منذ سقوط مدينة الموصل بيد مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في العاشر من شهر حزيران الماضي وناحية آمرلي الواقعة في شمالي محافظة صلاح الدين صامدة بوجه هجمات الدواعش الإرهابيين في حين يعيش أهالي المدينة أوضاعا مأساوية بسبب قلة الدعم والإسناد المقدم لهم.
ويبلغ عدد أهالي ناحية آمرلي ما يقارب 20 ألف مواطن جميعهم من التركمان ومن أبناء المذهب الشيعي وهم اليوم مهددون بالإبادة الجماعية على يد الدواعش الذين يحاصرون الناحية.
ويقول حيدر البياتي وهو أحد أهالي ناحية آمرلي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “الناحية محاصرة من جميع الجهات ولا يفصلنا سوى 500 متر عن أقرب نقطة لوجود عصابات داعش الإجرامية ونحن نخشى أن يقدم هؤلاء على ارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق أهالي آمرلي لأننا نقاتل ونقاوم دون أي دعم لا من الحكومة المركزية ولا من حكومة كردستان ولا نرى الجيش العراقي أو قوات البيشمركة وأوضاعنا المعيشية صعبة جدا ولا يوجد أي مساعدة لنا”.
بدوره يقول محمد سلام أحد العاملين في منظمة اليونيسيف الأممية في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “أهالي آمرلي بين الحياة والموت فهم محاصرون ووضعهم مأساوي حيث أن ما يقارب 20 ألف مسلم شيعي من رجال ونساء ما زالوا يقاومون منذ 60 يوما وهم اليوم مهددون بالقتل أو السبي خلال ساعات ويجب إيصال صوتهم إلى أي مسؤول او صاحب قرار لإنقاذهم وإخلائهم”.
وأضاف ،إن “عملنا هو مساعدة النازحين في مناطق أخرى لكن ما يردنا من آمرلي أن أهلها بين الحياة والموت وهم محاصرون والوضع مأساوي والأهالي يبلغونا عبر مصادرنا أن نتصل بأي مسؤول او صاحب قرار لإنقاذهم وإخلائهم وقد اتصلنا بالجميع ولم نترك اي باب إلا وطرقناه لإنقاذ أهل آمرلي”.
ويرى ممثل التركمان في مجلس النواب السابق وعضو التحالف الوطني محمد البياتي ،ان أسبابا قومية وطائفية تقف وراء استهداف الدواعش لآمرلي.
ويقول البياتي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن “ما يقارب 44 قرية عربية وتركمانية تحيط آمرلي لكن هذه المدينة مستهدفة لانتمائها إلى مذهب أهل البيت بالإضافة إلى أن أهلها من التركمان وليس كبقية المدن التي استقبلت الدواعش ورحبت بهم”.
ويضيف البياتي ،إن “آمرلي محاصرة منذ 67 يوما والوضع الإنساني فيها مأساوي حيث لا كهرباء ولا ماء حتى الآبار جفت والمدينة تقاوم الجوع والعطش والأمهات جف الحليب في صدورهن وليس هنالك إمدادات والوضع يرثى له”.
وتابع إن “أبناء الحشد الشعبي وشباب المدينة الذين هم بعمر 14 او 15 سنة حملوا السلاح وبعضهم استشهدوا لأن المدينة تقاوم منذ أكثر من شهرين وتقاتل الإرهابيين بمعزل عن الحكومة وعن كل ما يمكن إيصاله لهم والقتال مستمر حتى اللحظة”.
وأوضح ان “آمرلي تحتاج الى جهد دولي وحكومي من الهلال الأحمر ووزارات الحكومة العراقية لأن ما وصل من مساعدات لا يفي بالغرض ولم تتمكن أي عائلة من الخروج من هذه المدينة والجرحى يعالجون بإمكانات ذاتية من قبل الأهالي أنفسهم والمستشفيات معطلة والطرق مقطعة فقط يوجد طريق جوي واحد يوصل المساعدات بصورة ضئيلة”.
وأكد ،أن “الجيش العراقي غائب عن مناطق آمرلي باستثناء بعض الجنود والضباط الذين بقوا في المنطقة والتحقوا بالحشود الشعبية ولم نر أي دعم من حكومة كردستان أو قوات البيشمركة وبالعكس كان هناك عرقلة وعدم تعاون في فتح الطرق ما أدى إلى إبقاء الطرق مغلقة”.
ووجه البياتي رسالة إلى “المنظمات الحكومية والدولية مفادها أن يكون هنالك دعم كالذي قدم لسنجار وللأسف هنالك تعامل بمعيارين مختلفين”.
المصدر : وكالة فارس
شبكة نهرين نت الاخبارية شبكة نهرين نت الاخبارية