أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / تنظيم ولاية خراسان” الداعشية .. الجذور والرعاية والخارطة الجغرافية التي تخطط لاستهدافها بعملياتها الارهابية

تنظيم ولاية خراسان” الداعشية .. الجذور والرعاية والخارطة الجغرافية التي تخطط لاستهدافها بعملياتها الارهابية

عندما تأسس تنظيم داعش الوهابي الارهابي وأعلن خلافته ونصب التنظيم، رئيسه أبوبكر البغدادي بما اسماه خليفة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، أعلن التنظيم عن “ولاية خراسان” كجزء من المناطق التي يرنو إلى بسط حكمه عليها.

وأنشأ داعش الوهابي الارهابي لهذه الغاية فرعا تابعا له يتخذ من أرض باكستان وأفغانستان معقلا له ومكانا لممارسة نشاطه، وأعلن تنظيم داعش عن تشكل هذا الفرع في يناير 2015 وعين حافظ سعيد خان أميراً له، وبالرغم من أن معظم أراضي خراسان التاريخية تقع شرق إيران إلا أن الجزء الإيراني لم يشهد أي تحرك ضد السلطات الإيرانية من قبل داعش.

أين هي خراسان الكبرى ؟
خراسان الكبرى،هي منطقة جغرافية مترامية الأطراف، ومن الناحية التاريخية تشمل إقليم “خراسان” الخاضع للخلافة الأموية ثم بشكل أوسع للخلافة العباسية.
ويبدأ الإقليم من شرق إيران ويضم 3 محافظات ويمتد إلى شمال غربي أفغانستان عبر هرات وأجزاء من جنوب جمهورية تركمانستان، بالإضافة إلى جمهورية طاجيكستان وولايتي سمرقند وبخارا في جمهورية أوزبكستان.

جماعة “خراسان”

للتوضيح هناك جماعة تابعة للقاعدة تعرف باسم “جماعة خراسان” وهي تتألف من كبار أعضاء تنظيم القاعدة الذين ينشطون في الوقت الراهن في سوريا وهي تتألف من عدد صغير من المقاتلين الذين يقدر عددهم بالعشرات وثمة تنسيق مستمر بين الجماعة وجبهة النصرة التابعة لها، وهو تنظيم القاعدة في سوريا.
ويبدو أن “جماعة خراسان” تختلف عن “داعش خراسان”، خلافا لبعض التقارير الاستخباراتية.

فما هي “ولاية خراسان”؟

إن جماعة “ولاية خراسان” في الواقع تتبع تنظيم داعش وهي فرع محلي له يعمل في أفغانستان وباكستان.وتعتبر هذه المجموعة من أكثر الجماعات تطرفا وعنفا بين المسلحين الموجودين في أفغانستان.
وتشكلت الجماعة في يناير 2015، عندما كان داعش في أوج سطوته في العراق وسوريا، وكان يحلم بالسيطرة على جغرافيا المناطق التي ذكرها في خارطته المزعومة، وذلك قبل الإطاحة بالتنظيم من قبل الولايات المتحدة وحلفائها.
ويتم تجنيد عناصر في “داعش خراسان”، من بين المتشددين الأفغان والباكستانيين، وخاصة من بين أعضاء طالبان السابقين الذين لا يعتبرون تنظيمهم متطرفا بما فيه الكفاية.
ويذكر فرانك غاردنر في مقال كتبه لـ”بي بي سي”، أنه تم إلقاء اللوم على جماعة “ولاية خراسان” في بعض أسوأ الجرائم في السنوات الأخيرة في أفغانستان، من قبيل استهداف مدارس الفتيات والمستشفيات والاحباء والمناسبات الشيعية، وحتى مهاجمة جناح الولادة وقتل النساء الحوامل والممرضات.
وعلى عكس طالبان التي تقتصر أهدافها على أفغانستان، فإن الجماعة المذكورة تعتبر نفسها امتدادا لشبكة داعش العالمية، التي تسعى إلى مهاجمة أهداف غربية ودولية وإنسانية محلية، كلما سمحت الظروف بذلك.
وفي أفغانستان يتمركز أعضاء المجموعة في إقليم ننغرهار بشرق أفغانستان، بمحاذاة طرق تهريب المخدرات والبشر من وإلى باكستان.
ويؤكد غاردنر على أنه كان لدى الجماعة حوالي 3000 عضو في أوج قوتها، لكنها تعرضت لخسائر كبيرة إثر اشتباكات مع الجيش الأمبركي وقوات الأمن الأفغانية، وكذلك مع قوات طالبان أيضا.
من الضرورة بمكان الإشارة إلى أن جماعة طالبان تتكون من مجموعات مختلفة والأمر الذي كان يوحدها مواجهتها للقوات الغربية والأميركية في أفغانستان وإحدى هذه المجموعات المكونة لطالبان، والتي تعد أكثر تطرفا ومتهمة بتنفيذ معظم العمليات الإرهابية في أفغانستان هي “شبكة حقاني” التي على علاقة بـ”داعش خراسان” وعليه يمكن القول بأنها مرتبطة بطالبان عبر حلقة الوصل وهي “شبكة حقاني”.
ولهذا يرى الباحثون في الشأن الأفغاني أن “جماعة خراسان” لها علاقات قوية بشبكة حقاني، وبالتالي لها علاقات وثيقة مع طالبان أيضا، خاصة أن الشخص المسؤول عن الأمن في كابل هو خليل حقاني، والذي سبق وأن حددت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لرأسه.

