قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، إن أنقرة ستوجه دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد «في أي وقت» لإجراء محادثات لاستعادة العلاقات بين البلدين الجارين، بعد قطيعة منذ اندلاع الحرب السورية في 2011.
ونقل بيان من الرئاسة عن أردوغان قوله في مقابلة مع وسائل إعلام تركية في الطائرة التي أقلته من برلين، حيث شاهد مباراة تركيا وهولندا في إطار كأس أوروبا لكرة القدم، وبهذه الدعوة نريد إعادة العلاقات التركية السورية إلى نفس المستوى الذي كانت عليه في الماضي. دعوتنا قد توجه في أي وقت . وأضاف «وصلنا الآن إلى نقطة أنه بمجرد أن يتخذ بشار الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، سنظهر له النهج نفسه».
والأسبوع الماضي، قال الرئيس التركي إنه لا يوجد أي سبب لعدم إقامة علاقات بين بلاده وسوريا، مشيراً إلى أنه لا يستبعد احتمال عقد اجتماع مع نظيره السوري للمساعدة على استعادة العلاقات بين البلدين.
ونقلت وسائل الإعلام التركية عن أردوغان قوله للصحفيين في رحلة العودة من كازاخستان؛ حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «قد ندعو بوتين ومعه بشار الأسد، إذا تمكن بوتين من القيام بزيارة لتركيا قد يكون ذلك بداية لعملية جديدة».
ولم يتضح إن كانت الدعوة التي ذكرها أردوغان سابقاً هي لزيارة الأسد لتركيا أم لاجتماع يعقد في مكان آخر. وأضاف الرئيس التركي أن المسلحين من تنظيم «داعش» المتشدد، أو من الجماعات الكردية، هم فقط من يعارضون تطبيع العلاقات التركية السورية.
وتشير التحركات الأخيرة إلى تقارب محتمل بين سوريا وتركيا بوساطة روسية وايرانية ، حيث أُعيد فتح معبر أبو الزندين الرئيسي، الذي يربط المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية بتلك الخاضعة لسيطرة فصائل محسوبة على تركيا في محافظة حلب شمالي سوريا، الخميس الماضي وذلك بموجب اتفاق روسي تركي، يهدف إلى تمكين المدنيين والتجار من السفر بين البلدين، فيما كشفت مصادر محلية عن وجود آليات هندسية تعمل على توسيع الطريق عند حاجز الشط في مدينة اعزاز الخاضعة لسيطرة مسلحين بريف حلب الشمالي، تمهيداً لإعادة فتح الطريق الدولي الذي يربط حلب بغازي عنتاب في تركيا عبر معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية.
وكان الرئيس السوري قد أكد قبل أيام بعد استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا و«المستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى». وأشار الأسد إلى «أن تلك المبادرات تعكس إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سوريا والمنطقة عموماً».
الجدير بالذكر ان النظام التركي ساهم بشكل فعال في دعم التنظيمات الارهابية في سوريا منذ بدء المشروع الارهابي الامريكي البريطاني الاسرائيلي لاسقاط الدولة السورية والقضاء علي نظام الرئيس بشار الاسد خدمة للكيان الصهيوني بمشاركة الدول الحليفة لهما في المنطقة وخاصة الاردن والسعودية وقطر منذ بدء اعمال العنف والعمليات الارهابية انذاك في المدن السورية تحت شعار الربيع العربي في فبراير عام 2011 .