رأت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي في قبول اسرائيل بشروط المقاومةبهدف الحصول على موافقة المقاومة الفلسطينية بقبول هدنة طويلة الامد، نهاية للمستقبل السياسي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، فيما اعتبر اسرائيليون ، الاتفاق “استسلاماً للإرهاب” و”نتيجة مُرَّة”،
وتكشف الطريقة التي أبلغ فيها مكتب نتنياهو وزراءه عبر الهاتف بالتوصل لاتفاق إطلاق النار؛ عدم ثقة في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على تمرير قرار بهذا الحجم خوفاً من معارضتهم له.
وقال مصدر إسرائيلي رسمي إن مكتب نتنياهو ، تلقي رأياً قضائياً ينص على أنه لا حاجة لعقد جلسة لمجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية من أجل اتخاذ قرار بهذا الخصوص.
وعلى نقيض أجواء الاحتفالات التي سادت قطاع غزة عقب الإعلان عن الهدنة واعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها انتصار للمقاومة، طغت مشاعر من الخيبة على الرأي العام الإسرائيلي الذي بدا منقسماً على نفسه تجاه ما حدث.
وذكرت القناة الثانيةأن استطلاعات للرأي أُجريت في موقعي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و “تويتر” أظهرت أن 80.1% من الإسرائيليين يرون في الاتفاق مع الجانب الفلسطيني “أمراً سلبياً ويشكل هزيمة للموقف الاسرائيلي”.
ووقف وزير المخابرات والشؤون الإستراتيجية يوفال ديسكين عقب الإعلان عن الهدنة أمام الصحفيين في القناة الثانية يدافع عن موقف حكومته.
وقال إنه لم يكن أمامهم سوى أحد خيارين؛ “إما تسوية أو اجتياح مكلف جداً فاخترنا الخيار الأول”.
وبينما وصف رئيس بلدية عسقلان إيتمار شيمعوني الاتفاق بأنه “استسلام للإرهاب”، اعتبر المعلق البارز في القناة الإسرائيلية الثانية أمنون أبراموقيتش النتيجة أنها “مُرة” بالنسبة للإسرائيليين، مشيراً إلى أن حركة حماس خرجت “طرفاً معترفاً به وجسماً مهيمناً أكثر بكثير مما كانت عليه قبل الحرب.
أما رئيس المجلس الإقليمي حاييم يالين فأوضح أنه لا يثق بالحكومة والجيش الإسرائيليين مثلما لا يثق بحركة حماس، قائلاً إن الفوضى كانت سيدة الموقف في هذه الحرب.
وعلى الجانب الآخر ذكرت المعلقة السياسية في القناة الإسرائيلية الأولى أيالاه حسون أن مصدراً سياسياً رفيعاً أبلغها أن أياً من مطالب حماس لم يُستجب له خلال مفاوضات القاهرة غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني. غير أنها ما لبثت أن ناقضت تصريحها ذاك حين قالت “لو طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية هذه التفاهمات على المجلس الوزاري المصغر لما تمكن من تمرير قرار بشأنها”.
ورأى إعلامي آخر هو عوديد غرانوت معلق الشؤون العربية في القناة الأولى، أن حماس تحاول من خلال مظاهر الفرح التي عمت أرجاء قطاع غزة “الظهور بمظهر من حقق مكاسب، لكن تلك المظاهر في الواقع ما هي إلا تعبير عن مشاعر ارتياح بعد ضغط شديد”.
وشدد المعلق السياسي بالقناة الثانية روني دانئيل على ضرورة أن تحتفظ إسرائيل بما زعم أنه حقها بالرد على كل محاولة للتسلح مجدداً.
