أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار العالم / اوباما يسعى الى تشكيل تحالف بغطاء اسلامي لمحاربة داعش وامامه فرصة لاعادة تشكيل ملامح قيادية اميركية في العالم

اوباما يسعى الى تشكيل تحالف بغطاء اسلامي لمحاربة داعش وامامه فرصة لاعادة تشكيل ملامح قيادية اميركية في العالم

قال الكاتب الاميركي ديفيد اغناطيوس معلقا على الاهداف التي يرمي اليها الرئيس اوباما من خلال تحشيد دول عريية واسلامية تحت عنوان مكافحة الارهاب :لا شك ان الرئيس اوباما لا يبحث عن حرب اخرى في الشرق الاوسط فقد تكبد الكثير من العناء والالم من قبل كي يتجنب مثل هذه الحرب، لكن عندما وقف ليتحدث الى الشعب الامريكي ليلة الاربعاء الماضي، لم يكن لديه اي خيار سوى الرد «بقوة وتصميم» على بربرية الدولة الاسلامية التي تخرّب وتدمر العراق وسورية.

والحقيقة ان قرار اوباما محاربة هذه الدولة يوفر له الآن فرصة لإعادة تشكيله ملامح قيادة الولايات المتحدة في العالم بل وملامح رئاسته ايضا عقب تزايد الشكوك في الداخل والخارج حول ما اذا كان لديه اي استعداد فعلا للقتل من اجل شيء ما.
لكن من الواضح ان حذره الفطري تحوّل الآن بالفعل الى تأكيد بانه سيخوض هذه الحرب على نحو معقول، وذلك من خلال الشراكة مع حلفاء في المنطقة بطريقة لا تفاقم بلا داع مشكلات الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي.
ومن المفيد الاشارة هنا الى ان ستيفين هادلي مستشار شؤون الامن القومي للرئيس جورج دبليو بوش وليس من مشجعي الرئيس اوباما عادة «لكنه وصف خطاب اوباما الاخير بالجيد لانه كشف فيه الخطر وماذا سوف يفعل حياله، ولاحظ هادلي ان موقف اوباما السابق كمحارب متردد ساعده في طمأنة الامريكيين والاجانب على حد سواء بان ما يعتزم القيام به ليس حملة عنيفة (صليبية) طائشة تقوم بها الولايات المتحدة بمفردها.
يقول هادلي: سوف يشكل اوباما تحالفا وسوف يحاول ابقاء هذا التحالف متماسكا في جبهة خارجية، صحيح ان المعركة ستبقى امريكية، لكنها لن تبدو كذلك بالمطلق، وهذه نقطة قوة في الواقع، وهذا ما سيجعل الناس ايضا اقل شعورا بالقلق لان هناك من يشارك الرئيس ويحول دون انزلاقه بسبب تردده التقليدي.
ويمكن القول ان الاسبوع الماضي كان استثنائيا على نحو ملحوظ بالنسبة للبيت الابيض الذي يكافح عادة لتنفيذ سياسة خارجية نظيفة، فالتمهيد لما سيحدث كان سلسا وهادئا، اذ تم تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، وتعشى الرئيس ليلة الاثنين الماضي مع خبراء السياسة الخارجية، واطلع زعماء الكونغرس على ما ينوي القيام به ثم وجه خطابا للأمة، لذا على فريق اوباما الآن ان يحافظ على هذا الزخم، اذ كان اوباما قد تلقى انتقادات حادة على مدى العام الماضي بسبب سياسته الخارجية المتحفظة التي رأى فيها البعض دليلا على الضعف والانكفاء بالرغم من ان هدفها كان تجنب الاخطار والمجازفة.
والواقع ان بعض تلك الانتقادات كانت محقة.. اذ كان على الرئيس اوباما ان يكثف مساعدته للمعارضة السورية على نحو ابكر، وكان عليه ان يرفض سياسات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي منذ وقت طويل بسبب سياساته الاستقطابية والطائفية، فهذان الخطآن هما اللذان سمحا للدولة الاسلامية بتعزيز سخط وغضب السنة في سورية والعراق مما يعني بكلمات اخرى ان الكارثة الراهنة كان بالامكان تجنبها.
على اي حال فان تفضيل اوباما العمل من خلال الحلفاء يمكن ان يكون مفيدا الآن على الرغم من سخرية النقاد وهزئهم بمبدأ «القيادة من الخلف». فالولايات المتحدة تستطيع استخدام قوتها الجوية لإضعاف تنظيم مايعرف بالدولة الاسلامية بفضل تأييد حلفاء واشنطن في المنطقة وهم: المملكة العربية السعودية، الاردن، الامارات العربية المتحدة (وضمنيا) ايران.
بل وبمقدور الولايات المتحدة تجنب الدخول بمعركة برية رئيسية لان هناك امكانية الآن لاستخدام قوات اقليمية حليفة على الارض.

ضرورة الغطاء إلاسلامي

والحقيقة ان هذا الغطاء الاسلامي ضروري جدا اذا كانت امريكا عازمة على خوض الحملة التالية من الحرب ضد الجهاديين دون الوقوع في اخطاء العقد الماضي.
وفي هذا السياق ثمة فرصة طيبة امام الرئيس اوباما وهي ان الدولة الاسلامية توفر الآن عدوا مشتركا لخصوم سابقين مثل السعودية وايران او تركيا وكردستان العراق.
فهناك موشرات ولو ضئيلة عن تقارب بين هذه الاطراف منها زيارة نائب وزير خارجية ايران للسعودية، ومديح صحيفة موالية لحزب الله الزعيم السني البارز في لبنان سعد الحريري.
ومن هنا فمن حق اوباما ان يأمل بان يؤدي القتال المشترك ضد الدولة الاسلامية الى فتح الطريق امام حوار اقليمي يتجاوز في النهاية وتدريجيا الانقسام السني – الشيعي الذي يسمم اجواء المنطقة.

عن شبكة نهرين نت الاخبارية

شبكة نهرين نت الاخبارية.. مشوار اعلامي بدأ في 1 يونيو – حزيران عام 2002 تهتم الشبكة الاخبارية باحداث العراق والشرق الاوسط والتطورات السياسية الاخرى والاحداث العالمية ، مسيرتها الاعلامية الزاخرة بالتحليل والمتابعة ، ساهمت في تقديم مئات التقارير الخاصة عن هذه الاحداث ولاسيما عن العراق ومنطقة الخليج والشرق الاوسط ، مستقلة غير تابعة لحزب او جماعة سياسية او دينية ، معنية بتسليط الضوء على التطورات السياسية في تلك المناطق ، وتسليط الضوء على الدور الخطير للجماعات الوهابية التكفيرية وتحالف هذه الجماعات مع قوى اقليمة ودولية لتحقيق اهدافها على حساب استقرار المنطقة وامنها .

شاهد أيضاً

الرئيس الإيراني : إذا أخطأ الكيان الصهيوني مرة أخرى فليس من الواضح أنه سيبقى شئ منه

قال الرئيس الإيراني إذا أخطأ الكيان الصهيوني مرة أخرى واعتدى على الأراضي المقدسة الإيرانية، فإن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *