السوداني يرتكب خطأ استراتيجيا برفع الحظر عن تنظيم وهابي سلفي من صناعة المخابرات السعودية

تنظيم المدخلية السلفية .. هو تنظيم تيار سلفي انشأته المخابرات السعودية في بداية تسعينيات القرن الماضي وتمدد إلى دول أخرى، وهو يعتمد في دعوته ومنهجه على أمرين الولاء المطلق للسلطة الحاكمة والطاعة الكاملة للحكام مهما كان سلوكهم وانحرافهم ويدعو لطاعتهم حتي اذا ارتكب الحكام الزنا امام الشعوب في شاشات التلفاز .
كما ويدافع تنظيم ” المدخلية السلفية ” عن الحكام الطغاة مهما بغوا واوغلوا في القتل ومهما تعاونوا وتحالفوا مع أعداء الإسلام ويبرر التنظيم للحكام التحالف والصلح وابرام اتفاقيات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي

و يطلق على هذا التيار عدة تسميات أيضا من بينها ” اسم المداخلة ” أو ” التيار المدخلي ” أو ” المدخلية السلفية ” وكل ذلك نسبة إلى أحد أبرز شيوخهم المسمى ربيع بن هادي المدخلي الذي ولد بالسعودية عام 1932 .
كما يطلق عليهم أيضا اسم ” الجامية ” نسبة إلى محمد أمان الجامي الإثيوبي الأصل، ويذلق عليه اسم ” شيخ ربيع المدخلي ”
وقد نشأت الحركة المدخلية السلفية إبان حرب الخليج الثانية بداية التسعينيات بتخطيط وتنفيذ من قبل المخابرات السعودية وكان الهدف منه الدفاع عن النظام السعودي وتبرير الاستعانة بالولايات المتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت وتصدى هذا التنظيم الى فتاوى تدين استعانة ال سعود بالقوات الامريكية وترفض “الاستعانة بغير المسلم لقتال المسلم”. وهذا النهج وهذا الهدف اكد عليه المدعو ربيع المدخلي حيث كتب كتابا بهذا الشأن اسماه “صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين”.
انتشرت الحركة المذكورة في كل ربوع السعودية بدعم من الأسرة ال سعود التي رأت فيها معادلا موضوعيا للتيار الإسلامي المتنامي الذي يرفض اجتناب الخوض في السياسة التي ترغب السلطات السعودية أن تظل بعيدا عن التداول في الساحات العامة بالجامعات والمساجد.
ويقوم تنظيم الحركة المدخلية على الطاعة الكاملة لولي الأمرمع التوقف عند ظواهر النصوص التي تحض على الطاعة. ورفض الخروح على الحاكم مهما كان ظالما او فاسدا او فاسقا لان الحروج عليهم يثير الفتن حسب تبريرهم .
أما الأصل الثاني الذي تقوم عليها حركة المدخلية السلفية فهو الطعن في المخالفين لولي الامر والخارجين علي طاعاته .
هذا و سيطر الفكر المدخلي على أداء أبرز العلماء القريبين من السلطة السعودية، حتى أصبحت الفتاوى تتوالى والتي تجيز “لولي الأمر مصادرة الحريات، وبث مظاهر الفسق والفجور.

الشيخ العريفي الذي يعد هو ايضا من اشد المؤيدين للبلاط السعودي .. وصف المدخلية بانه يرفع ولي الامر الى مرتبة الربوبية

وقد وجدت السلطات السعودية في تنظيم المدخلية السلفية ضالتها، فمنحت اعضاءه امتيازات داخل المؤسسات التعليمية وفي المساجد والمؤسسات المعنية بالشؤون الدينية، فحلوا في الأماكن التي أقيل منها أو غادرها شيوخ محسوبون على التيارات الإسلامية الأخرى خاصة ذات التوجهات الإخوانية والسرورية.
وهو ما مكن عناصر المدخلية السلفية من إحكام القبضة على الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، التي تولى عمادة كلية الحديث بها الشيخ الجامي نفسه حتى وفاته، وكان المدخلي أحد مدرسيها.

وفي العراق اعلن زعيم تنظيم المدخلية السلفية أبو منار العلمي عام 2007 تحريم قتال القوات الأميركية بدعوى واجب الطاعة ” للمتغلب” درءاً للفتنة، ورأى أنّ إطلاق النار على الجنود الامريكان يُعرّض المدنيين للخطر ولا يُعدّ جهاداً مشروعاً.
هذا وأعلنت مستشارية الامن القومي حظر نشاط هذا التنظيم الوهابي السلفي قبل أسبوع وجاد القرار نتيجة معلومات خطيرة جمعتها مستشارية الامن القومي عن نشاط هذا التنظيم السلفي الوهابي في العراق وتعاظم نفوذها في الانبار والموصل وبغداد و بما تصرفه من أموال لاجتذاب الأعضاء لها حيث تمتلك ميزانية مالية خيالية ٫. ولكن المفاجآة حدث يوم امس الرابع والعشرين من شهر مايو أيار. عندما اعلن المدعو خميس الخنجر انه اقنع رئيس الوزراء السوداني رفع الحظر عن هذا التنظيم الخطير التابع بشكل كامل الى المخابرات السعودية ويديره ضباط من المخابرات السعودية .
وجاء هذا الإعلان من خميس الخنجر ليثير غضبا شعبيا واسعا في ظل تساؤلات عن أسباب مسارعة السوداني في تجاهل كل تقارير مستشارية الامن القومي بشان خطورة هذا التنظيم فيما يسارع السوداني بإبلاغ الخنجر قراره برفع الحظر عنه
والسؤال الكبير هو .. ماذا سيشهد العراق من تنام سريع لتاثير وخطر هذا التنظيم بعد ر فع الحظر عن نشاطه ؟
والي أي مدي سيتعاظم خطر هذا التنظيم الظائفي في اثارة الفتنة الطائفية والتاسيس لجماعات متشددة تكفر الاخر .. وهو ما يعني تكفيرهم للاغلبية من سكان العراق وهم الشيعة .
هذا ووصف السياسي العراق ازهر الخفاجي قرار السوداني برفع الحظر عن تنظيم المدخلية السلفية انه بمثابة منح ضوء اخضر للمخابرات السعودية لتقوم بتوسيع نفوذاه وبناء مقار لها في المدن وفي المساجد وفي الاقضية والنواحي باسم التنظيم فيما هو في الواقع مكاتب تحت سيطرة واشراف المخابرات السعودية وهو ما يزيد من مخاطر تهديد هذا التنظيم للسلم الأهلي وتهديده لامن واستقرار البلاد و يؤسس لظواهر جديدة من الطائفية المذهبية والطائفية السياسية خاصة وان التنظيم المذكور يمتلك ميزانية مالية ضخمة بفعل رعاية المخابرات السعودية لهذا التنظيم السلفي التكفيري .