اعلن في كربلاء المقدسة وفاة الخطيب الحسيني الكبير السيد جاسم سيد عبد سيد عباس الطويرجاوي 73 سنة في المستشفى الأميري في الكويت حيث كان يعالج هناك بعد صراع طويل مع المرض.
والسيد جاسم الطويرجاوي يعتبر من الرعيل الاول من خطباء المنبر الحسيني من ستينيات القرن الماضي وكان علماً من اعلام المنبر الحسيني ٫ حيث أفنى عمره في طريق خدمتهم، بتعيه على مصائب اال محمد صلوات الله عليهم اجمعين ومن بينها مصيبة شهادة الامام الحسين عليهم السلام ٫ وكان لنعيه اثر في أسر النفوس حيث لا يمتلك الانسان نفسه إلا ان يتفاعل معه بالحزن و الأسى لما يضيف صوته الشجي من الالم و اللوعة اضافة لما تمثله مصائب اهل البيت عليهم السلام بحد ذاتها.
وجاء لقبه الطويرجاي عندما عقد مجلسا في كربلاء تحت قبة الإمام الحسين {ع} منذ عام 1962م وحتى عام 1980م وكان في البداية يقرأ في طويريج قبل أن يأتي إلى هذا المجلس في كربلاء فعندما كان يصل كانوا يقولون وصل الطويرجاوي وقد سار هذا الاسم عليه.
وانخرط في الحوزة العلمية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ينهل علومها الفقهية وكان من أبرز أساتذته الشيخ عز الدين الجزائري والشيخ طه البصري حيث كان في مدرسة القوام ومدرسة الجزائري.
وخرج السيد الطويرجاوي من العراق في تشرين الأول عام 1980 بعد تدهور الأوضاع في تلك الفترة من إعدامات واعتقالات في زمن النظام البائد وقد ذهب إلى الكويت واستقبلوه بأحسن استقبال وبقي هناك حتى دخول النظام السابق الى الكويت عندها خرج منها متوجهاً إلى الجمهورية الاسلامية عام 1990.
وقرأ السيد الطويرجاوي في العديد من البلدان العربية والاسلامية في سوريا ولبنان والسعودية والكويت والبحرين وقطر وإيران وفي اوروبا .
وبدأ السيد الطويرجوي رحلته بالخطابة منذ كان عمره 10 سنوات وكان الشيخ حسين جواد يقرأ عند اخواله فطلب منه أن يعلمه القراءة، وحفظه أول بيت شعري في رثاء الحسين علسه السلام وهو :
إن كان عندك عبرة تجريها فانزل بأرض الطف كي نسقيها
وكانت والدته أكثر شخصية أثرت فيه خلال مسيرة حياته فهي التي ربت في داخله حب الامام الحسين عليه السلام، فمنذ أن كان صغيراً كانت تضعه في حضنها وتطحن بالرحى وتنعى الامام الحسين {ع} وتبكي، فيقول لها لماذا تبكين؟ فتجيبه بانها تبكي على الحسين، فمنذ ذلك الحين عشق السيد الراحل الطويرجاوي الامام الحسين {ع} وصار يحفظ ما تقوله أمه ويبكي معها عند قراءتها.
وتعرض الخطيب الراحل للكثير من المضايقات في زمن النظام البائد لذا قرر بعدها مغادرة العراق عام 1980 وأصروا على الانتقام منه وذلك بإعدام ولده قحطان سنة 1982.