احتشد نحو مليوني شخص في بيروت والضاحية للمشاركة في مراسم تشييع جثماني الامينين العامين لحزب الله السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين ، في واحدة من كبرى الجنازات التي شهدها لبنان تاريخيا.
وتوافدت الجموع الغفيرة من مختلف المناطق اللبنانية، ومن دول عربية وأوروبية، لتشارك في وداع استثنائي، جسّد حجم الفقدان، وألقى بظلاله الثقيلة على قلوب المشيعين وكان نجلا السيد نصر الله مشاركين في مراسم التشييع وكدلك عوائل قادة شهداء منها عائلة القائد الشهيد قاسم سليماني قالقائد السابق لقوة القدس و عائلة الرئيس الايراني السابق الشيهد اية الله رئيسي وعائلة الشهيد عبد اللهيان وزير الخارجية السابق وعوائل الشهداء من قادة حزب الله.
كما لوحظ مشاركة كبيرة لعلماء المسلمين من السنة والشيعة وكان من بينهم قائد الحركة الاسلامية في نيجيريا الشيخ الزكزاكي .
وانطلقت المراسم من المدينة الرياضية في بيروت، حيث احتشدت الجماهير منذ ساعات الفجر الأولى، ووسط أجواء من الحزن والحداد، رفعت الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، بينما علت الهتافات التي عبرت عن حجم الخسارة وهتافات لبيك يانصر الله وهتاف انا على العهد ٫ والموت لامريكا والموت لإسرائيل.
كما شهدت المراسم حضورا رسميا واسعا، حيث مثل رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، في حين حضر وزير العمل محمد حيدر ممثلا لرئيس الحكومة القاضي نواف سلام، كما شاركت وفود رسمية وشعبية من أكثر من 70 دولة، أبرزها إيران، والعراق، واليمن، والكويت، والبحرين، وتونس.
واستُهلت المراسم بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها عزف النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، قبل أن تُنقل الجثامين بين المشيعين لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، ومع تصاعد مشاعر الحزن، شهدت الأجواء تطورا أمنيا لافتا، حيث حلق طيران العدو الإسرائيلي على علو منخفض فوق المنطقة فيما سارعت حشود المشيعيين لاطلاق هتافات الموت لإسرائيل والموت لامريكا.
و في كلمته التي ألقاها خلال التشييع، أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن “المقاومة مستمرة كخيار إستراتيجي”، مشددا على أن الحزب باق على العهد رغم الخسائر الكبيرة، وأوضح قاسم أن “الموافقة على وقف إطلاق النار مع إسرائيل في هذه المرحلة تمثل نقطة قوة”، لكنه أكد في الوقت ذاته ضرورة تحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها.
وأضاف أن “إسرائيل لم تلتزم، وقد صبرنا، لكننا نواجه احتلالا وعدوانا، والقصف على الداخل اللبناني يعد اعتداء واضحا”، كما شدد على أن حزب الله لن يسمح للولايات المتحدة “بالتحكم بلبنان”.
هذا والقى اية الله السيد مجتبى الحسيني ممثل قائد الثورة الاسلامية في العراق كلمة الامام الخامنئي جاد فيها :
بسم الله الرّحمن الرّحیم
قال الله عزّ و جل: وَ لِلّٰهِ العِزَّةُ وَ لِرَسولِهِ وَ لِلمُؤمِنینَ وَ لٰکِنَّ المُنافِقینَ لا یَعلَمون.
المجاهد الكبير والقائد الرائد للمقاومة في المنطقة السيد حسن نصر الله (اعلی الله مقامه)هو الآن في قمة مجده. سيوارى جثمانه الطاهر الثرى في أرض الجهاد في سبيل الله، ولكن روحه ومنهجه سيزدادان إشراقا يوما بعد يوم إن شاء الله، وسينيران الطريق لمن تبعه.
وليعلم العدو أن المقاومة ضد الظلم والاستكبار لم تنضب وستستمر حتى تصل إلى وجهتها إن شاء الله.
كما أن الاسم الطيب والوجه المشرق للسيد هاشم صفي الدين (رضوان الله علیه) ، هو أيضا نجم ساطع في تاريخ هذه المنطقة، وكان مساعدا مقربا وجزءا لا يتجزأ من قيادة المقاومة في لبنان.
سلام الله و عباده الصالحين على هذين المجاهدين العظيمين وعلى سائر المجاهدين الشجعان المخلصين الذين استشهدوا في الآونة الاخيرة، وعلى جميع شهداء الإسلام.
وتحياتي الخاصة لكم يا أبنائي الأعزاء، شباب لبنان الشجعان.
وبعد انتهاء المراسم في المدينة الرياضية، حملت حشود المشيعين نعش الأمين العام السابق حسن نصر الله، في مسيرة امتدت لنحو 3 كيلومترات، وصولا إلى موقع مواراته الثرى المستحدث خصيصا له بين الطريقين المؤديين إلى مطار رفيق الحريري الدولي، والذي من المتوقع أن يتحول إلى مزار اعتبارا من يوم غد الاثنين.
أما جثمان هاشم صفي الدين، فسيُنقل إلى مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان، حيث سيُدفن يوم غد الاثنين.
هذا وشهدت مراسم التشييع تغطية إعلامية ضخمة، حيث شاركت نحو 600 وسيلة إعلامية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأعلنت اللجنة العليا لمراسم التشييع أن نحو 79 دولة شاركت في هذا الحدث الكبير بين مشاركات شعبية ورسمية.
