أكد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي أإنّ الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم الجمعة بمناسبة يوم القدس العالمي موضحا ان النظام الرأسمالي خطط لحرمان شعب فلسطين من موطن آبائه وأجداده ليقيم مكانه كيانا ارهابيا وأناسا غرباء من شذاذ الآفاق.
وتساءل السيد القائد قائلا: أي منطق أكثر سُخفاً وهزالاً من المنطق الواهي لتأسيس الكيان الصهيوني؟ وأجاب، الأوروبيون- بناء على ما يدّعون-
واضاف اية الله خامنئي: الصهاينة قد حوّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب. إسرائيل، ليست دولة، بل معسكراً إرهابياً ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى، وإن مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة.
وقال قائد الثورة الاسلامية : إنّ فلسطين حيّةٌ، وهي تواصل جهادَها، وستستطيع بعون الله في النهاية أن تهزمَ العدوَّ الخبيث. القدسُ الشريف وفلسطين كلّ فلسطين هي للشعب الفلسطيني، وستعود إليهم إن شاء الله، وما ذلك على الله بعزيز.
وتابع قائلا : إنّ الحكومات والشعوب المسلمة بأجملها تتحمّل إزاءَ القضية الفلسطينية واجباً وعليها مسؤولية، لكن محورَ هذه المجاهَدة هم الفلسطينيّون أنفسهم، وهم أربعة عشر مليوناً داخل الأرض المحتلة وخارجَها. والعزيمةُ الموحّدة لهذه الملايين من شأنها أن تحقّق إنجازاً عظيماً.
إنّ الوحدةَ اليوم هي أعظمُ سلاحِ الفلسطينيين.
وشدد اية الله خامنئي علي ان أعداءُ وحدةِ الفلسطينيين هم الكيان الصهيوني وأمريكا وبعض القوى السياسية الأخرى، ولكن هذه الوحدةَ إن لم تتصدّع من داخل المجتمع الفلسطيني فإن الأعداء الخارجيين سوف لن يكونوا قادرين على فعل شيء ٬ مضيفا إنّ محورَ هذه الوحدة يجب أن يكون الجهادُ الداخلي وعدمُ الثقة بالأعداء. والسياسات الفلسطينيّة ينبغي أن لا تعتمد على العدو الأساس للفلسطينيين أي أمركيا والإنجليز والصهاينة الخبثاء.
وقال اية الله الخامنئي : الفلسطينيون، سواء في غزة أم في القدس أم في الضفة الغربية وسواء كانوا في أراضي ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين أو في المخيّمات، يشكلون بأجمعهم جسداً واحداً، وينبغي أن يتّجهوا إلى استراتيجية التلاحم، بحيث يدافعُ كلُّ قطاعٍ عن القطاعات الأخرى، وأن يستفيدوا حينَ الضغطِ عليهم من كلّ ما لديهم من مُعدّات.
وشدد اية الله خامنئي على إنّ الأمل في النصر اليوم هو أكثر مما مضى. موازينُ القوى تغيّرت بقوّة لصالح الفلسطينينن. العدوّ الصهيوني يهبط إلى الضُعف عاماً بعد عام، وجيشُه الذي كان يقول عنه إنّه “الجيش الذي لا يُقهر” هو اليومَ بعد تجربةِ الثلاثة والثلاثين يوماً في لبنان، وتجربة الإثنين وعشرين يوماً وتجربة الأيام الثمانية في غزّة، قد تبدّل إلى “جيشٍ لن يذوقَ طعم الانتصار”. هذا الكيان المتبجّح في وضعه السياسي قد اضطُرّ خلال عامين إلى إجراء أربعةِ انتخابات، وفي وضعهِ الأمني بعد هزائمه المتلاحقةِ ورغبةِ اليهودِ المتزايدةِ في الهجرة العكسيّة يشهد فضيحةً تلو فَضيحة.
وبشان اتفاقات الخيانة التي وقعتها انظمة عربية مع الكيان الصهيوني قال اية الله خامنئي : إن الجهود المتواصلة التي بذلها هذا الكيان بمساعدة أمريكا للتطبيع مع بعض البلدان العربيّة هي ذاتها مؤشّر على ضعفِ هذا الكيان. وطبعاً سوف لا تجديه نفعاً. فإنّه أقام قبل عشرات السنين علاقات مع مصر، ولكن منذ ذلك الوقت حتّى الآن والعدوّ الصهيوني أكثر ضعفاً وأكثر تصدُّعاً. تُرى مع كلّ هذا، هل إنّ العلاقاتِ مع عددٍ من الحكوماتِ الضعيفةِ والحقيرة قادرةٌ على أن تنفعه؟! بل تلك الحكومات بدورها سوف لن تنتفعَ من هذه العلاقات، فالعدوّ الصّهيوني سوف يعيثُ فساداً في أرضهم وأموالهم وأمنهم.
وقال ابة الله خامنئي : إن العدّ التنازلي للكيان الصهيوني، وتصاعد قدرات جبهةِ المقاومة، وتزايدَ إمكاناتها الدفاعيّة والعسكريّة، وبلوغَ الاكتفاء الذاتي فصنيع الأسلحة المؤثّرة، وتصاعد الثقة بالنفس لدى المجاهدين، وانتشار الوعي الذاتي لدى الشباب واتساعَ دائرةِ المقاومة في جميع أرجاء الأرض الفلسطينيّة وخارجَها، والهبّة الأخيرة للشباب الفلسطيني دفاعاً عن المسجد الأقصى، وانعكاس أصداء جهاد الشعب الفلسطيني ومظلوميّته في آنٍ واحد لدى الرأي العام في كثير من بقاع العالم.. كلّها تُبشّر بغدٍ مُشرق.
