قال قائد الحرس الثوري الأسبق اللواء محسن رضائي تعليقا على سلوك الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحالي في الرد على العدوان الاسرائيلي: “نتصرف حاليًا بضبط النفس، ولم نستخدم كامل قدراتنا؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القوة”.
صرّح اللواء محسن رضائي، قائد حرس الثورة الاسلامية خلال فترة حرب الطاغية صدام علي ايران 1980-1988 ، في مقابلة مع التلفزيون الايراني، مشيرًا إلى المسار التاريخي للمواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني: “منذ بداية الثورة، خضنا صراعًا سياسيًا مع كيان الاحتلال الإسرائيلي. لم نر قط فائدة في خوض حرب عسكرية بمفردنا، إلا إذا تكاتفت جميع الدول الإسلامية للقضاء على هذه الجرثومة المفسدة؛ لذلك اخترنا استراتيجية دعم الشعب الفلسطيني. في حادثة لبنان، أرسلنا لواءً فقط للدفاع عن ذلك البلد. وعندما طلبت منا الحكومة السورية المساعدة لمواجهة داعش، فعلنا الشيء نفسه؛ بينما كنا على بُعد خمسين إلى ستين كيلومترًا من حيفا، وكان بإمكاننا تدميرها وتل أبيب بالكامل، لكننا كنا نعتقد أن إيران لا ينبغي أن تدخل الحرب بمفردها”.
وفي إشارة إلى التغيير في نهج الكيان الصهيوني، أضاف: “رغم هذا الضبط، شنّت إسرائيل حربًا علينا؛ أولًا بمهاجمة القنصلية الإيرانية (في دمشق) واستشهاد أخينا العزيز، الشهيد زاهدي، ثم استشهاد الاخ هنية في طهران وسلسلة هجمات أخرى. أجّلنا عملية الوعد الصادق 3 وأبدينا ضبط النفس، لكن خلال العام الماضي، بدأت إسرائيل صراعًا شاملًا، ونحن الآن في ساحة معركة شاملة”.
وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة، أوضح قائلًا: “ساندت الحكومة الأمريكية نتنياهو بإصدارها الإذن بالهجوم. وقد منح ترامب هذا الإذن علنًا. في الجولة السادسة من المفاوضات – عندما كنا مستعدين لعرض خطتنا – ظنّوا أننا سنوقف التخصيب، ودون دراسة الخطة، شجعوا إسرائيل على الهجوم. برأيهم، أصبحت إيران ضعيفة وستستسلم بضربة واحدة. سواء تفاوضنا أم لا، كانوا مصممين على الهجوم”.
وأضاف، فإن “قرار قائد الثورة الحكيم” بقبول المفاوضات غير المباشرة كشف عن هوية الولايات المتحدة وإسرائيل: “لو لم نتفاوض، لاستخدموا أيديهم الخفية ذريعةً؛ زعموا في الداخل أنهم يريدون تنظيم الاقتصاد الإيراني باستثماراتٍ تبلغ تريليون دولار، ولم نسمح بذلك؛ وفي الخارج، زعموا أن إيران تسعى لامتلاك قنبلة ذرية. والآن بات واضحًا لأمتنا أن هدفهم لم يكن فقط إيقاف التخصيب وبرنامج الصواريخ، بل أيضًا السعي وراء أهدافٍ أكبر؛ أرادوا إدخال إيران في فلكهم وفلك إسرائيل للهيمنة على غرب آسيا”.
وأكد اللواء رضائي: “تواجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذه المؤامرة ببصيرةٍ وقوة؛ الحرب مستمرة، ولكن بفضل الله، هزيمة العدو مؤكدة”.وأشار اللواء رضائي في حديثه إلى السلوك الحالي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، قائلاً: “نتصرف حاليًا بضبط النفس ولم نستخدم كل قدراتنا؛ لأننا يجب أن نحافظ على الرأي العام العالمي وشعبنا معنا. لكن هذا لا يعني الضعف؛ لدينا أدوات وأسلحة حديثة تظهر على الساحة يومًا بعد يوم، ورؤوس حربية أكبر. حتى الآن، لم نُظهر سوى جزء من هذه القوة”.
وتابع محذرًا: “إذا استمر اتجاه الدعم الأمريكي والأوروبي للكيان الصهيوني، فقد نصل إلى نقطة أننا سنُجبر على دخول مراحل أخرى من الصراع. إذا ظهرت طائرات بريطانية أو فرنسية أو أمريكية في سمائنا وواجهت صواريخنا، فستتخذ الحرب بالتأكيد أبعادًا أخرى. لطالما حرصنا على ألا نكون البادئين، لكننا سنكون الخاتمين للحرب.
واضاف اللواء رضائي: “لقد أدرنا الحرب بحكمة وعقلانية. نتقدم خطوة بخطوة، بمنطقية، ووفق خطة دقيقة. لكن قد نصل إلى مرحلة يكون فيها عبور الحدود على جدول الأعمال”.
وبينما شدد على خطأ حسابات الكيان الصهيوني في تقييم القوة الوطنية الإيرانية، أشار إلى أن العدو يعتقد أنه بتوجيه ضربات عسكرية محدودة، يمكنه تعطيل هيكل القيادة في القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية وإضعاف الإرادة السياسية للشعب.
ووفقًا لرضائي، فإن ما حدث كان عكس تحليل العدو تمامًا: “لم نواجه فراغًا في القيادة فحسب، بل تم استبدال القادة بسرعة وحسم. يعتمد هيكل قواتنا المسلحة على مستويات قيادية عميقة وقوات مُدربة تم صقلها في ميادين صعبة، بما في ذلك مواجهة داعش ومكافحة الإرهاب الدولي في سوريا والعراق.