لماذا يقدم الحشد الشعبي خدماته الواسعة في القطاع المدني وما هي الأهداف من وراء ذلك

اكد المحلل السياسي والمدير العام لشبكة الاعلام العراقي السيد حسن الموسوي ردا عن أسئلة تتعلق بدور الحشد الشعبي في تقديم الخدمات وانشاء المشاريع في القطاع المدني والاهداف من وراء ذلك : ان الدور الذي يقوم به الحشد اشعبي في المساهمة في إقامة المشاريع وتقديم الخدمات في المجال المدني في العراق يفوق ما تقوم به بعدض الوزارات الأخرى ٫ مشيرا الى ان مساهمة الحشد الشعبي الفعالة في احتواء خطر الفيضانات التي هدد حقول نفط مجنون لوحدها منع حدوث كارثة اقتصادية وبيئية في العراق كانت تكلف العراق حسب المختصين بشؤون النفط نحو ثمانية مليارات دولارات ٫ ووهو مبلغ كبير يعادل قيمة مايصرفه العراق لتامين مفردات اللطاقة التموينية للشعب العراقي بأكثر من اربع مرات ٫ حيث تبلغ قيمة الميزانية المالية المخصصة لشراء المواد الغذائية وتامينها في البطاقة التموينة مليار وثمنمائة مليون دولار .
وعن أسباب شروع قوات الحشد الشعبي بتقديم الخدمات في القطاع المدني قال المحلل السياسي حسن الموسوي : يخطى من يظن ان الحشد الشعبي شرع بتقديم الخدمات وإقامة المشاريع المدنية للشعب الان عام ٢٠١٩ في تسخير امكانته الهندسية في احتواء خطر الفيضانات ٫ وذلك ان الشهيد أبو مهدي المهندس كان قد حرص اثناء عمليات تحرير المدن والمناطق الأخرى من سيطرة داعش ٫ بالتوصية بإصلاح مشاريع المياه والكهرباء وإعادة اعمار المستشفيات والمستوصفات ومحطات الكهرباء والمياه التي تعرضت للتخريب على يد داعش الإرهابي ومن هناك من بدء عمليات التحرير في حزيران عام ٢٠١٤ بالانطلاق لفتح الطريق نحو سامراء في صلاح الدين حرص الحشد الشعبي وباومر مباشرة من الشهيد أبو مهدي المهندس بإصلاح خطوط الكهرباء وتاهيل محطات المياه الصالحة للشرب ٫ بل وشارك الحشد الشعبي بإصلاح مئات المكائن والعربات الزراعية للمزارعين في صلاح الدين ونينوى والانبار بعد عمليات التحرير ٫ ولك ذلك وفر على ميرانية العراق مليارات الدولارات ووفر هذه الخدمات في البنى التحتية التي كان يفترض ان تقوم بها الوزرارت ولكن بسبب ظروف ومخاطر الحرب نجح الحشد الشعبي في تنفيذها ٫ ولم يستطع الجيش العراقي تقديم مثل هذه الخدمات لاسباب عديدة اهمخا عدم وجود مثل هذا التوجه في الاتصال مع المدنيين وتامين الخدمات لهم ٫ وهو على العكس مما اهتم به القائد الشهيد أبو مهدي المهندس .
واضرب مثالا على ذلك : في عمليات تحرير الطريق الى سامراء واثناء عمليات تحرير تكريت لاحقا في مارس عام ٢٠١٥ ساهم الحشد الشعبي في اصلاح عشرات المكائن الضخمة التي تعمل على سقي عشرات الالاف من الدونمات الزراعية وكانت قد تعرضت للاعطال والضرر بسبب عمليات تخريب نفذها داعش الإرهابي للاضرار بالزراعة في العراق ٫ وكان الوقت يصادف الموسم الزراعي للمحاصيل الزراعية والقمح ٫ فساهمت عمليات الإصلاح ورغم ظروف الحرب الصعبة في حماسة مئات الالاف من الدونمات الزراعية في حماية المحاصيل من التلفف بسبب الحر وحاجتها للسقي فتم تخصيص كوادر هندسية عملت ليلا ونهارا لاصلاح تلك المكائن .
وعن الاهداف التي تقف وراء هذا التوجه عند الحشد الشعبي لتقديم الخدمات وإعادة تاهيل الطرق وانشاء المستوصفات والمستشفيات والمشاركة في مواجهة خطر فيروس داعش بانشاء مستشفيات متخصصة وانشاء مصانع لتامين قناني الاوكسجين للمرضٍى قال الموسوي :
لاشك ان النظر الى هذه الخدمات بمنظور التحليل السياسي العلمي المجرد ٫ لا يمكن الا القول بان الهدف من ذلك هو سعي الحشد الشعبي الى توسيع دائرة التايدد الشعبي له في المناطق الشيعية والسنية من العراق على السواء .
وأيضا اذا ناقشنا وبمنظور سياسي الأهداف التي يرمي الى تحقيقها الحشد الشعبي من وراء تقديم هذه الخدمات ٫ فاننا لانخرج الا بنتيجة واحدة وهو السعي لتحقيق قاعدة شعبية واسعة تساعده في تحقيق مكاسب سياسية في العراق وهو ما تحقق بالفعل فكان فوز تحالف الفتح في الانتخابات في مايو – ايار 2018 نتيجة طبيعية حيث انبثق هذا التحالف من القاعدة الشعبية للحشد الشعبي٬٫ ولكن أرى شخصيا ان الأهداف الحقيقية وراء تخصيص الشهيد أبو مهدي المهندس وقيادات الحشد الشعبي لجزء غير قليل من وقته وامكانته في هذا المجال المدني ٫ هو عاملان اساسيان الأول ٫ موقف انساني يتعاطف مع ضحايا داعش الإرهابي ٫ ويتعاطف مع المدنيين من أبناء الشعب العراقي الذين يدفعون ثمنا باهضا في قلة الخدمات وسوء الخدمات بسبب استشراء حالة الفساد المالي والإداري في البلاد ٫ فاغلب مناقصات المشاريع خاضعة لنفوذ الأحزاب السياسية وخاضعة للحصول على العمولات المالية الكبيرة ٫ بالإضافة الى غياب الرقابة الحكومية الصارمة لوجود فساد اداري كبير في عمل المؤسسات الحكومية ٫ وهو ما ينتج عنها سوء تقديم الخدمات وعدم تحقق بناء حقيقي لمشاريع البنى التحتية .
والعامل الاخر ٫ هو ان الحشد الشعبي انما في اغلبيته هم من أبناء العوائل الفقيرة ومن أبناء المناطق المحرومة ٫ ووجود هذه القاعدة الواسعة من أبناء المناطق الفقيرة في الحشد الشعبي ٫ قلص المسافة بين وصول هموم ومشاكل مناطقهم الى قيادات لها القدرة على حليها بإمكانات الحشد الشعبي وهذا هو ماقد حصل بالفعل .
اما عن اثار هذه الخدمات فقال المحلل السياسي الموسوي : بالتأكيد ان القرب الى هموم الشعب يعني امتلاك قلوبهم والحصول على حبهم وتعاطفهم ٫ وهو ما يصطلح عليه في العلوم السياسية ” بناء القاعدة الشعبية الواسعة ” كي تتبني اهداف ما يتبناه الحشد الشعبي ٫ فاذا رفع الحشد الشعبي شعارات معاداة الولايات المتحدة فان هذه القاعدة الشعبية ستتوافق معه ٫ واذا ما اعلن عن عدائه لإسرائيل او السعودية فان هذه القاعدة الشعبية ستتعاطف مع هذا الشعار ٫ و اذا ما رفع شعار فلسطين وتحرير الاقصى والقدس فان هذه القاعدة الشعبية ستتبنى أيضا هذا الشعار واذا ما أشاد الحشد الشعبي بدور ايران ودعمها للحشد الشعبي والعراق في مواجهة إرهاب داعش ٫ فان هذه القاعدة الشعبية لن تكون بعيدة أيضا عن الإشادة بمواقف ايران ودورها في الدفاع عن العراقيين ضد إرهاب داعش . وعندما يشاهدون القائد سليماني مع أبو قائدهم أبو مهدي المهندس ومع قادة الحشد الشعبي فان القاعدة الشعبية ستتعاطف مع هذه العلاقة وسينظرون للقائد الشهيد سليماني نظرة المنقذ والصديق للعراق والعراقيين .

المصدر : شبكة الاعلام العراقي