نعى حزب الله صباح اليوم القائد الكبير طالب سمير عبد الله، الذي استشهد في غارة نفذه طيران العدو الاسرائيلي على مبنى في قرية جويا مساء اامس الثلاثاء.
يشغل أبو طالب منصب قائد وحدة نصر في حزب الله، والتي تتقاسم منطقة عمليات جنوب نهر الليطاني بالشراكة مع وحدة عزيز، وتشرف على نطاق عملياتي مهم جدا يبدأ من منطقة بنت جبيل وصولاً إلى مزارع شبعا، بمعنى أنها تشكل النسق الدفاعي الأول لحزب الله عن جنوب لبنان.
ويعتبر الشهيد القائد طالب سمير عبد الله بهذا الموقع القيادي في المنطقة بمثابة قائد لواء، وهو المسؤول عن القتال الضاري الذي خاضته المقاومة اللبنانية طيلة هذه الحرب في الجبهة الشمالية، بخاصة ضد تلك العمليات التي استهدفت اللواء الشرقي من فرقة الجليل المعادية (الفرقة 91).
الشهيد المقاوم المجاهد طالب سمير عبد الله في صورة له مع القائد الكبير الشهيد قاسم سليماني
قضى الشهيد طالب سمير عبد الله بعد أن اطمأنّ أن ما يسمى كريات شمونة استحالت خراباً بعد أن أصبحت خاوية على عروشها، وصارت تسمى (ذكريات شمونة) نظراً لنزوح سكانها واستيطانهم وسط الكيان بلا أمل ولا رغبة في العودة اليها.
كما قضى تقبله الله بعد أن أصبحت مواقع فرقة الجليل كومة ركام والتي من المرجح أنها ستشهد عمليات صاخبة غداً، وغير مسبوقة ربما رداً على الاغتيال، وتأكيداً على أن وحدة نصر التي عملت بكل هذا الزخم في الأشهر الطويلة الماضية لا زالت بكامل حيويتها وصلابتها.
يعتبر ألقائد الشهيد قائداً تاريخياً في المقاومة الإسلامية، حيث انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينات، نصرة للمسلمين هناك، إلى جانب القائد الإسلامي علي عزت بيجوفيتش.
عالمية الجهاد هذه التي تمثلتها سيرة المجاهد الشهيد طالب سمير عبد الله، من البوسنة إلى فلسطين، تجعلنا نتوقف طويلاً عند طبيعة الرجل، والهم الطويل الذي شغله، والقضية الكبرى التي تملّكته ردحاً طويلاً من الزمن.
تقبل الله الشهيد المقاوم والقا؛ذد المجاهد طالب سمير عبد الله، وتقبل الله كل دم أريق لأجل فلسطين والاقصى الشريف، وكل طلقة أقضّت مضجع إسرائيل.
-سعيد زياد – باحث فلسطيني مغترب