احيا الايرانيون اليوم الجمعة الذكرى الثالثةَ والاربعين لانتصارِ الثورةِ الاسلامية مع مراعاةِ التوصياتِ الصحيةِ للوقايةِ من فيروس كوفيد تسعةَ عشرَ فيما دوت في سماء المدن الايرانية هتافات الله اكبر والموت لامريكا والموت لاسرائيل.
وانطلقت مسيراتٌ بالسياراتِ والدراجاتِ النارية في اغلبِ مراكزِ المحافظاتِ ومن بينها العاصمةُ طهران، كما خرجت مسيراتٌ راجلة في المحافظاتِ التي لا تشهدُ انتشاراً لفيروس كورونا.
وشهدت طهرانُ قيامَ المظليين بعروضٍ جويةٍ والقاءَ البالوناتِ والاوراقِ الملونةِ من برجِ ‘آزادي’ بالاضافةِ الى القاءِ المروحياتِ للورودِ على المشاركين في المسيرات.
هذا قام اكثرَ من ستةِ الاف مراسلٍ ومصورٍ ايراني بتغطيةِ مراسمِ الاحتفالِ في مختلفِ انحاء البلاد بالاضافة الى مشاركة نحو مئتي مراسلٍ ومصورٍ اجنبي بتغطية مرسم الاحتفال ٍ.
وقال عضو لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الايراني فدا حسين مالكي: ان الثورة الاسلامية اوجدت تحولا اساسيا في العالم الاسلامي.
واضاف مالكي: ان جناحي الثورة الاسلامية الجيش الايراني وحرس الثورة الاسلامية جعلا ايران تقف على قدميها، وعلى الامريكان ان يدركوا ان مرحلة “اضرب واهرب” قد ولت. كما شدد مالكي على ان ايران بلد مستقل وهي تتواصل مع حلفائها.
وقال الباحث السياسي رياض ساجد إن الثورة الاسلامية في ايران كانت الثورة الشعبية الوحيدة في المنطقة موضحا ، أن الثورة الاسلامية في ايران كانت خالية من العنف تماما، وانها ثورة شعبية بامتياز.
وحول شخصية الامام الخميني (قدس سره الشريف) قال ساجد، إن الامام الخميني الراحل قبل انتصار الثورة الاسلامية كان يقدم نفسه واسرته في مجال التضحية من اجل الثورة، وبعد انتصار الثورة الاسلامية لم يكن الامام الخميني (قدس سره الشريف) يقبل بان يتصدى احد من افراد اسرته لاي منصب.
واشار ساجد الى ان شخصية الامام الخميني الراحل تركت تاثيرا كبيرا على طلاب الجامعات العراقية آنذاك.
وقال السياسي العراقي ازهر الخفاجي ان الثورة الاسلامية ابتدعت في العصر الحاضر معادلة جديدة وهي معادلة الدولة التي تستوحي سياستها الاقتصادية والامنية وعلاقتها الدولية من هدي العقيدة الاسلامية واثبت هذه المعادلة الاستراتيجية انها قادرة ان تحقق انجازات سياسية واقتصادية وامينة يمكن وصفها بالاستثنائية اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار حجم التامر والتخطيط لاسقاط النظام الاسلامي والتي ابتدات بالعقوبات القصوى التي وصلت الى مرحلة ما اسمتها الادارة الامريكية في عهد ترامب بالعقوبات القصوى حتي العقوبات الاقتصاد دون ان تحقق شيئا للنيل من عزيمة قادة الجمهورية الاسلامية في تحد الضغوط والالتفاف عليها ورفض الخضوع لها .
