اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي في خطاب متلفز مساء الخميس تنحيه عن السلطة لصالح رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ، وذلك حفاظا على المصلحة العليا للعراق.
وقال المالكي “اعلن اليوم سحب ترشيحي لصالح الاخ حيدر العبادي وكل ما يترتب على ذلك حفاظا على المصالح العليا للبلاد”.
واضاف المالكي في كلمته التي استهلها باستعراض مسهب لـ”انجازاته” على رأس الحكومة خلال ولايتين متتاليتين “لقد تعرضت شخصيا لهجمة ظالمة ، حتى اتهمت بالتشبث بالسلطة مع انه كان دفاعا عن الوطن وعن الحق”.
واكد المالكي ان قراره التنحي عن تولي رئاسة الوزراء لولاية ثالثة هو حرصه على “تسهيل سير العملية السياسية” ورفضه لان “اكون سببا في سفك قطرة دم واحدة، وان كان فيها جور علي”.
وكان التحالف الوطني قام بتسمية العبادي الذي ينتمي الى ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي، الامر الذي عارضه المالكي في بداية الامر واعتبره خرقا للدستور.
وقدم رئيس الوزراء المنتهية ولايته دعوى في المحكمة الاتحادية ضد الرئيس العراقي فؤاد معصوم الذي رفض اعتبار ائتلاف دولة القانون الكتلة الاكبر في البرلمان.
وينتمي حيدر العبادي الذي كلفه الرئيس العراقي وحظي بمباركة كافة الاطراف السياسية الشيعية والسنية والكردية فضلا عن الترحيب الدولي، الى حزب الدعوة الاسلامية وهو ابرز مكونات ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي.
وقال اذاعة صوت العراق ان الاطاحة في المالكي تمت بعد انشقاق جماعة من حزب الدعوة ضمن مشروع موحد معاد له بما يشبه الانقلاب الصامت في الحزب على المالكي الامين العام لحزب الدعوة، وعلى راسهم العبادي وعلي الاديب والسنيد والانضمام الى غرماء المالكي، ، وهم المجلس الاعلى الذي يتزعمه عمار الحكيم، والتيار الصدري الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر، وتيار الاصلاح الذي يتزعمه الجعفري ، بالاضافة الى كتلة المستقلون ومنظمة بدر والفضيلة، وجاء هذا التكتل ليتناغم مع اصرار التحالف الكردستاني والعرب السنة على تغيير المالكي ، وكان من خلف كل هذه القوى الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين تعرضتا الى ضغوط سعودية واسرائيلية كبيرة للعمل على تغيير المالكي في العراق لانه يعمل ليكون العراق من بين دول الممانعة في المنطقة مع كل من ايران وسوريا وحزب الله ، بالاضافة الى وجود رغبة سعودية جامحة لوصول زعيم شيعي ” ضعيف ” بدل المالكي بهدف اضعاف الدور الشيعي في ادار الحكم في العراق لمصلحة دول الاقليم الطائفي الذي يضم السعودية وتركيا والاردن وقطر والامارات .
