يعود العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن بعد فترة قصيرة من وقف إطلاق النار في غزة، ليؤكّـدَ للعالم أن مسارَ الحرب والفتك بغزة فلسطين، ذُو ارتباطٍ عميقٍ بالمشروع الأمريكي الإمبريالي، وأنه مشروع يجمع الغرب الصهيوني، ولا علاقة له بتوافر مناخات سلام أَو هدوء المنطقة والإقليم، حَيثُ جنحت صنعاء للسلم بمُجَـرّد توقيع اتّفاق وقف إطلاق النار في غزة، فأوقفت حصار السفن الإسرائيلية الأمريكية البريطانية في المياه الإقليمية لليمن، وأوقفت استهداف الداخل الفلسطيني المحتلّ، وأطلقت طاقم سفينة “جالاكسي” الإسرائيلية؛ دعمًا لشروط السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
وما أكّـد ارتباطَ الموقف اليمني مع غزة فيما يخص الحصار والتصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، أنها لزمت الهدوء منذ يناير وحتى أعلن العدوّ غلق المعابر أمام احتياجات الغذاء والدواء الداخل لغزة، وهو نفس السبب الذي دفع باليمن وقواته المسلحة لإسناد المقاومة الفلسطينية في أُكتوبر 2023، بفرض الحصار المتدرج على العدوّ بدءاً من نوفمبر2023.
وبعودة الحصار اليمني للسفن الإسرائيلية في المياه الإقليمية اليمنية، لم يكن ذلك القرار قد شمل السفن الأمريكية البريطانية، حتى اليوم، لكن ما بعد عدوان (السبت 15 رمضان)، يعودُ الحصارُ وبالتأكيد تعود المواجهات في البحار مع التحالف الأمريكي الذي سبق له أن تجرَّع هزائمَ مدوية، وصلت إلى استهداف أقوى ترسانته البحرية في أكثر من مناسبة.
وهذا التصعيد يتعارض مع نصائح مستشاري البيت الأبيض ومنظِّري السياسة الأمريكية، حَيثُ يرون في لجوء أمريكا إلى هذه السياسة سيكون معجلاً لزوال ما تبقى للهيمنة الأمريكية، وهو ما يحدث اليوم تمامًا.
مساء السبت، شنت الطائرات الأمريكية، غاراتٍ جويةً استهدفت العاصمة صنعاء ومدينة صعدة، في تصعيد عسكري جديد هدفه الضغط على صنعاء ومنعها من إسناد الشعب الفلسطيني في غزة، وفك الحصار عن مسار السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ومع هذا العدوان الذي تشارك فيه ذيلُ أمريكا (بريطانيا)، تكون هذه القوى قد فتحت أبواب الجحيم على نفسها، حَيثُ حالة القلق تساور واشنطن ولندن من تداعيات عودة المواجهات التي تمخضت عن مرحلة مواجهات أولى منيت بفشل كبير، وكانت بمثابة اختبار حقيقي لقوة أمريكا البحرية، ومعه سقط قناع التهويل ورعب القوة والسيطرة البحرية الأمريكية في اختبار اليمن العسكري البحري، ومعه تتصاعد حالة القلق الغربية من أية مواجهات مع اليمن، تعكسها تحليلات وتقارير الإعلام الغربي، إلى جانب تركيزها أن لدى صنعاء ما قد تفاجئهم به.
في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز الأمريكية” قالت: إن “صنعاء قد تكون وصلت إلى تقنية إنتاج وقود الهيدروجين للكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة التي تُطلق بخار الماء، لكنها تُصدر حرارةً أَو ضوضاءً قليلة”.
ونقلت الصحيفة، عن تيمور خان، المحقّق في مركز أبحاث التسلح في الصراعات، قوله: إن “ذلك يمنحُ صنعاء عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أَو الإسرائيلية إذَا استأنفوا الصراع”.
المسيرة: إبراهيم العنسي