شخص، بينهم أكثر من تسعمئة جندي، بينما بلغت الإصابات أكثر من ثلاثين ألفاً، بينهم آلاف يعانون صدمات نفسية بحسب وسائل الإعلام العربية.
فيما ترى تحليلات إسرائيلية أن المقاومة الفلسطينية – وفي مقدمتها حماس – خرجت من الحرب متماسكة، محافظة على هيكليتها وقدرتها العسكرية، ومحققة أهدافاً نوعية أبرزها إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد الدولي وأضعفت صورة تل ابيب عالمياً.
محللون سياسيون وعسكريون في صحيفة ‘هآرتس’ أقروا بأن حماس لم تُهزم، وأن يحيى السنوار نجح في إعادة تعريف المشهد السياسي لصالح المقاومة، بينما فشلت حكومة نتنياهو في تحويل القوة العسكرية إلى إنجاز سياسي.
واعترف ضباط احتياط في جيش الاحتلال بالفشل في انهاء وجود حماس واعتبروا ان استمرار صمود الحركة يمثل إخفاقاً عسكرياً وتاريخياً لكيان الاحتلال.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة شكّلت نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب، إذ اضطرت تل أبيب إلى التفاوض مع حماس بعد فشلها في تحرير الأسرى بالقوة.
شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية