كشف تحقيق أعدته وكالة “رويترز” أن دولة الإمارات العربية المتحدة أنشأت برنامجاً تجسسياً في عام 2008، بمساعدة مسؤولين استخباراتيين سابقين في المخابرات الأمريكية، بإشراف نجل ولي عهد أبوظبي خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.
وبحسب “رويترز” فإن البرنامج حمل اسم “Dread”، والمشروع التجسسي انطلق في العام 2008 في مطار مهجور بحي البطين في أبوظبي ليكون ذراعاً أمنية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، بهدف المساعدة في مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، بدعم وزارة الخارجية ووكالة الأمن القومي في الولايات المتحدة.
لكن أهداف البرنامج التجسسي انحرفت- وفق التحقيق- بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث خشيت الإمارات من وصول الاحتجاجات إليها، لتبدأ باستغلال البرنامج في ملاحقة المعارضين وقيادات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والأمم المتحدة ومجموعات حقوق الإنسان.
ووفق التحقيق فإن القائمين على برنامج Dread طوروا برنامجاً عام 2009 قادراً على سرقة ملفات “ويندوز” ونقلها إلى خوادم تحت سيطرة ولي عهد أبوظبي.
وأشارت “رويترز” إلى أن “عدم قدرة الإماراتيين على التعلم بسرعة دفع بالمتعاقدين الأمريكيين ليكونوا في واجهة قيادة المشروع، وكان في طليعتهم المسؤول الاستخباراتي السابق ريتشارد كلارك”.
وكشف التحقيق أن علاقة كلارك بمحمد بن زايد بدأت مع حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث قدم محمد بن زايد لكلارك الترخيص لاستخدام الأجواء الإماراتية لقصف العراق، كما قدم مليارات الدولارات لدعم المجهود الحربي الأمريكي لطرد جيش صدام حسين من الكويت”.
من جانبه، قال ريتشارد كلارك في مقابلة: إن “المشروع كان هدفه مكافحة الإرهاب، وقام بموافقة من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الأمن القومي، وكان الهدف الرئيسي منه محاربة القاعدة، لكن المشروع تحول إلى أداة تجسسية لمن تراه الإمارات خطراً عليها في أنحاء العالم”، بحسب الوكالة.
ونجح برنامج التجسس الإماراتي باختراق خوادم غوغل وهوتميل وياهو في الولايات المتحدة، للوصول إلى شخصيات عربية ودولية رفيعة، حيث تطور المشروع تدريجياً ليصل إلى ذروته في عام 2017 مع إبرام أبوظبي عقوداً سخية مع متقاعدين أمريكيين.
ووفق البرنامج فإن الإمارات بدأت بين 2012 و2015 باختراق حكومات برمتها، وتمكنت من التسلل لهواتف إعلاميين وناشطين وقادة، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وبعد فوز قطر باستضافة كأس العالم في عام 2010، اخترقت الإمارات في عام 2014 حسابات وهواتف قيادات الفيفا وقطر بهدف الكشف عن معلومات تلحق الضرر بقطر.
وأشار التحقيق إلى أن “مهمات وحدة Dread الإماراتية توسعت لتتضمن التجسس على ناشطة سعودية ومسؤول في الفيفا ودبلوماسيين في الأمم المتحدة، وتحول اسم الوحدة التي تم الاستعانة فيها بمتعاقدين أمريكيين إلى Project Raven في 2012”.
ومن بين الشخصيات القطرية التي قامت الإمارات بالتجسس عليها، الشيخ محمد بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر، وحسن الذوادي أمين عام اللجنة المسؤولة عن تنظيم قطر للمونديال، وخالد الكبيسي المسؤول في اللجنة المنظمة، وفديرة المجد مسؤولة الاتصال السابقة، ومحمد بن همام العضو السابق في الفيفا.
