تعرّض الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي يتولى رئاسة بلدية برلين منذ أكثر من 20 عاما، لهزيمة كبيرة الأحد في الانتخابات المحلية بالعاصمة، إذ تقدَّم عليه المحافظون بحسب تقديرات قنوات التلفزة.
وتصدّر الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، نتائج انتخابات البرلمان المحلي للعاصمة الألمانية، بنيله 28% من الأصوات، مقابل نحو 18% للاشتراكيين الديمقراطيين، في أسوأ نتيجة لهؤلاء منذ الحرب العالمية الثانية، وفق الأرقام الأولى لقناتي “إيه آر دي” و”زد دي إف”.
وتعد خسارة برلين نكسة لحرب شولتز في انتخابات محلية تكتسي برمزية كبيرة في العاصمة، بعدما تفوقت عليه المعارضة المحافظة، حيث إنها المرة الأولى منذ 22 عاما التي يتصدّر فيها الاتحاد الديمقراطي المسيحي نتائج الانتخابات في برلين متقدما على الاشتراكيين الديمقراطيين.
وتتزامن الهزيمة الانتخابية التي لحقت بالحزب محليا مع انتقادات توجّه على مستوى البلاد لشولتز على خلفية تلكئه في دعم أوكرانيا عسكريا، كما تأتي الهزيمة في توقيت تواجه فيه ألمانيا معدّل تضخّم مرتفعا، مع تخوّف قسم من الرأي العام الألماني من الأعداد الكبيرة للمهاجرين في البلاد، خصوصا أولئك الذين أتوا من أوكرانيا.
يشار إلى أن هذا ما كانت التوقعات الأولية للقناتين الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني أظهرته قبل وقت قصير من مساء اليوم الأحد، حيث أوضحت هذه التوقعات أن الحزب المسيحي حقق تقدما ملحوظا على حزب المستشار أولاف شولتز الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر اللذين احتلا بالتساوي المركز الثاني بعد الحزب المسيحي.
وحصل حزب اليسار على ما يتراوح بين 12.6% و13%، وحصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 9%.
وأشارت هذه التوقعات إلى احتمال خروج الحزب الديمقراطي الحر -الشريك في الائتلاف الحاكم على المستوى الاتحادي- من البرلمان، إذ من المتوقع أن يحصل على ما يتراوح بين 4.5% و5%.
وبهذه النتائج، ستتغير الأوضاع السياسية في ولاية برلين التي يحكمها منذ عام 2016 ائتلاف يتكون من حزب شولتز الاشتراكي وحزب الخضر وحزب اليسار، وجددت الأحزاب الثلاثة هذا الائتلاف في ديسمبر/كانون الأول 2021 برئاسة فرانتسيسكا غيفي التي كانت تشغل منصب وزيرة الأسرة في الحكومة الاتحادية، وسيتعين على غيفي الآن أن تتخلى عن منصب رئيسة حكومة ولاية برلين في ضوء هذه النتائج.
ووصفت رئيسة البلدية المنتهية ولايتها فرانتسيسكا غيفي نتائج الانتخابات بأنها “أمسية مريرة”، مشيرة إلى “وضعية صعبة” لحزبها.