شبكه حقاني حلقة الوصل بين الإخوة الأعداء

لا يوجد خلاف جوهري من الناحية العقائدية بين أعضاء طالبان وداعش والقاعدة، ومعظم الخلافات تدور حول التكيتيكات للوصول إلى الأهداف، لذا ليس بعيدا لو أطلقنا عليهم “الإخوة الأعداء”. وإلى ذلك فإن علاقة شبكة حقاني الطالبانية مع داعش لا تثير استغراب المتابعين للشأن الأفغاني.
وعندما اجتمع كبار قادة طالبان في كابل السبت 21 أغسطس 2021 لمناقشة تشكيل حكومة أفغانية جديدة، حضر ممثل لشبكة حقاني، التي كانت قد تأسست بواسطة جلال الدين حقاني، الذي ساهم في الحرب ضد الجيش الأحمر في ثمانينيات القرن الماضي في أفغانستان، وحظي وقتها بدعم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) وباكستان ضمن خطة مد “المجاهدين” بالأسلحة والأموال.
وبعد انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، أقام جلال الدين حقاني علاقات مع جهاديين عرب من بينهم أسامة بن لادن وتحالف فيما بعد مع طالبان خلال سيطرتها على أفغانستان في 1996 وشغل منصب وزير حتى الإطاحة بحركة طالبان خلال الغزو الأميركي في 2001، وتوفى جلال الدين حقاني في 2018، ثم تولى نجله سراج الدين الزعامة، وأصبح الأخير نائب رئيس طالبان في 2015.
والشقيق الأصغر لسراج الدين، أنس حقاني، أمضى عقوبة سجن وحكمت عليه الحكومة الأفغانية السابقة بالإعدام، وأجرى مؤخرا بعد سقوط كابل، محادثات مع الرئيس السابق حامد كرزاي ونائب الرئيس السابق عبدالله عبدالله.
هذه الشبكة تأخذ قراراتها بشكل مستقل عن حركة طالبان، نظرا لاستقلالها المالي وتمتعها بمقاتلين شرسين مدربين بشكل جيد، ومعقل الجماعة في شرق أفغانستان الجبلية الوعرة على طول الحدود في شمال غربي باكستان.

“داعش خراسان” تتهم طالبان بالتخلي عن الجهاد

وبتحول حركة طالبان التحول من مجموعة مسلحة إلى دولة خاضعة للظروف والقواعد السياسية الإقليمية والدولية، ازداد الهوة بينها وبين الجماعات الارهابية التي خارطة عملها لا تختزل في أفغانستان وعلى رأسها تنظيم داعش.
ويقول الدكتور سيجان غوهيل، عضو مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، الذي يراقب الجماعات المسلحة في أفغانستان منذ عدة سنوات، إنه “تم تنفيذ عدة هجمات كبيرة بين عامي 2019 و 2021 بالتعاون مع جماعة خراسان وشبكة حقاني وطالبان وجماعات إرهابية أخرى متمركزة في باكستان”.
وعندما استولت طالبان على كابل في 15 أغسطس، فتحت أبواب سجن “بُل تشرخي” وأطلقت سراح عدد كبير من المدانين، بمن فيهم أولئك الذين يُزعم أنهم ينتمون إلى داعش والقاعدة، وهؤلاء الناس يتجولون الآن بحرية كاملة في أفغانستان.
ويضيف: “لكن جماعة خراسان لديها أيضا خلافات كبيرة مع طالبان، حيث تتهمها بالتخلي عن الجهاد، وتقول إن حركة طالبان فضلت السلام في الدوحة والجلوس إلى طاولة المفاوضات في “الفنادق الفخمة”.
وإلى ذلك تشكل المجاميع الارهابية لداعش في الوقت الراهن تحديا كبيرا لحكومة طالبان من كافة النواحي وخاصة من الناحية التنظيمية الداخلية لطالبان بسبب وجود “شبكة حقاني” في الحركة وعلاقاتها بـ”داعش خراسان”.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

مسؤول أمني : الهجوم على قاعدة كالسو في محافظة بابل تم بقصف صاروخي

قال رئيس اللجنة الأمنية بمحافظة بابل مهند العنزي إن الانفجارات التي وقعت في قاعدة كالسو …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *