السيد السيستاني.. تصدي للاحتلال الأمريكي للعراق وافشل مشروع داعش الإرهابي بفتوى الجهاد الكفائي

تحظى المرجعية الدينية العليا في العراق، الممثّلة بالامام السيد علي السيستاني، بدورٍ قيادي بارز ذي تأثير خصوصاً لناحية المواقف التي صدرت عنه خلال الأزمات والقضايا المصيرية التي واجهها العراق خلال مرحلة الاحتلال الأميركي وفي مقدمتها التصدي لهذا الاحتلال ،الدعوة لكتابة الدستور وتفعيل الحياة الدستورية في البلاد والاقدام على الدعوة للانتخابات التشريعية في البلاد وكل تلك المواقف عطلت مفاعيل الاحتلال ،
كما جاءت فتواه الشهيره بفتوى الجهاد الكفائي لتنقذ العراق من اخطر مشروع امريكي اسرائيلي مدعوم من دول خليجية في المنطقة وفي مقدمتها السعودية حيث هب الشعب العراقي استجابة للفتوي للتطوع ليتشكل من بعد في الحشد الشعبي القوة العسكرية الضاربة التي هزمت اخطر مشروع إرهابي عرفته المنطقة .
ونتيجةً لدور السيد السيستاني وحضوره الفاعل في القضايا المحلية والإقليمية، سرّبت القناة “14” الإسرائيلية، الثلاثاء، صورةً لبنك الأهداف الإسرائيلي التي سيتم تصفيتها واغتيالها وتشمل صوراً لقادة محور المقاومة، وضمّت القائمة كلاً من الامام السيد علي السيستاني، وقائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، وقائد قوة القدس الجنرال إسماعيل قاآني، بالإضافة إلى قائد الجمهورية والثورة الإسلامية في إيران الامام السيد علي خامنئي.
هذا التسريب الإسرائيلي، كشف حقيقة الكيان الصهيوني وحقيقة الحرب التي يشنها على غرة ولبنان واستعداده لاستهداف العراق وسوريا وايران ٫ لذا سرعان ما شهد العراق غضبا شعبيا عارما وضبا من القيادات السياسية والدينية، إذ حذّرت رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان والحكومة “من خطورة هذه المحاولات التي تعرّض الأمن والسلم الدوليين لتهديد حقيقي”. بدوره، أكّد رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا أنّ “الاحتلال يحاول من خلال تهديداته للسيد السيستاني توسعة الحرب”. عن الخطر الذي شكّله الامام السيستاني على الاحتلال ما جعله ضمن قائمة أهدافه، نشير في هذا التقرير الى نقاط سريعة.حيث يُعرف السيد السيستاني بدعمه لقضايا الأمة الإسلامية والمنطقة، ومنذ أن وسّع الكيان الإسرائيلي عدوانه على لبنان، أصدرت المرجعية العليا في العراق توجيهاتها بدعم اللبنانيين، كما أصدر السيد السيستاني عدة بياناتٍ كان من أبرزها حديثه عن وحشية الاحتلال عندما عمل على تفجير أجهزة الاتصالات الشخصية واستهداف الأبنية السكانية في لبنان والتي تضمّ النساء والأطفال.كذلك، وجّهت المرجعية بإعانة اللبنانيين وتقديم الدعم لهم، من خلال توزيع المساعدات في بيروت وعدة مناطق حتى وصلت مساعداته في الأيام الأخيرة مناطق في شمالي لبنان أي طرابلس.

وبعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أصدر السيد السيستاني بياناً عزّى فيه لبنان والأمة الإسلامية، مشيداً بدور السيد نصر الله الذي ساند العراقيين بكل ما تيسر له في تحرير بلادهم من الإرهابيين، كما وصفه بـ “الشهيد الكبير”، مذكّراً بالدور المميّز الذي قام به “في الانتصار على الاحتلال الإسرائيلي بتحرير الأراضي اللبنانية”، وفي اتخاذه المواقف العظيمة “في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم حتى دفع حياته الغالية ثمناً لذلك”.كذلك، أقام نجلا السيد السيستاني٬ مجلس عزاء للسيد نصر الله في كربلاء المقدّسة نيابة عن والدهما٬ حضره عدد كبير من السياسيين العراقيين.
اما موقف المرجع الديني الامام السيستاني من القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي فهو من المواقف الثابتة والحاسمة، وقد عبّر عن ذلك في مناسباتٍ وأحداث سابقة مختلفة، ولم يقف موقفه عند الموقف المستنكر العابر إزاء القضية الفلسطينيّة، بل عايشها بكل ما فيها من تفاصيل.إذ واكبت بيانات المرجعية العليا كل الأحداث التي مرّت على الشعب الفلسطيني، منذ “النكبة” و”النكسة” وما بعدهما وصولاً إلى عملية “طوفان الأقصى”، حيث أكد السيد السيستاني مساندته القاطعة للشعب الفلسطيني الأبيّ في مقاومته الباسلة للمحتلين.
وكان الامام السيد السيستاني من الأوائل الذين تحدّثوا عن المسؤولية الدولية إزاء الجرائم الإسرائيلية، داعياً إلى نصرة الشعب الفلسطيني، وقال “على العالم كله الوقوف في وجه التوحّش الإسرائيلي ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم”.
أمام هذه الشخصية التي أجمع العراقيون والمسلمون وأحرار العالم على حبّها، ودورها الجهادي اللافت في دعم حقوق الفلسطينيين وشعوب المنطقة، فإن الاحتلال الإسرائيلي يرى في وجودها واستمرارها خطراً يحدق به، ومن هنا كان وضعها على لائحة أهدافه لاغتيالها وتصفيتها ، إلى جانب مجموعة من قادة المقاومة الذين أذاقوا الكيان الصهيوني الهزيمة وهشّموا صورة “الردع” الذي طالما تفاخر قادة الاحتلال بها، لتثبت الأيام مجدداً أن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت” حقاً.