أخبار عاجلة
الرئيسية / الولايات المتحدة / ادارة ترامب / القائد الشهيد سليماني بعد عامين من الجريمة الامريكية باغتياله … سليماني الشهيد عامل قوة في تطوير المعادلات الاستراتيجية لمحور المقاومة

القائد الشهيد سليماني بعد عامين من الجريمة الامريكية باغتياله … سليماني الشهيد عامل قوة في تطوير المعادلات الاستراتيجية لمحور المقاومة

عامان مرّا على استشهاد قائد فيلق القدس في حرس الثورة الاسلامية الفریق الحاج قاسم سليماني منذ ان استهدفته طائرتان مسيرتان تابعتين للجيش الامريكي في طريق مطار بغداد الدولي ٫ وذلك بامر مباشر من الرئيس الامريكي السابق ترامب وتحريض من اسرائيل وكل من النظامين السعودي والاماراتي ٫

ومازال العراقيون والايرانيون ومئات الملايين من شعوب العالم يتذكرون تلك العملية الارهابية بعدما استهدفت صواريخ الطائرتين المسيرتين موكب القائد الشهيد سليماني في طريق مطار بغداد ٫ حيث استشهد معه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج ابو مهدي المهندس وثمانية من المرافقين لهما في الثالث من كانون الثاني عام ٢٠٢٠ .
منذ ذلك الوقت ما زالت تداعيات هذا العملية الارهابية تمر ثقيلة على الأميركيين والصهاينة الذين شاركوا في اغتياله، ليس بسبب تنفيذهم للجريمة، فهم اعتادوا على تنفيذ الجرائم ومخالفة القوانين الدولية والانسانية وقوانين الحرب، وانما ادت عملية الاغتيال الى ترسيخ ثقافة المقاومة في شعوب المنطقة من عشاق سليماني والمهندس وبات محور المقاومة اكثر رسوخا وثباتا وقوة ٫ حيث ادت شهادة القائدين سليماني والمهندس الى رفع شعار : اخراج القوات الامريكية من المنطقة.
استطاع الحاج الشهيد قاسم سليماني تحقيق أهداف عظيمة بمواجهة هؤلاء القتلة خلال مسيرته الطويلة المشبعة بالقتال وبالمعارك وبإدارة مناورات محور المقاومة (حيث كان الحاج قاسم سليماني المحرك الرئيس لعمل محور المقاومة في آخر سنوات حياته حتى الاستشهاد). وما كان مقدّرًا ومنتظرًا أن يحققه من أهداف أخرى كانت تشكل لهؤلاء القتلة هواجس وكوابيس أرادوا التخلص منها عبر اغتياله، والان ومنذ سنتين بعد اغتياله اكتشفوا أنها تضاعفت بعد اغتياله، وأصبحت أكثر ايلامًا وتاثيرًا وخطورة عليهم.. فما هو سر استمرار مسيرة ومدرسة الحاج قاسم سليماني الجهادية وتطورها أكثر وأكثر بعد استشهاده؟ وما هي القدرات التي تميز بها وكانت أساس هذا الاستمرار والتطور؟
كان الحاج الشهيد قاسم سليماني ومن خلال متابعة مسيرته العسكرية الجهادية، منذ بداياتها كضابط آمر وحدة قتال صغيرة في الحرب البعثیة المفروضة على ايران، وحتى استشهاده في العراق حيث كان قائدًا عسكريًا لفيلق القدس ومنسقًا ومديرًا رئيسًا لوحدات محور المقاومة، حيث يجمع كل امكانيات القائد العسكري بمختلف مستويات القتال والمعرفة، فكان ذلك القائد البارع في القتال الفردي الذي مارسه على جبهات القتال المتقاربه والمواجهة المباشرة، وذلك القائد الذي نجح في فهم وإدارة أسس المواجهة المباشرة بمختلف مستويات القتال، داعما اياها بجولاته الميدانية على جبهات المواجهة وبشكل مباشر مع العدو، ومن خلال تواصله المباشر مع مقاتلي محور المقاومة على تلك الجبهات، حيث كان يعيش ويتأقلم مع كل مهمة ودور مع المقاتلين او آمري الوحدات الصغيرة والكبيرة.
