اكد الأمين العام لحركة عصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، الأربعاء في كلمة موجهة للشعب العراقي بمناسبة يوم الشهيد المقاوم الذي يصادف الرابع من شهر مارس – اذار من كل عام : ان مشاريع إستهداف العراق من قبل الكيان الإسرائيلي ستستمر من خلال الوجود العسكري الأمريكي في العراق .
وقال الشيخ قيس الخزعلي : إذا كنتم تريدون رئيس وزراء ووزراء مستقلين غير خاضعين لحكم المحاصصة فأتوا البيوت من أبوابها وطالبوا بتغيير النظام البرلماني وتعديل الدستور، حينها ستكونون أنتم من يختار رئيس الوزراء وهو سيكون مديناً لكم وسيختار وزراءه بقناعته ولن يكون للأحزاب والقوى السياسية في البرلمان القدرة على إجباره في إختيار وزراء حكومته.
جاء ذلك خلال زيارة قام بها الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي اليوم الأربعاء٫ لمقابر شُهداء الحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية في ذكرى يوم الشهيد المقاوم ٫ قرأ خلالها سورة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ومُجدداً لهُم العهد بالثبات على ما مضى الشُهداء عليه من مباديء وقيم وعقيدة حفظت الأوطان والمُقدسات.
ثم زار مرقد الشهيد القائد أبو مهدي المهندس ورفاقه الشهداء ، قرأ خلالها سورة الفاتحة ترحماً على أرواحهم الطاهرة .
وقال الشيخ قيس الخزعلي هذه الكوكبة التي قضت وهي تدافع عن أرض العراق وشعب العراق ومقدسات العراق ضد زمرة الظلام والتكفير التي كانت تريد أن تستأصل الحياة من هذا الشعب ٫ وبفضل هذه الدماء والتضحيات إنتصرت إرادة الحياة على إرادة الموت وإنتصر الخير على الشر وإنتصر العراق على الأعداء ٫ وفاز هؤلاء الشهداء بأن ختموا حياتهم في هذه الدنيا خير ختام فصارت ذكراهم خالدة نفتخر بها جميعاً في هذه الدنيا.
وقال الشيخ قيس الخرعلي : ان الشهادة قيمة عليا يسعى إليها صاحب البصيرة لتكون خير ختام لحياته في الدنيا الفانية وخير إفتتاح لحياته الآخرة الخالدة ولتكون شهادته سبب حياتنا نحن وكرامتنا وعزتنا. ونحن في هذا اليوم نستذكر كل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دينهم ووطنهم ..
وتابع قائلا : نستذكر الشهداء الذين إستشهدوا ضد نظام البعث المقبور والطاغية صدام الهدام ٫ نستذكر شهداء مقاومة الإحتلال الأمريكي.
نستذكر شهداء الدفاع عن المقدسات ٫نستذكر شهداء الفتوى والإنتصار على “داعش”.
فقدنا مؤخرا قادة بيد الكيان الصهيوني وامريكا
واشار الشيخ الخزعلي الى ان، الملاحظة المهمة هي أن العراق حتى وبعد أن تخلص من نظام البعث وطهر أرضه من دنس الدواعش والتكفيريين إلا أن العراقيين لا زالوا يُقدمون الشهداء، فشهداؤنا في الفترة الأخيرة لم يكونوا بسبب نظام البعث وليس بسبب الدواعش والتكفيريين وإنما كانوا بأيادي أخرى، بأيادي من صَنَع البعث وأسس داعش والقاعدة، بيد الكيان الصهيوني الغاصبة والولايات المتحدة الأمريكية المعتدية، فسقط خلال خلال الفترة الأخيرة العشرات من الشهداء والجرحى جراء القصف الصهيوني على مقرات الحشد الشعبي، وسقط كذلك العشرات من الشهداء والجرحى جراء القصف الأمريكي على مقر الحشد الشعبي في مدينة القائم. وآخرها ولن يكون أخيرها (ما داموا متمكنين ومتواجدين على أرضنا) كانت شهادة قادة الإنتصار الشهيد القائد الحاج قاسم سُليماني والشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس ومن معهما من الشهداء أعلى الله مقامهم.
واضاف ان، النقطة المهمة التي ينبغي الإلتفات إليها والتركيز عليها أن هؤلاء الشهداء الذين قضوا على يد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية لم يكونوا قد هاجموا الكيان الإسرائيلي ولا الولايات المتحدة الأمريكية أو وجودها العسكري في العراق.
المشروع الامريكي يستهدف تقسيم العراق الى كانتونات صغيرة
أنا ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم ولا دليل واحد على أن القصف الذي حصل على قاعدة K1 كان من فصائل الحشد الشعبي، إذاً لماذا تقوم أمريكا ومعها إسرائيل بمهاجمتنا وقتل أبنائنا وقادتنا ؟ الجواب أنهم لديهم مشروعهم الخاص في العراق والمنطقة وهم جربوا إنجاحه سابقاً من خلال صنيعة القاعدة وداعش ولكن هذا المشروع فشل بسبب وجود الحشد الشعبي.
هذا المشروع الذي يستهدف تقسيم العراق إلى كانتونات متعددة ومتناحرة لينتهي وجود دولة إسمها العراق ولتتمدد الصهيونية عليه وعلى المنطقة لتحقيق مشروعهم التوراتي بالإمتداد من الفرات إلى النيل، وهم علموا يقيناً أن مجرد وجود وبقاء الحشد الشعبي قوياً ومتماسكاً معناه أن لا مجال لتقسيم العراق.
لذلك فإن مشاريع إستهداف العراق من قبل الكيان الإسرائيلي ستستمر من خلال الوجود العسكري الأمريكي الذي سبب تواجده الحقيقي في العراق هو خدمة لمشروع الكيان الإسرائيلي وتقسيم العراق.
لذلك يجب علينا وعلى كل الوطنيين العمل الجاد وبكل الوسائل لإنهاء هذا التواجد من أجل إنهاء التهديد “الإسرائيلي” على وحدة العراق وإستقراره وهذا ما لن نحيد عنه طرفة عين أبداً .
اما بالنسبة للوضع السياسي فقد اشار سماحته الى ان، أوضاع العراق السياسية والإجتماعية والإقتصادية لا زالت تشهد وضعاً غير مُستقر منذ أحداث إحتجاجات تشرين الأول في السنة الماضية وإلى الآن .
استقالة عبد المهدي زاد الامور تعقيدا
ومما زاد الوضع تعقيداً هو إستقالة رئيس الوزراء ، وبعد أن كانت مسألة الإصلاحات أخذت تحقق نجاحاتها بسبب الموقف الشعبي وحركة الإحتجاجات عندما كانت في حالتها الصحية وكان مُجمل الشعب متفاعلاً معها. فتحقق إقرار (وإن كان غير كامل) لقانون الإنتخابات وتم تشكيل مفوضية إنتخابات مستقلة جديدة.
واضاف قائلا : وكان المتبقي الرئيسي هو حل البرلمان وتحديد وقت إنتخابات مبكرة، ولكننا دخلنا دوامة أو أُدخلنا وصرنا الآن في دوامة من هو بديل رئيس الوزراء المستقيل ووُضعت شروط كثيرة لهذا المنصب الذي يُفترض أن تكون مُدته مؤقتة ومهمته محددة، وهذا الأمر الذي حذرنا منه منذ البداية من أن هناك من يريد أن يُعقد موضوع إختيار رئيس الوزراء المؤقت من أجل منع أو تأجيل الإنتخابات المبكرة التي هي المطلب الجماهيري الحقيقي وليس من يكون رئيس وزراء حكومة سنة واحدة .
وتابع الشيخ الخرعلي : بالنسبة لنا كانت رؤيتنا من البداية في شروط ومواصفات هذا المنصب لهذه المرحلة فقط هو أن يتم إختيار شخصية مستقلة وليست سياسية ، أي لم يستلم منصباً تنفيذياً ولا برلمانياً سابقاً مثلاً أن يكون رئيس جامعة أو قاضي او ما شابه حتى يقطع نزاع القوم ما دامت المهلة مؤقتة والمهمة محددة. وكان لهذا التوجه تقبل جيد من شخصيات وقيادات مهمة ولكن لم يحدث لسبب أو لآخر، مما جعلنا نمر في ضياع مدة شهر كامل من خلال تكليف السيد محمد توفيق علاوي الذي صار موضوع تكليفه محل جدل شعبي داخل ساحات التظاهر وسياسي داخل القوى السياسية .
وتابع، في رأينا أنه رغم تحديد سبب الخلل في الوضع السياسي وهو المحاصصة إلا أنه لم يتم إعتماد العلاج الصحيح لها، فتصور الكثيرين أن تغيير قانون الإنتخابات وتشكيل مفوضية إنتخابات جديدة كفيل بتحقيق الإصلاح وهذا وهم ولن يحصل.
وتابع الشيخ قيس الخزعلي : ، لا يُمكن أن يُعالج المرض بمعالجة الأعراض بدون معالجة أسبابه والنظام البرلماني القائم على أساس المحاصصة وليس الأغلبية وهو أساس الخلل في العملية السياسية، وما دام هذا النظام بهذه الكيفية فالمحاصصة مستمرة ، فالإصلاح الحقيقي يحتاج إلى تعديل الدستور وكل إجراءات إصلاحية دونه سيكون تأثيرها محدوداً وجزئياً .
الكورد والسنة مازالوا يبحثون عن حصصهما في الحكومة
وبيّن الشيخ قيس الخزعلي : ، لقد ثبت خلال التجربة الماضية أن مجرد التعويل على الضغط الجماهيري والمرجعي ليس كافياً في إختيار رئيس وزراء وكابينة وزارية مستقلة ما لم يتم تعديل القوانين والأنظمة المسؤولة عن ذلك، نعم كان للضغط الجماهيري والمرجعي تأثير على القوى السياسية الشيعية ـ هذه المرة ـ مما جعلها تتنازل عن مطالبتها بحصتها في تشكيل الحكومة، ولكن القوى الأخرى السنية والكردية لا ترى نفسها معنية بهذه الضغوط، بل هي ترى أنها المسؤولة عن إختيار ممثلي مكوناتها في الحكومة وأن حقها الطبيعي في ظل هذا النظام .
ودعا امين عام عصائب اهل الحق ٬ القوى السياسية الشيعية المحترمة إلى عدم إضاعة وقت آخر في مجادلات إختيار شخصيات سياسية أخرى وأن الذهاب مباشرة في البحث وإختيار رئيس وزراء مستقل مع إلتزام القوى السياسية لباقي المكونات بأن يكون وزراء هذه الحكومة ومن كل المكونات على نفس الشاكلة ، أي تكون حكومة وزراء مستقلين وأهمية تعاون الجميع في دعم هذا الرئيس وحكومته في تجاوز هذه المحنة والوصول جميعاً إلى بر الأمان، وحينها وبعد الإنتخابات المبكرة وإعتماداً على حصول أو عدم حصول تعديلات دستورية سيكون لكل حادث حديث ، ولله الأمر من قبل ومن بعد.