في خطوة أثارت عاصفة من الجدل والغضب داخل الأوساط العراقية، أقدم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على ما اعتبره كثيرون “تنازلاً وطنياً خطيراً”، باستقباله المرتقب للارهابي ـ”أبو محمد الجولاني”، زعيم جبهة النصرة سابقًا وقائد هيئة تحرير الشام حاليًا، بـ”السجاد الأحمر” حيث قال من إقليم كردستان انه ” مرحب به … أي مرحب به في ارض العراق الطاهره !!
هذا الترحيب والاعلان الاستفزازي اقدم محمد شياع السوداني على إعلانه وغم التاريخ الدموي للجولاني ودوره المعروف في تأجيج النزاعات الطائفية والإرهابية في سوريا والمنطقة .. ورغم جرائمه الإرهابية في العراق عندما كان يشغل موقع المساعد الأيمن للارهابي أبو مصعب الزرقاوي حيث نفذ عشرات التفجيرات في مدينة الصدر والصدرية والكفاح وبقية مناطق بغداد وديالى و ضد المواكب الحسينية أيام عاشوراء وضد مواكب زيارة الأربعين
، جاء هذا التحول غير المتوقع كما يقول المراقبون ضمن حزمة من التنازلات السياسية التي توصف بأنها “مفروضة بضغط مباشر من الولايات المتحدة”، في إطار ترتيبات إقليمية جديدة تشمل إعادة تدوير شخصيات متورطة في العنف تحت عنوان “الاعتدال والتغيير”.
عبارات الترحيب التي استخدمها السوداني في تصريحاته الأولية من السليمانية حول الزيارة، واصفًا الجولاني بأنه “شخصية يجب الإصغاء إليها ضمن معادلات الواقع الجديد في المنطقة”، أثارت استياءً واسعًا بين النخب السياسية، والمجتمع العراقي الذي لم ينسَ بعد ضحايا الإرهاب وارتباط الجولاني بتنظيم القاعدة وسفك الدماء في سوريا.
كما عبر نواب وشخصيات عشائرية ومنظمات مجتمع مدني عن رفضهم القاطع لتلميع صورة من وصفوه بـ”الإرهابي الملطخة يداه بدماء الأبرياء”، واعتبروا ما جرى “إهانة لتضحيات العراقيين في حربهم ضد التطرف”، خصوصاً أن العديد من العائلات العراقية فقدت أبناءها في عمليات إرهابية نفذتها أو دعمها تنظيمات مرتبطة بالجولاني.
ووفق معلومات مسربة، فإن الزيارة تأتي ضمن اتفاق إقليمي تدفع به الولايات المتحدة بالتنسيق مع بعض العواصم العربية، بهدف تعزيز موقع حكومة التكفيريين في دمشق بقيادة الجولاني الذي عاد لاسمه القديم احمد الشرع ،
وما أثار مزيدًا من السخط، هو صمت اطراف اخرى عن تفاصيل الاتفاق، وغياب أي موقف رسمي يوضح مبررات دعوة شخصية بهذه الخطورة للعراق ، ما دفع مراقبين إلى التساؤل: هل باتت السيادة الوطنية تُباع على طاولة الصفقات الدولية؟ وهل أصبحت دماء العراقيين ورقة مساومة في بازار المصالح الإقليمية؟
ويؤكد مراقبون ان اعلان السوداني بتوجيه الدعوة للارهابي الجولاني ستكلفه الكثير من الخسارة في قواعده الشعبية .. حيث تزامن هذا الإعلان مع اعلان السوداني بانه سيرشح للانتخابات المقبلة وبالتاكيد فان ضحايا مئات الالاف من ضحايا الإرهاب سون لن تصوت له وكذلك بقية الرافضين من أبناء الشعب العراقي لهذه الزيارة