بنفس الوقت، الحاج الشهيد كان ذلك القائد الاستراتيجي في نظرته وفهمه للمعطيات الاقليمية والدولية لمعركة مواجهة الإرهاب. صقلت هذه الشخصية القيادية، خبرته في إدارة وتنسيق المعركة العسكرية الميدانية على الارض، وخبرته في إدارة وتنسيق مناورة ترجمة الأهداف الإستراتيجية على مسار تنفيذ الأعمال القتالية، فبرع في اختيار النقاط الحساسة والنقاط المؤثرة في كل المواجهات الفاصلة التي خاضها محور المقاومة، في سوريا في القصير، وفي حلب المدينة، وفي أرياف حلب، على طريق أثريا – خناصر، وفي تدمر، حيث جهد لفك ارتباطها مع القلمون الغربي وصولا الى سلسلة لبنان الشرقية. وأيضًا أعطى تركيزًا لافتًا لجبهة البوكمال في سوريا وامتدادًا الى القائم في العراق، بعد أن رأى من خلال حدسه الاستراتيجي الدقيق، أهمية خلق ذلك الارتباط بين وحدات محور المقاومة في تلك المنطقة، وبنفس الوقت، أهمية وضرورة فك ارتباط “داعش” بين سوريا والعراق انطلاقًا من تلك الجبهة، فكان القائد سليماني ذا الرؤية البعيدة، أكثر من فهم أهمية وحساسية تثبيت وحماية وتأمين الحدود السورية مع لبنان والحدود السورية مع العراق.
من هنا، ظهر البعد الإستراتيجي في نظرته العميقة للميدان الواسع في الصراع، في جميع الساحات التي تدخل فيها محور المقاومة، والتي انخرط فيها المحور في أصعب المواجهات ضد قوى اقليمية ودولية قادرة ومتمكنة، وأيضًا، من خلال ما يملك من بعد واسع وعميق، استطاع اختيار النقاط أو المواقع التكتية المؤثرة في تمتين وحماية ميدان المواجهة والدفاع عنه أولًا، ومن ثم التأسيس لانطلاقة الهجوم عبر خلق قواعد انطلاق المهاجمة والتقدم وتحري المناطق التي كانت محتلة من قبل الارهاب.
أيضًا، في فهمه للبعد القومي والوطني لأهمية حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، كان يملك – بمواجهة العدو الاسرائيلي – رؤية خلاقة لما يجب أن يتم العمل عليه كمحور مقاومة واسع، ولما يجب أن تخطط وتحضر له المقاومة الفلسطينية في غزة، والمقاومة اللبنانية (حزب الله) أيضًا، حيث ميدان المواجهة المباشرة مع العدو. فكان من خلال هذه الرؤية، القائد أو المخطط الملهم لتطوير أسس المقاومة من قطاع غزة ومن جنوب لبنان. وكان له الباع الأول في دعم جميع الفصائل الفلسطينية، والتي أثبتت أيضًا أنها جاهزة لقتال الصهاينة المحتلين، وبفضل بصماته الخالدة، حيث كان من أوائل المساهمين في تطوير أسس المواجهة تلك، وكانت التداعيات الكارثية لمعركة سيف القدس على “اسرائيل”، وهي تداعيات كسرت غطرسة وقدرات الصهاينة، الذين يعيشون اليوم الهاجس الأخطر والتحدي الأكثر تأثيرًا وحساسية في معركة احتلالهم للأراضي الفلسطينية والعربية.
من هنا، يمكن القول إن هذه القدرات التي امتلكها الحاج الشهيد قاسم سليماني في المعركة والميدان وفي إدارة عناصر الصراع والمواجهة ضد العدو الصهيوني – الأميركي من جهة، والارهابي المرتبط ارتباطًا وثيقًا باستراتيجية المناورة الصهيونية – الأميركية من جهة أخرى، كانت من الأسباب الرئيسة التي دفعت بالأميركيين لاتخاذ قرار اغتياله، رغم خطورة هذا القرار وحساسيته وأبعاده التي كانت تحمل امكانية كبرى لمواجهة واسعة في كل المنطقة وغرب آسيا، بين الخليج واليمن وفلسطين المحتلة ولبنان والعراق وسوريا.
ولكن يبقى السبب الأساس الذي دفعهم لاتخاذ قرار اغتيال الشهيد قاسم سليماني هو “مدرسة قاسم سليماني” التي قامت على أسس حتمية وجوب مواجهة ومقاومة الأعداء والمحتلين مهما كانت قدراتهم وامكانياتهم، هذه المدرسة التي نشأت وتمددت وثبتت واستطاعت كسر المحرمات التي اعتقد الأميركيون وحلفاؤهم وخاصة الصهاينة، أنها ثابتة وأنه لن يجرؤ أحد على كسرها أو مواجهتها، والتي ينتظرها اليوم الاستحقاق الأقرب وهو فرض الانسحاب الأميركي من العراق، لأن هذا الاحتلال يجب أن ينتهي مهما كلف الأمر، ولأنه أيضًا، أصبح وعدًا مقدسًا لمحور المقاومة، بأن انهاء الاحتلال الأميركي للعراق سيكون حتمًا من نتائج اغتيال الحاج سليماني ورفيقه الحاج أبو مهدي المهندس.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

القائد محمد الضيف يدعو الامة الى الزحف نحو فلسطين والمشاركة في تحرير الاقصى

وجه قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف، كلمة للأمة الإسلامية هي الثانية منذ السابع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *