شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية
وصف عدد من العلماء ورجال الدين الشيعة في المدينة المنورة، جريمة الاعتداء على مواطنين مشاركين في عزاء مصاب ابي عبد الله الحسين عليها السلام بالاحساء ، بالعملية الإرهابية والبشعة، مشددين على أهمية تجفيف منابع التطرف والتحريض. واكدوا شجب ونستنكر الجريمة الوحشية التي شهدتها قرية الدالوة بالأحساء مساء الاثنين الماضي بتنفيذ هجوم على مجلس عزاء حسيني ليلة عاشوراء احياء لذكرى استشهاد الامام الحسين واهل بيت النبي محمد ص .
ووصف هؤلاء العلماء ورجال الدين الشيعة، الجريمة بانها ” شرخ عميق في روح الوطن الواحد، وأن الشرذمة التي نفذت الجريمة أثبتت للعالم أنهم أعوان الشيطان، وبعيدون عن الإنسانية”.
وقال سماحة العلامة الشيخ كاظم محمد علي العمري كبير علماء الشيعة في المدينة المنورة : نستنكر فعل هؤلاء المجرمون القتلة الذين استباحوا دم الأبرياء ومهاجمتهم وترويعهم دون الالتفات إلى حرمة دم المسلمين.
واضاف : ” نرفع تعازينا ومواساتنا بشهداء الوطن الذين قضوا نحبهم نتيجة الاعتداء الغاشم والذي أودى بحياة مواطنين أبرياء وإصابة آخرين، إضافة إلى مقتل رجلي الأمن ” ، لافتا إلى أن مثل هذه الأفعال سوف تزيد من تماسك أبناء الوطن الواحد. وزاد العمري ” شاركنا مساء أمس الأول في تشييع الشهداء في الأحساء، وتقديم العزاء والمواساة ولنؤكد وقوفنا مع أبناء الوطن”.
وقال حجة الاسلام والمسلمين الشيخ طاهر عبدالمنعم الهاجوج ” إن الهدف من مثل هذه الأعمال الإجرامية هو زعزعة الأمن المستقر في بلدنا، ونقل النزاعات الطائفية البغيضة في ظل الأحداث الكبرى التي تعصف بالعالم العربي حولنا “، لافتا إلى أن ذلك من الأمور المستحيلة كون بلدنا يتمتع بالقوة والتماسك بين أبناء الوطن الواحد، وخاصة في منطقة الأحساء التي اشتهرت بتماسكها مع أبناء الوطن الواحد.
على صعيد اخر قال امير حائل سعود بن محسن عبد العزيز تعليقا هلى جريمة قتل المواطنين الشيعة في حسينية المصطفى في الاحساء : «أرادوا إشعال الفتنة بين أبناء الوطن، وانقلب السحر على الساحر”.
وقال: «المواقف التي عبر عنها أهالي محافظة الأحساء وقرية الدالوة كانت عفوية نابعة من وطنيتهم، إذ إنهم استنكروا الحادث الأليم واصطفوا جنبا إلى جنب، ليوجهوا رسالة عظمى للعالم بأسره بأننا وطن واحد وجسد واحد، نعي المخاطر التي تلتف حولنا من أعداء الوطن والأمة الذين يريدون الفتنة، وأظهروا للعيان وبجلاء في هذا الحادث معدنهم النقي بأن الجميع في بلادنا إخوة كالبنيان يقفون صفا واحد بوطنيتهم، وتجسد ذلك من خلال كلماتهم وبياناتهم التي شجبت مثل هذه الأعمال التي لن تزيدهم إلا قوة ولحمة في وجه الطغاة والمحرضين، وكلنا صامدون للدفاع بأقوالنا وأفعالنا ضد كل محتقن وحاقد على أمن وسلامة الوطن وتلاحم شعبه الوفي».
تحول كبير في تصريحات
المسؤولين السعوديين
يذكر ان جريمة المجاميع الوهابية بمهاجمة مجلس عزاء حسيني في ليلة عاشوراء في ذكرى شهادة الامام الحسين عليه السلام ،في قرية الدالوة في الاحساء ، دفع بكبار المسؤولين في السعودية وبينهم شخصيات من الاسرة الحاكمة الى الاشادة بوطنية الشيعة وانهم جزء اساسي من المجتمع السعودي الى جنب المسلمين السنة، واكدوا في ظاهرة الاولى من نوعها في نهج المسؤولين السعوديين وخاصة افرا اسرة الحاكمة ، على وحدة الشيعة والسنة في اول خطاب من نوعه لم يكن معتادا الخوض فيه في السعودية، وسط هيمنة اجواء اعلامية ومذهبية وهابية معادية للشيعة ، وفسر بعض المراقبين سبب هذا التحول ، هو ادارك السلطات السعودية والاسرة الحاكمة ، ان النظام بات على وشك ان يحصد مرارة الثمار المرة التي سمح بزراعة ” شتلاتها” في المجتمع السعودي في مختلف المجالات الدراسية والاعلامية والسياسية والدينية حيث اطلت رؤوس شياطين الفتنة الوهابية على عموم المجتمع السعودي لتشمل تكفير المالكية والزيدية والشيعة والشافعية نتيجة ترك كبار شيوخ الوهابية يحددون معالم السياسة والاعلامية والسياسية والفكرية والتربوية في السعودية .
وحذر المراقبون بان ما حدث في الاحساء من شانه ان يؤدي الى حراك شيعي قوي وانتفاضة شيعية اذا لم يتم تصحيح مسار العملية التربوية والاعلامية والسياسية والدينية في البلاد ، ومن شان احراك الشيعي ان يؤدي الى الدعوة الى انفصال المنطقة الشرقية التي تحتضن جميع ابار النفط السعودي ، واقامة دولة منفصلة عن بقية مناطق السعودية الاخرى وان كان هذا سيؤدي الى سيل من انهار الدم ، وبذات الوقت سوف لن ينحصر الامر في حدود تحرك الشيعة بل سيدفع بالزيديين والاسماعيليين في نجران وعسير وابها ومناطق اخرى من السعودية الى التحرك والمطالبة بالانفصال عن المملكة الوهابية التي حكمت البلاد بقوة الحديد والنار وبفتاوى تكفير غير الوهابية من اتباع كافة المذاهب الاسلامية الاخرى ومن بينها المالكية المغلوبين على امرهم ايضا والمتشرين في جدة ومكة.
