بالصوت والصورة، و”من غزة العصية الصامدة القاهرة لعدوها”، ألقى الناطق العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسّام، أبو عبيدة، كلمةً في الذكرى السنوية الأولى لملحمة “طوفان الأقصى”.
وأكد أبو عبيدة أنّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة “صمد صموداً أسطورياً، على الرغم من خذلان القريب، وجبن الأنظمة وتواطئها، وبطش العدو الذي تسانده الولايات المتحدة والغرب”، مشدداً على أنّ الاحتلال المتغطرس “لا يفهم دروس التاريخ أو حقائق الواقع أو ثقافة شعبنا وأمتنا”.
كما شدّد أبو عبيدة على أنّ العمليات التي تشنّها المقاومة “تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية لدى الاحتلال، وتكبّده خسائر اقتصاديةً، وتفرض عليه التهجير”، مؤكداً إسقاط الآلاف من جنود الاحتلال قتلى وجرحى، وإخراج مئات الآليات العسكرية الإسرائيلية من الخدمة.
وإذ أشار إلى الاستمرار في “قتال عدو مجرم لا يتورّع عن ارتكاب كل الجرائم في حرب غير متكافئة منذ عام”، فإنّه شدد على “تطوير تكتيكات وأساليب عمل جديدة، وأنّ خيارنا هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع العدو”، موضحاً أنّ المعارك أثبتت نجاح هذا الخيار.
وتابع: “العدو لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح، ولا يُواجَه إلا بالسلاح”، مؤكداً أنّ “كل الأهداف في أرضنا المحتلة مستباحة، رداً على الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا”.
“طوفان الأقصى وجّهت ضربةً استباقيةً للاحتلال”
لدى حديثه عن “طوفان الأقصى”، وصفها الناطق باسم كتائب القسّام بـ”عملية الكوماندوز الأكثر احترافيةً ونجاحاً في العصر الحديث”، مؤكداً توجيه ضربة استباقية للاحتلال عبرها، “بعدما وصل تخطيطه لضربة كبرى للمقاومة في غزة إلى مراحله النهائية”.
وأضاف أبو عبيدة أنّ المعركة جاءت بعد أن وصل عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك إلى “مرحلة خطيرة وغير مسبوقة، وتغوّل العدو في الاستيطان والتهويد والعدوان على الأسرى”.
وتطرّق أبو عبيدة إلى ما تشهده الضفة الغربية أيضاً، مشيراً إلى أنّ ما يجري في مخيماتها يؤكد أنّ سياسة الاحتلال “هي قرار استراتيجي يطبّقه في كل مكان” في فلسطين المحتلة، مشدداً على أنّ الاحتلال، وخصوصاً في ظل الحكومة الحالية، “لا يريد أن يرى فلسطينياً غربي نهر الأردن”.
ودعا أبو عبيدة الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى تصعيد مقاومتهم، من أجل الرد على عنجهية الاحتلال وجرائمه.
“نقدّر الجبهات المشتعلة في محيط فلسطين”
الناطق باسم كتائب القسّام أكد أيضاً أنّ ما يجري في الإقليم من عمليات إسناد للمقاومة في قطاع غزة يمثّل “مواقف مقدّرةً وعظيمةً في نظر الشعب الفلسطيني”، مشيراً إلى “الجبهات المشتعلة في محيط فلسطين، التي تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده وتقاتل العدو مباشرةً”.
في هذا الإطار، لفت أبو عبيدة إلى أنّ مسيرات لبنان واليمن والعراق، “تحلّق في سماء فلسطين، وتضرب العدو، وتكبّده خسائر فادحة”، مضيفاً أنّ إيران أيضاً “تشتبك مع الاحتلال وتوجّه إليه ضربات الوعد الصادق 1 و2 لترهبه”.
وتوجّه أبو عبيدة إلى المقاومين في حزب الله، معرباً عن “الثقة في بأسهم وقوتهم لتكبيد العدو خسائر مؤلمة”، مثمناً أيضاً الحراك الشعبي العظيم في اليمن، إلى جانب تأكيده تقدير حراك كل الشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم.
إضافةً إلى ذلك، استذكر أبو عبيدة الشهيدين القائدين إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله، موضحاً أنّ “استشهادهما دليل واضح على عدم فهم العدو طبيعة المقاومة”.
وأكد أنّ “هذه الأرض تنبت المقاومين كما تنبت الزيتون، وتورث الإباء للأجيال جيلاً بعد جيل”، مشدداً على أنّ “فرحة العدو بالاغتيالات قصيرة، ولو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال الشهيد الشيخ عز الدين القسّام”.
وأضاف: “مما يشرّف مقاومتنا في هذه المعركة أنّها تقدم الشهداء من قادتها قبل جنودها”.
في مقابل المقاومة في غزة وجبهات الإسناد، “لا يشدّ الكيان الإسرائيلي إلا حبال الإدارة الأميركية المعهودة، التي ستنقطع بلا شك مع مرور الزمن”، كما تابع الناطق باسم كتائب القسّام، الذي أكد أنّ الاحتلال “يعيش منبوذاً من كل أمم الأرض وشعوبها الحرة”.
“ربما يلوح 100 رون آراد في الأفق”
أبو عبيدة تحدّث أيضاً عن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة، مؤكداً “الحرص منذ اليوم الأول على حمايتهم والحفاظ عليهم، فلا يُعقل تعمّد قتلهم أو إيذائهم”، ومحذراً من أنّ المخاطر عليهم تتعاظم يوماً بعد يوم”.
وإذ أشار إلى أنّ الأسرى “يتعرضون في منطقة الاشتباك لتقاطع النيران، وربما نيران العدو نفسه”، فإنّه كشف عن “تلقي معلومات بنقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمناً في حال تعرّضهم للخطر”.
وأضاف أنّ مصير الأسرى “مرهون بقرار من حكومة الاحتلال، ولا نستبعد دخول ملفهم إلى نفق مظلم”، بحيث خاطب المستوطنين قائلاً: “كان بإمكانكم استعادة أسراكم منذ عام، لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو”.
وتابع بأنّ “ما حدث مع الأسرى الـ6 في رفح ربما يتكرر مع آخرين، طالما يتعنّت نتنياهو وحكومته الإرهابية”، محذراً: “ربما يكون 100 رون آراد جديد يلوحون في الأفق”.
يُضاف إلى كل ما سبق دعوة أبي عبيدة إلى “إطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية، إسناداً للشعب الفلسطيني، وإلى أكبر هجوم سيبراني ضد العدو من خبراء الحرب الإلكترونية”.
ودعا علماء الأمة أيضاً إلى “تجاوز مرحلة الإدانة اللفظية، إلى إصدار بيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة، وبيان خطورة ما يتعرض له شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية”، متسائلاً: “هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك؟”.
تأتي كلمة أبي عبيدة بُعيد قصف كتائب القسّام “تل أبيب”، بصواريخها المصنّعة داخل قطاع غزة، وفي ظل مواصلة مختلف الأجنحة العسكرية للمقاومة التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في محاور القتال، من الشمال إلى الجنوب، مكبّدةً إياها خسائر فادحةً، يسعى الاحتلال إلى التكتّم عليها.
الرئيسية / الشرق الأوسط / الكيان الاسرائيلي / الارهاب الصهيوني / أبو عبيدة في ذكرى “طوفان الأقصى”: خيارنا هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة تؤلم الاحتلال
الوسومابو عبيدة طوفان الاقصى
شاهد أيضاً
البيتكوين يحلق الى 80 الف دولار بعد اعلان فوز ترامب
يشهد سوق العملات المشفرة تحولا تاريخيا مع اقتراب البيتكوين من رقم قياسي جديد عند مستوى …