إعلان وزارة الداخلية الإيرانية فوز المرشح مسعود بزشكيان في انتخابات الرئاسة الإيرانية، بحصوله على 16,384,403 اصوات، مقابل 13,538,179 صوتا للمرشح سعيد جليلي، ونسبة المشاركة التي بلغت % 49.8…
عاملان مهمان، رفعا نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في ايران في جولتها الثانية، من 40 بالمائة الى 50 بالمائة، وابطلا سحر اعداء الثورة. العامل الاول، هي الدعوة التي وجهها قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي الى كل من يحب الإسلام والجمهورية الإسلامية وتقدم البلاد أن يظهر ذ وهما :
لك من خلال مشاركته في الانتخابات. وتأكيده ان من الخطأ الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الجمهورية الاسلامية، فالشعب هو العمود الفقري للجمهورية الإسلامية لتحقيق أهدافها، وأن إقبال الناخبين بشكل أفضل سيمكن الجمهورية الإسلامية من تحقيق أهدافها.
اما العامل الثاني، فهو مشاركة ستة مرشحين في الانتخابات، انسحب اثنان منهم قبل الاقتراع، وكانت برامج اغلبهم متقاربة، لذلك لم نشهد حماسة من المواطنين للمشاركة، فلم يكن هناك فرز واضح بين هذه البرامج، ولكن في الجولة الثانية انحسر التنافس، بين مرشحين، لدى كل واحد منهما برنامج يختلف عن الاخر بشكل واضح، ازاء القضايا الداخلية، مثل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والانترنت والحريات والمرأة، والقضايا الخارجية مثل العلاقات مع الدول الاخرى، وخاصة العلاقة مع امريكا الغرب، والاتفاق النووي، واتفاقية “فاتف” (مجموعة العمل المالي الدولية )، التي تربط النظام المالي الايراني بالنظام المالي العالمي.واذا ما اردنا ان نتعمق اكثر في البرامج والاراء التي طرحها بزشكيان، ونجح من خلالها باستقطاب اصوات الناخبين، هي تأكيده على ان إدارة البلاد تقوم على التعامل البناء مع العالم على أساس الحوار والتفاوض مع مختلف الدول. ودعوته الى تحسين العلاقات بين إيران والدول الغربية على اساس الاركان الثلاثة المتمثلة بـ”العزة والحكمة والمصلحة”، وهي اركان لطالما اكد عليها قائد الثورة الاسلامية. وسيعمل على إحياء الاتفاق النووي، وان من مصلحة ايران الانضمام الى “فاتف” من اجل تطوير وتسهيل التجارة مع الدول الاخرى.
يمكننا ان نتنبأ وبسهولة بردة فعل اعداء الثورة، على فوز بزشكيان، فاوراق مرتزقة امريكا من اتباع الملكية والمنافقين، مكشوفة، فهم في البداية كانوا يراهنون على عدم مشاركة الشعب الايراني بالانتخابات على اساس انها صورية، ومعروفة النتائج، ولا يختلف مرشح عن الاخر، ولكن منذ اليوم، سيتم العزف على وتر ان بزشكيان اصلاحي، وان هناك خلافا بين الاصلاحين والاصوليين الذي كان ينتمي اليهم جليلي، في محاولة مكشوفة، لزرع اليأس في قلوب الايرانيين، عبر الايحاء ان ايران مقبلة على مرحلة ستسودها الازمات الداخلية بين انصار التيارين. وهذه الحركة باتت مفضوحة يعرفها الايرانيون جيدا، وقد تم استخدامها خلال الحكومات الايرانية المتعاقبة، رغم انهم يعلمون قبل غيرهم، ان جميع المرشحين، وخاصة الفائزين بالانتخابات الحالية والسابقة، هم ابناء الثورة الاسلامية، والفرق الوحيد بينهم، هو في رؤيتهم للحلول التي يجب اعتمادها لحل الازمات التي تواجه ايران، اما ثوابت ومبادىء واهداف الثورة الاسلامية، فهناك تنافس بينهم للتمسك بها وتحقيقها.
ان ذهاب اكثر من 30 مليون ايراني يوم الجمعة الى صناديق الاقتراع، هو “نعم” كبيرة لنظام الجمهورية الاسلامية، و”لا” كبيرة لاعدائها والمتربصين بها، ولا عزاء لامريكا واذنابها، فايران التي يناصبوها العداء، هي”بلاد الانتخابات” فخلال 45 عاما الماضية، شهدت 45 عملية انتخابية. في عام 1980 فقط ، شهدت ايران خمسة انتخابات، وهي الاستفتاء على نظام الجمهورية الاسلامية، وانتخابات تعيين أعضاء الدستور الإيراني، والاستفتاء على الدستور، وانتخاب رئيس الجمهورية، وانتخاب نواب اول مجلس للشورى.