شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية
ما ان اعلنت الجماعات الارهابية التي سيطرت على سوريا بدعم تركي، عن تشكيل حكومة انتقالية، حتى ظهرت الخلافات الى سطح العلن، بعدما كانت تدور في كواليس المفاوضين بالوكالة، بين الاطراف الدولية المتصارعة على الارض السورية.
وهنا، فتح رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة (المدعوم من السعودية) باب الهجوم المباشر على الارهابي ابو محمد الجولاني، حينما اعلنها صراحة بان هيأة تحرير الشام (النصرة) لم تتشاور معه في تشكيل الحكومة الجديدة، وأسماها “حكومة الامر الواقع”.
واضاف البحرة إن “قوى المعارضة تخطط لتشكيل حكومة مدنية انتقالية، لن تضم أعضاء من هيئة تحرير الشام”.
وبين البحرة في حديث لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، أن “الحكومة الانتقالية هذه ستقود البلاد حتى إجراء انتخابات حرة، مع تحديد جدول زمني مؤقت لمدة 18 شهرا”.
ويرى في ذلك، عضو مجلس محافظة نينوى السابق ضحوي الصعيب، انه اعلان “بدء الخلافات في سوريا”.
وكتب الصعيب، في تدوينة له انه “أعلن رئيس الائتلاف الوطني (هادي البحرة) المدعوم من السعودية ان هيأة تحرير الشام (النصرة) لم تتشاور معه في تشكيل الحكومة الجديدة، وأسماها (حكومة الامر الواقع). وبناءً على هذا قال وزير الخارجية الامريكي ان الحكومة لا تمثل كل السوريين”.
حيث اشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان الى إن الولايات المتحدة “ستعترف وتدعم بشكل كامل” الحكومة السورية الجديدة التي يختارها الشعب السوري، والتي تلتزم بأربعة مبادئ رئيسية.
وهذا هو أول تعهد صريح بالاعتراف من الولايات المتحدة بعد سقوط نظام بشار الأسد هذا الأسبوع.
وقال بلينكن ان “الولايات المتحدة تؤكد دعمها الكامل للانتقال السياسي بقيادة سورية”، مبينا انه “يجب أن تؤدي عملية الانتقال هذه إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي يفي بالمعايير الدولية للشفافية والمساءلة، بما يتفق مع مبادئ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254”.
وأضاف أن “عملية الانتقال والحكومة الجديدة يجب أن تلتزما أيضًا بالتزامات واضحة باحترام حقوق الأقليات بشكل كامل، وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين، ومنع استخدام سوريا كقاعدة للإرهاب أو تهديد جيرانها، وضمان تأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية وتدميرها بأمان”.
واضاف الصعيب، في تدوينته، ان “الملاحظ بان الولايات المتحدة تتعامل مع الحكام الجدد بتعالٍ كبير وبطريقة متعجرفة. فقد اكدت بقاء العقوبات على سوريا في الوقت الحاضر وبقاء صفة الارهاب على هيأة تحرير الشام ورئيسها الجولاني”.
وتابع بالقول: انهم “يصدرون التعليمات عبر الاعلام بأن على الحكام الجدد فعل كذا، وتجنب كذا.. والعقوبات مستمرة”.
من جهة اخرى، يرى الصعيب ان “النصرة تمارس اعلى درجات الانضباط تجاه المصالح الامريكية، فلم تقترب حتى الان من دولة (قسد) المهيمنة على ثلث الجغرافية السورية التي تضم أهم ثروتين في البلاد: حقول النفط وحقول القمح”.
ونبه بالقول انه “لا يمكن استمرار الوضع هكذا.. لكن المستقبل مجهول”.
وبالتزامن مع هذه الاحداث، اعلن رئيس وزراء الجماعات المدعومة من تركيا محمد البشير تسلمه مقاليد السلطة في دمشق، بعدما عقدت الحكومة السورية اجتماعا بحضور رئيس الوزراء الانتقالي محمد الجلالي، برعاية مباشرة من تركيا، واشراف ميداني من قبل الجولاني.
وقالت مصادر سورية إن حكومة البشير لتصريف أعمال المرحلة الانتقالية ستكون مدتها 3 أشهر، مؤكدة أنه سيتم خلالها حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب.
وأضافت أنه سيتم النظر بحالة الجيش الحالي وإعادة ترتيب أوضاعه، مشيرة إلى أن ضبط الأمن وتقديم الخدمات والانتقال السلس أولويات في حكومة تصريف الأعمال.
وأكدت أن حكومة تصريف الأعمال ستهيئ الأجواء لحكومة دائمة، مضيفة أن المشاورات مستمرة لتشكيل حكومة.
