تحولت سوريا في ظل انتشار الجماعات الارهابية التكفيرية في السنوات الاخبرة إلى أحد المراكز الرئيسية لإنتاج وتهريب المخدرات، وخاصة حبوب “الكبتاغون”. وذلك بسبب مضعف الهياكل الحكومية والأمنية في البلاد ٫ وعملت الجماعات المسلحة وعصابات التهريب على استغلال فراغ السلطة في المناطق التي تسيطر عليها فاتجهت إلى الإنتاج والتصدير الواسع للمخدرات. وتشير التقارير الميدانية إلى أن جزءاً كبيراً من هذه المواد يتم تهريبها إلى الدول المجاورة، بما في ذلك العراق. هذه الظاهرة لا تشكل تهديداً للعراق فحسب، بل قد يكون لها تأثيرات مدمرة على استقرار المنطقة بأكملها.
و ساهمت الأوضاع السياسية والأمنية المضطربة في سوريا، وحتى الان بعد سقوط النظام وسيطرة الجماعات التكفيرية على الحكم في تهيئة بيئة مثالية لانتشار صناعة المخدرات. و وفقاً لتقارير، موثوقة بهذا الشان تعمل ورش إنتاج حبوب الكبتاغون والمخدرات الصناعية في مناطق خاضعة لسيطرة بعض الجماعات. وذهبت بعض التقارير الى انتقال انتاج المخدرات داخل الاراضي العراقي حيث أشارت إلى استغلال الجماعات المسلحة من تنظيمي بيجاك وكومله علي استغلال كهوف في الجبال قرب مناطق مثل “بنجوين” لإنتاج الكريستال والكبتاغون.
العراق هدف لتهريب المخدرات من سوريا
ونجحت القوات الامنية الماسكة للحدود مع سوريا على احباط عشرات العمليات لتهريب المخدرات الى داخل العراق ٬ وكان من بينها عملية احباط اكثر من طن من المخدرات في عملية واحدة وذلك في الرابع والعشرين من شهر مارس اذار الماضي ضبطت السلطات العراقية شحنة مهربة من مخدر الكبتاغون يبلغ وزنها طناً ومصدرها سوريا عبر تركيا.
وأعلنت وزارة الداخلية، اليوم الأحد، عن ضبط 1100 كغم من حبوب الكبتاغون المخدرة قادمة من خارج العراق، فيما أشار إلى القبض على شبكة خطرة لتجارة المخدرات. و اعلن الناطق الرسمي للوزارة العميد مقداد ميري في تصريح لهذ عن هذه العملية ان “العمل الاستخباري أسفر عن تمكن المديرية العامة لمكافحة المخدرات من ضبط شاحنة قادمة من الجمهورية العربية السورية باتجاه العراق مرورا بتركيا وهي تحمل طنا واحدا و100 كغم من حبوب الكبتاغون المخدرة والقبض على المتورطين بهذه الجريمة وتفكيك شبكتهم”، موضحا أن هذه العملية جاءت بعد متابعة وملاحقة اتسمت بالسرية العالية لحين ضبط الشاحنة”.
وتاكيدا على خطورة دور الجماعات التكفيرية بسوريا في المتاجرة بالمخدرات أورد تقرير نشر عام 2024 لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن العراق شهد طفرة هائلة في الاتجار بالمخدرات واستهلاكها خلال السنوات الخمس الماضية، لا سيما حبوب الكبتاغون المخدرة والميثامفيتامين.
وفق التقرير، صادرت السلطات العراقية في العام 2023 “رقما قياسيا بلغ 24 مليون قرص كبتاغون” يفوق وزنها 4,1 أطنان، وتقدر قيمتها بما بين 84 مليون دولار و144 مليونا بحسب سعر الجملة.
وأشار التقرير إلى أن “مضبوطات الكبتاغون زادت بنحو ثلاثة أضعاف” بين العامين 2022 و2023، لافتا إلى أن المضبوطات في العام الماضي هي “أعلى بمقدار 34 مرة” من تلك في 2019.
والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
ومما يسبق يثبت من جديد ان الجماعات المسلحة التي استولت علي السلطة في سوريا استغلت ومنذ عدة سنوات المناطق التي تسيطر عليها مع ضعف قبضة نظام الاسد في تاسيس مصانع لانتاج المخدرات القاتلة لمصلحة شبكات المخدرات العالمية وتصديرها الى دول الجوار وذلك مقابل عشرات الملايين من الدولارات عن تلك الصفقات