ان تقوم قوة عسكرية امريكية تحت جنح الظلام بإنزال جوي في ناحية البغدادي واختطاف شيخ من شيوخ عشائر العراق من داخل منزله واقتياده قسرا الى قاعدة عين الاسد الامريكية، يعتبر انتهاكا صارخا للسيادة العراقية،وعدوانا سافرا ضد العراقيين.
اخبار موثقة اكدت ان لا علم للحكومة المحلية في الانبار او قيادات العمليات بمكان احتجاز الشيخ العبيدي، الذي يعتبر من الوجوه العراقية المعروفة في محاربة الارهابين الداعشي والقاعدي على حد سواء.
ويرى مراقبون ان التعامل الامريكي مع المواطنين العراقيين هي معاملة محتل، وإلا ما حاجة كل هذه القوة لاعتقال شخص معروف مثل الشيخ العبيدي الذي يتولى مسؤولية الفوج الثاني في الحشد العشائري في الانبار، كان يكفي الاتصال به بالطرق العادية وابلاغه بالامر الصادر ضده ، هذا لو كان هناك امرا بالاساس، فالرجل ليس هاربا اومختفيا، ليتم اختطافه بهذه الطريقة.
من المعروف انه وفقا لشهادات ابناء المنطقة، ان هذه العملية ليست الاولى فهناك 20 عملية شبيه باعتقال الشيخ معدي العبيدي جرت ضد ابناء مقاومين للعناصر الارهابية خلال اجتياحها للانبار وسط صمت المسؤولين العراقيين.
ان عملية اختطاف الشيخ العبيدي من قبل الامريكيين يؤكد مرة اخرى كذب وزيف المزاعم الامريكية واوابقها من فلول البعثيين من ازلام النظام الصدامي البائد ودواعش حول دعم “ايران لجماعات مسلحة شيعية” في العراق، فالمعرف ان العبيدي هو احد قادة الحشد العشائري الذي يتكون من ابناء المناطق الغربية الذين حاربوا داعش وقدموا العديد من الشهداء على هذا الطريق، بعد ان تلقوا الدعم من الجمهورية الاسلامية في ايران وبتوجية خاص ومباشر من القائد الكبير الشهيد قاسم سلبماني.
وللتاريخ نعيد هنا ما قاله معاون رئيس الحشد العشائري ثامر التميمي في لقاء مع احدى القنوات الفضائية ، عندما قال ما نصه:”أن “زعماء السنة في العراق يئسوا من الدول العربية وخلصوا إلى أن التعويل على هذه الدول لن يجدي أهل السنة في العراق نفعاً، خاصة أن بعض هذه الدول تستخدم السنة في العراق أداة في صراعها على النفوذ في المنطقة مع إيران.. وان الحشد العشائري تواصل مع عدد من دول الخليج طلباً للمساندة والدعم في مواجهة “داعش” إلا أنها لم تستجب ولم تعرِ أدنى اهتمام” على حد تعبيره.
ان عملية اعتقال الشيخ العبيدي بهذا الشكل الاستفزازي، ومن قبلها الجريمة النكراء التي ارتكبتها القوات الامريكية في وسط بغداد عندما اغتالت غدرا الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، تؤكد مرة اخرى ان قرار مجلس النواب باخراج القوات الاجنبية ومنها القوات الامريكية هو قرار استراتيجي يعزز سيادة البلاد ويقطع الطريق امام اخطر الانتهاكات لسيادة العراق التي ترتكبه القوات الامريكية بشكل يومي سواء بزيادة عدد القوات الامريكية او بادخال مزيد من الطائرات والدبابات والذخائر او من خلال قيام القوات الامريكية بنقل عناصر داعش من سوريا ودعم فلول داعش في مناطق مختلفة من العراق قي ديالى وصلاح الدين ونينوى .