وتزامن مع هذه العقوبات يقول السياسي العراقي مشاريع لزعزعة الامن والاستقرار في البلاد منذ الايام الاولى لانتصار الثورة الاسلامية وحتى الان شاركت فيها اخطر اجهز المخابرات العالمية وفي مقدمتها المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية بالاضافة الى الموساد الاسرائيلي بخلاف ما شكلته دول الخليج من دور خطير للنيل من امن واستقرار الجمهورية الاسلامية وفي مقدمتها السعودية والامارات ابتدات بتحريض الطاغية صدام على شن حرب ظالمة ضد ايران استمرت ثمان سنوات ٫ واستخدمت كل هذه الدول المعادبة لايران عصابات مجاهدي خلق لاغتيال قادة الثورة الاسلامية وزعمائها الروحيين والسياسيين ونجحت تلك المجاميع الارهابية في اغتيال اعداد كبيرة منهم ومنهما رئيس الجمهورية رجائي ورئيس الوزراء باهنر وتفجير مقر الحزب الاسلامي في طهران و الذي ادى الى استشهاد اكثر من سبعين من قادة وعلماء الثورة الاسلامية واستمرت هذه المحاولات باغتيال اعداد كبيرة من ائمة صلاة الجمعة في العديد من المدن الايرانية كل هذه المخططات الاجرامية التي وقفت وراءها اجهزة المخابرات الغربية والخليجية والكيان الاسرائيلي لم تنل من صمود وتنام قوة الثورة اللاسلامية وازدادت منعة وتاثيرا وتحديا وتمكنت من تغيير معادلات اقليمية ارادت الولايات المتحدة وحليفها الكيان الاسرائيلي تثبيتها في المنطقة ولكن الجمهورية الاسلامية كسرت ثوابت المعادلة العدوانية لهذا المحور فدعمت المقاومة في لبنان فامسي حزب الله معادلة استراتيجية ترعب الكيان الاسرائيلي بمءات الالاف من الصواريخ ٫ كما قدمت الدعم لفصائل المقاومة في غزة لتشكل هذه الفصائل قوة ردع صاروخي ترعب الكيان الاسرائيلي كما افشلت مشروع داعش والجماعات الارهابية الوهابية في سوريا وانقذت سوريا والعراق ولبنان من التقسيم ومنعت قيام امارات وهابية اسرائيلية فيهما .
واضاف السياسي العراقي ازهر الخفاجي : ان ايران وهي تحيي الذكرى السنوية الثالثة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية استذكرت من جديد فقيدها القائد البطل الحاج قاسم سليماني الذي يعود اليه الفضل في تحقيق مزيد من النجاحات في تحطيم المشاريع الاميركية والبريطانية الاسرائيلية في المنطقة ٫ وشدد الخفاجي على ان اي محلل سياسي وكذلك اي مركز للدراسات الاستراتيجية لايمكن ان يتناول الانتصارات التي حققتها الثورة الاسلامية في تحطيم مشاريع امريكية وبريطانية والاسرائيلية في المنطقة وهزيمتها دون ان يتم تناول دور القائد الشهيد قاسم سليماني في تحقيق تلك المنجزات بما امتلك من مواهب وتجارب منذ ايام شبابه في التفاعل مع مبادئ الثورة الاسلامية وانخراطه في الدفاع بلاده والتصدي للحرب الظالمة التي شنها الطاغية صدام ضد ايران ٫ ولعل من ابرز النجاحات التي حققها القائد الشهيد سليماني بالاضافة الى ملاحقته لمشاريع الاستكبار واداتهم الاسرائيليين وهزيمتها في المنطقة هو ان الفقيد نجح في بناء قيادة ومفاصل فيلق القدس بحيث انها باتت تشكل قوة عسكرية ذات تاثيرات كبيرة في تجقيق نجاحات سياسية وامنية كبيرة للجمهورية الاسلامية وقوة متنامية تعد الجدار المنيع الذي يمنع اعداء الجمهورية الاسلامية من الوصول اليها اولا ومن ثم قوة ذات تاثير واقع ملموس في خنق اسرائيل بشبكة صواريخ يتم تطويرها يوما بعد يوم في كل من لبنان وسوريا وغزة واليمن وليس بعيدا ان تكون فصائل المقاومة في العراق تمتلك منظومات صواريخ متطورة غير معلنة خاصة وان الشهيد قاسم سليماني لم يكتف بتقديم السلاح والمدفعية والصواريخ للحشد الشعبي من تاسيسه عام ٢٠١٤ بل وقدم هذه القدرات لفصائل المقاومة في العراق ايضا،