وقا اية الله خامنئي : إن قضية فلسطين لا تزال أهم مسألة مشتركة بين الأمة الإسلامية وأكثرها تدفّقاً بالحياة. لقد خطط النظام الرأسمالي الظالم السفّاك أن يحرم شعباً من مغناه، من موطن أبائه وأجداده، ليقيم مكانه كياناً إرهابياً وأناساً غرباء من شذّاذ الأفاق
أي منطق أكثر سُخفاً وهزالاً من المنظق الواهي لتأسيس الكيان الصهيوني؟ الأوروبيون- بناء على ما يدّعون- قد ظلموا اليهود في سنوات الحرب العالمية الثانية، وعلى هذا يجب الانتقام لليهود بتشريد شعب في غرب آسيا وارتكاب مجازر رهيبة في ذلك البلد…!
هذا هو منطق الدول الغربية الذي يستندون إليه في دعمهم الجنوني الباذخ للكيان الصهيوني، وهم بذلك قد شطبوا خط البطلان على ادعاءاتهم الكاذبة بأجمعها بشأن الديموقراطية وحقوق الإنسان. وهذه هي قصة سبعين سنة من المأساة المضحكة المبكية، ولا تزال مستمرة، ويُضاف إليها بين آونة وأخرى فصلاً جديداً.
واضاف اية الله الخامنئي : الصهاينة قد حوّلوا فلسطين المغتصبة منذ البداية إلى قاعدة للإرهاب. إسرائيل، ليست دولة، بل معسكراً إرهابياً ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى، وإن مكافحة هذا الكيان السفّاك، هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامّة.
وقال اية الله حامنئي : إنّ وضع العالم الإسلامي اليوم ليس كما كان عليه آنذاك؛ ولا بدّ أن نضع هذه الحقيقة نصب أعيننا دائماً. لقد تغيّرت موازين القوى اليوم لصالح العالم الإسلامي، فالحوادث السياسية والاجتماعية المختلفة في أوروبا وأمريكا قد كشفت وعرّت أمام شعوب العالم ما يعانيه الغرب من ألوان الضعف وأنواع الخلل العميقة البنيويّة منها والإدارية والأخلاقية. قضايا الانتخابات في أمريكا، والتجربة المفنضحة لللإدارة المتبجحة والمتكبرة فيها، وهكذا المواجهة الفاشلة خلال عام تجاه جائحة كورونا في أمريكا وأوروبا وتداعياتها المُخجلة، والفوضى السياسية والاجتماعية الأخيرة في أهم البلدان الأوروبية. كلّ ذلك مؤشر على ما يعانيه معسكر الغرب من هبوط وأفول.
ومن جهة أخرى، النمو المتزايد لقوى المقاومة في أكثر المناطق الإسلامية حساسيّة، وتصاعد قدراتها الدفاعية والهجومية، وتنامي الوعي الذاتي والدافع والأمل بين الشعوب المسلمة، وتزايد التوجه نحو تعاليم الإسلام والقرآن، والتطور العلمي، وتصاعد روح الاستقلال والاعتماد على الذات بين الشعوب، كلّها مؤشرات مباركة تبشر بغد أفضل.
إنّ هذا المستقبل المبارك يتطلب أن يكون التكامل بين البلدان الإسلامية هدفاً محوريّاً وأساسياً، ولا يبدو ذلك بعيد المنال. ومحور هذا التكامل قضيّة فلسطين كلّ فلسطين، ومصير القدس الشريف. وهذه هي الحقيقة نفسها التي هَدَت القلب المنير للإمام الخميني العظيم (رضوان الله تعالى عليه) ليُعلن اليوم العاملي للقدس في آخر جمعة من شهر مضان المبارك.
وشدد قائد الثورة الاسلامية علي إنّ تكامل المسلمين حول محور القدس الشريف، هو كابوس العدوّ الصهيوني وحماته الأمريكيين والأوروبيين. إن مشروع “صفقة القرن” الفاشل ثم المحاولة لتطبيع عدد من البلدان العربية الضعيفة علاقاتها مع العدو الصهيوني، إنما هيَ مساعٍ متخبطة للفرار من ذلك الكابوس.
وقال السيد الخامنئي : إنّني أقولها بشكل قاطع: سوف تبوء هذه المساعي بالفشل، وإنّ الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف.
ثمة عاملان مُهمّان يرسمان المستقبل؛ الأول – والأهم- تواصل المقاومة داخل الأرض الفلسطينية وتقوية مسار الجهاد والشهادة.
والثاني الدعم العالمي للمجاهدين الفلسطينيين من قبل الحكومات والشعوب المسلمة في أرجاء العالم.
علينا جميعاً – من حكام، ومثقفين وعلماء دين وأحزاب وتكتّلات والشباب الغيارى والفئات الأخرى – أن نحدّد موقعنا في هذا التحرّك الشامل ونؤدي فيه ما علينا من واجب. إن هذا هو ما يُحبط كيد العدوّ ويسجّل للوعد الإلهي: { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} مصداقاً في آخر الزمان. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
الرئيسية / الشرق الأوسط / قائد الثورة الاسلامية في يوم القدس العالمي : الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ و لن يتوقف
الوسوماية الله خامنئي زوال اسرائيل يوم القدس العالمي
شاهد أيضاً
وزير الداخلية يوجه بتشكيل مجلس تحقيقي بحق عناصر أمنية “أثاروا الفوضى” في الأنبار
وجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، اليوم الجمعة، بتشكيل مجلس تحقيقي بحق عناصر من الشرطة …