نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريا نقلا عن مصادر استخباراتية اشارت فيه الى ان وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” تراقب احتمال قيام روسيا بتسليح حركة “أنصار الله” اليمنية بصواريخ متطورة مضادة للسفن، ردا على دعم واشنطن لأوكرانيا في شن ضربات داخل روسيا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح في 5 يونيو/حزيران الماضي خلال لقاء مع صحفيين أجانب، بأن بلاده يمكنها الرد على توريد أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا من قبل الدول الغربية، وذلك بتقديم أسلحة روسية إلى من وصفهم بأعداء الغرب.
ومما لا شك فيه أن النقطة المتعلقة باحتمال تقديم روسيا دعم عسكري لجماعة أنصار الله -في الوقت الراهن- له حساسية خاصة بالنظر إلى قرار القوات المسلحة اليمنية في حكومة صنعاء التي يقودها انصار الله بمهاجمة السفن الحربية والتجارية لامريكية والبريطانية بالاضافة الى مهاجمة السفن الاسرائيلية والسفن الاخرى المتجهة للموانئ الاسرائيلية في فلسطين المحتلة في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر المتوسط والمحيط الهندي .
من جانبه، لا يستبعد الخبير في شؤون الشرق الأوسط أندريه أونتيكوف أن تطرأ تغيرات على الموقف الروسي فيما يخص إمداد “أنصار الله” بالأسلحة أو بتقنيات الحرب الإلكترونية عند الضرورة، وذلك بناء على معطيات جديدة قد تطرأ في المستقبل ويمكن أن تغير من الحسابات الروسية مع تمدد نوع ورقعة النزاع مع الغرب.
فالموقف الأميركي تجاه استخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا لا يمكن الوثوق به، ويمكن أن يخرج في أي لحظة عن القواعد القائمة حاليا.
ويوضح أونتيكوف أنه في الوقت الذي يقول فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سمح للأوكرانيين باستخدام الأسلحة الأميركية لمهاجمة روسيا بالقرب من الحدود، فإنه لم يسمح لهم بمهاجمة أهداف على عمق يتجاوز 200 ميل أو استهداف موسكو.
ويضيف أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي يقول إنه في حال حدوث ذلك، فإن الولايات المتحدة غير قادرة على السيطرة على الأوكرانيين.
من هنا، فإن موسكو لا ترسل إشارات جديدة إلى الغرب فحسب، بل تتحدث بوضوح عن الكيفية التي تستطيع بها الرد بإعلانها الاحتفاظ بالحق في إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى البلدان والجهات التي تتعرض لضغوط، بما فيها العسكرية، لمواجهة الدول التي ترسل الأسلحة نفسها إلى أوكرانيا وتدعو إلى شن ضربات في عمق الأراضي الروسية.
ووفق تقديرات أونتيكوف، فإن دعم موسكو لأي جهة منضوية في صراع مع واشنطن، بما في ذلك “أنصار الله”، محكوم -حاليا- بحسابات وضوابط، لكنها جميعها مرشحة للتبدل تبعا للتغيرات التي يمكن أن تطرأ على قواعد الاشتباكات القائمة مع الغرب في ظل المعطيات الحالية المرتبطة بالنزاع مع أوكرانيا ٫ منوها إلى أهمية امتلاك الحوثيين -من بين أمور أخرى- أسلحة سوفياتية ما زالت صالحة للاستخدام “المؤثر”، وأجروا تعديلات وتحسينات عليها شملت تفعيلها بما يتلاءم مع نظام الملاحة العالمي لمواكبة خصوصية المواجهة العسكرية الحالية مع الولايات المتحدة و الكيان الاسرائيلي.